اللوحة
اللوحة
لم يكن ذاك الصباح كأي صباح يمر علي, نور غير مألوف حطّ على النبتة الطرية ، انتابني شعور بالرهبة في حين كانت قدماي تتلمسان موضعاً والقلب يخفق ،لم أدرك في تلك اللحظات أنني أشهد سلسلة من الأحداث الماضية البعيدة تدفع تلك النبتة حتى ترتفع نحو السماء وتخرج فروعها وأوراقها، قوة مباركة ظلت تحكي حكاية الحياة واستثنائية الموت المؤقت، حكاية اللاشيء إلى الشيء ، حكاية العدم وانبثاق الطاقة وسلسلة النجوم والغازات إلى الأرض الجرداء إلى انفجار الحياة إلى الكائنات البدائية إلى سلم الرقي إلى البشر المنتصبين وصولاً إلى الإنسان الذي يحمل الروح.. حكاية لم تنتهي بعد... فهل سنكون جزءاً من هذه الحكاية والقصة الكاملة ؟ أم ستتملكنا الأنانية ونعيش لأنفسنا فقط؟ وهل ستتردد على ألسنتنا عبارة " إذا لم تسنح لي حياة كريمة فلا يهمني ما يحدث بعد مماتي".. هل سنكون جزءاً من اللوحة ؟ أم تنتهي الحياة عند موتنا؟
دعوة لإعادة النظر
نون
من إحدى مشاكلنا هو قلة الأشخاص الذين يضحون في سبيل غاية نبيلة، والباقون يتثاقلون إلى الأرض
وينجذبون لها حتى يصبحوا جزءاً من مادتها.
لم أعد أرى أنّ حياتنا بدأت بولادتنا ،بل بدأت هناك في ملكوت الله ، كل شخص منّا أشبه بنبتة تمتص
الماء والمواد من التربة التي تحيط بها والتي تمثل المجتمع فإمّا أن نتلقى الطيب ونترك الخبيث
فيشتد عودنا يوماً بعد يوم ونصبح شجرة قوية ترتفع فروعها عالياً نحو السماء وليست متثاقلة نحو
الأرض وتخرج للناس من ثمارها النضرة من العلم والتجارب والسير على الطريق الصحيح والصبر عليه ،
أو أن يطلب الكمال دفعة واحدة فيفشل وتموت النبتة بموت صاحبها..
لا بدّ لي من أن أشكرك أختي gul على مرورك وتعليقك على ما سلف
نعم لوحة الحياة تكتمل في جنّات الله
الحكاية لن تنتهي لاننا جزء منها .........
أهلا بعودتك ...نون
أهلاً هيام سعيد بتواجدك
رد كجى قامشلى كان يجب أن يكون هنا ولكنها بالخطأ أرسلته إلى موضوع أخلاق النباتات ولكنها خيراً فعلت فلم أكن متابعاً لموضوعي ... فاشكرها من قلبي على هذا الخطأ..
رد كجى قامشلو:
"سأكون بمناى تام عن ذكر اسلوب كتاباتك وهي لابد من انها تحمل في طياتها الكثير من الحكمة والذكر والبيان الجلي والواضح ...
صباح ذلك اليوم يحمل الكثير من العبرة والموعظة ... فها انت بدأت من رؤيتك للشعاع الذي يسقط على النبتة ومررت بسلسلة التي يمر بها الكون من التغيرات لتكوين النجوم والشمس والكواكب انطلاقا من نظرية السديم الغازي ..انتهاءاً بالانسان المخلوق الذي كلف بحمل الامانة في هذه الارض ولكنه ابى ذلك ...
لابد لنا ان نكون جزء من اللوحة فنحن من ارقى الكائنات التي خلقت في هذه الارض ... لنا بصيرة نفاذة وعقل حكيم يوازن الجبل في حمله للأفكار والمعلومات ...وقلب راشد وواعي يعي كل التغيرات من حوله ...
بالبصيرة والقلب والعقل نعي كل شيء ... فقط لابد لنا من ان نتفكر ونتدبر في خلق الله تعالى وسوف نفهم الحكاية تماما ...كل الشكر والتقدير للمبدع نون على اللوحة الغنية بالافكار ...دام لنا قلمك ودمت بخير ...وأهلا بعودتك ..."
وها أنا ذا أشكرك على هذا النشاط الملفت وكانك في عجلة من امرك تريدين ان تردي على اكبر قدر من المواضيع ثم تغيبي فترة اخرى
أمل أن نكون جميعاً من ضمن اللوحة..
شكراً عزيزتي
شكرا جزيلا لك اخي نون .... والعفو منكم ... تقبل مروري ...
الأخ القدير : نون
لوحتك هذه تحوي الكثير من المدلولات ...
و ضمت الأكثر من النظرة و هي بعيدة المدى
غائرة العمق
كثيفة الرؤى
تداخلت فيها عناصر شتى
و عوامل عديدة قد تؤدي بنا إلى نفس تساؤلك
أجل هل سنكون البعض من ملامح هذه اللوحة ؟؟!
هذا لو نظرنا إلى حال الدنيا من منظار العبث ، و دون العلم لماذا أتينا ، و إلى ماذا نحن صائرون
تلك و ربي رؤية الذي أتى و هو راحل بمنأى أن يعي ما المغزى من بعثه على هذه الأرض ؟؟!
أما لو تأملنا و بكثير من إعمال الذهن ما الهدف من حضورنا و نحن نستخلف هذه الكرة ..!
لكان حري بنا أن نركن إلى اليقين أنه حينٌ من الدهر و سيسير كل حي نحو ما جنت يداه
من خير أو شر
لا شك أن اللمسات الأخيرة و اللوحة تكتمل جوانبها ، هناك حيث البعث و من ثم السكنى
اللهم اجعلها جنات الفردوس
*
نون
أتوسم في سردك للحدث : واضحاً كان أم غائم، صريحاً كان أم متوارٍ
الكثير من الأمل و أنت تعتلي سلم فن إجادة القصة القصيرة
و ذاك جنس لا مراء من تواجد أدوات قد لا يتأتى إلا للقليل من الأدباء الإبداع فيها ..؟!
فقد شاع مؤخراً في أوساطنا الثقافية مصطلح قصة الومضة
و هو جنس أدبي يمتاز بسجايا تتناسب مع طبيعة العصر و سياقاته
و لعلَّ أبرز تلك السمات هي كثافة الإيحاء و قدرته على أن يشع في أفق المتلقي وميضاً سحرياً
فتتقد في لحظة خاطفة أرجاء الروح و تستجيب لها النفس
صحيح أنها لا تروي ظمأ القارئ بما فيها من تداخلات غير مسقترة ، بيد أنها تتطلب مهارة و
حرفية عاليتين
طبعاً و أنا آخذ هذا الجنس و على إطلاقه
دون الوقوف هنا
كنت بارعاً
و نحو آفاق الوضوح أكثر و أنت تخوض غمار هاجس ما ..؟!