في بحث اجري اخيرا بكندا تبين ان مستخدمي شبكه الانترنت يصدرون احكامهم علي المواقع التي يقومون بزيارتها في فتره زمنيه تقل عن واحد علي الف من الثانيه. تعتبر هذه الحقيقه مرعبه لمن يعملون في مجال تصميم وتطوير مواقع الانترنت. خطا بسيط في تصميم الصفحه الاولي بموقع الانترنت او في طريقه عرض البيانات بها قد يدفع الزائر الي الخروج من الموقع وعدم العوده مره ثانيه اليه في فتره يقدرها العلماء بواحد علي عشرون من الثانيه. قامت جامعه كارلتون بكندا باجراء بحث علمي علي مستخدمي شبكه الانترنت تبين منها ان العقل البشري يصدر احكاما علي صفحه الانترنت

التي يقوم بمشاهدتها علي الشبكه في جزء من الثانيه. نتائج البحث اذهلت العلماء القائمين عليه حيث اوضحت ان حيث تم عرض بعض الصفحات الرئيسيه للمواقع Home Page علي عينه من مستخدمي شبكه الانترنت بشكل دوري فكانت النتيجه ان عدد كبير منهم قد اصدر حكمه علي الصفحه التي يشاهدها في 50 ملي ثانيه (الملي ثانيه هي واحد علي الف من الثانيه) وهي مده اقصر بكثير مما كان يتوقعه العلماء. جاءت نتيجه البحث لتوكد ان الانطباع الاولي عن صفحه الانترنت يتوافق الي حد كبير مع التقدير المتاني للموقع عندما يترك المستخدم لفتره اطول من الوقت للحكم علي جاذبيه الموقع وتصميمه.

اي ان النظره الاولي للموقع تحدد بدرجه كبيره راي الزائرين في استكمال زياره الموقع او الخروج منه وعدم اضاعه الوقت في زيارته والانتقال الي موقع اخر اكثر جاذبيه. مجرد النظره السريعه جدا عن صفحه الانترنت التي يشاهدها المستخدمين المتمرسين في التعامل مع الانترنت عن الصور التي توجد في صفحه الانترنت يعطي رد فعل حسي فائق السرعه عن جوده هذه الصور مثلما يحدث عندما نتذوق صنف جديد من الطعام فتقرر بسرعه هل طعمه جيد او سيء في اقل من ثانيه. المستخدمون المتمرسون في التعامل مع شبكه الانترنت توثر الصور بدرجه كبيره في حكمهم علي جوده الصفحه التي يشاهدونها

فلا وقت عندهم لقراءه النصوص التي توجد في صفحات الانترنت وانما يعتمدون علي تقيمهم للصور في الحكم علي جاذبيه الموقع ككل. اثبتت الحقائق العلميه لهذا البحث المثير ان الانطباع الاول عن الموقع ليس فقط مهما لاستكمال زياره الموقع والحكم علي جاذبيته ولكن هذا الانطباع يدوم فتره طويله ويحتاج الي محاولات طويله ومضنيه قبل ان يغير المستخدمون انطباعاتهم الاولي عنه. يطلق العلماء علي الانطباع الاولي مصطلح Halo Effect وهي ترمز للهاله التي تحيط بالاشياء مثل هاله القمر او الاشعاع النوراني. اذا اخذ زائر الموقع انطباعا جيدا عن صفحه الانترنت التي يشاهدها فان هذا الانطباع ينتقل الي مناطق اخري مثل رايه في مكونات الصفحه من نصوص ورسومات وصور حتي قبل ان يصل لحكم موكد عن جوده هذه المكونات. الناس يسعدون اذا عرفوا ان حكمهم علي الاشياء كان صحيحا ولذلك فانهم ينساقون بطريقه غير مباشره وراء انطباعهم الاول ويحاولن ان يوكدوا صدقه. الانطباع الاول في عالم الانترنت قد يكون هو الراي الاخير ولذلك علي مطورو مواقع الانترنت ان لا يتسرعوا في اطلاقها علي الشبكه قبل اكتمالها فالزائر الذي نفقده قد لا يعود ابدا.