خرابيشُ على الضَّباب

21 ردود [اخر رد]
مشترك منذ تاريخ: 30/11/2009

الضَّباب الذي أعنيه بفتح الضاد لا بكسرها، وهل يُتَصَوَّرُ أنْ يُكْتَبَ على الضِّباب بكسر الضاد؟ أعلى صدورها وبطونها يُكْتَبُ أم على ظهورها وأذنابها؟
كما لا يُتَصَوّر أنْ يُكتَبَ على الضَّباب بفتح الضاد كسحاب، والقطعة منه ضبابة كسحابة.
وإذا استحالت الكتابة عليه استحالت الخربشة ، فأنّى لك أن تحدّثنا عن خرابيشَ مزعزمةٍ على الضّباب؟
هي خرابيشُ لحقت بكتابة متأنقة على صفحات من الزمن صارت بمرور الغِيَر في نظر مَنْ على بصره غِشاوة كالضَّباب والهباء.
هي مثل أن تُكْتَبَ قصيدة قيّمة لحبّ سامٍ في لوحة ذات بهاء وجلال، ثمّ تعدو عليها العوادي، وتقع في يدٍ لا تعرف لها قيمة، فتخربشُ عليها بما يحضرها من اللهو ومن العبث.
أو هي أشبه بقصة حبّ ضبابيّ نظرت في قصص الحب الخالدة ، فتمنّت أن تحذو حذوها، لكنّ بُعدَ العهد وعناء المسير جعلها تنقلب حسيرة نحو الأرض ، تبحث عن خرابيشَ لأم خارجة على صفحات العلاقة الإنسانية في ظلمات الجزيرة العربية.
أو هي مثل أَلَاهِيِّ صبيّ ضَجِرٍ في يوم دَجْنٍ بارد على زجاج نافذة مُضِبٍّ، يكتب على البخار المضَبِّ على الزجاج ، ويراقب أبناء السبيل في الخارج من خلال كلماته ، حتى إذا بلغ به الضّجَرُ منتهاه خَرْبَشَ الكتابةَ كلها.
أو هي مثل أبصار قوم جاهلين أو حاقدين، نظرت في صفحات كتاب منير مبين، فذُهب بنورهم، فلا يبصرون إلا خرابيش لمعات في بحر لجيّ من الظلمات يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب .
بقي أن أبيّن الصلة بين الضَّباب بفتح الضاد والضِّباب بكسر الضاد ، فالجامع بينهما التجمع واللصوق بالأرض.
أعاذنا الله من الإخلاد إلى الأرض ، وما يتبعه من اللهاث والتكالب.

ربِّ زدني علما

gul
صورة  gul's
User offline. Last seen 5 سنة 22 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 21/10/2009

 

لقد أتاح لنا الأخ القدير : د بهاء الدين أن نتطلع و

من خلال بيانه الواثق الخطوات

البعيد الغور إلى درر من بلاغته ، ونظرة من فقهه و هو الضليع في مثل هذه الإشكاليات

لا أراه قد كتبها للغر ، في الآن الذي ليس للغض إليه من سبيل ؟!

إذن و الحال هذا لن يعدم الكاتب الأصيل أن يجد لكلماته من متذوق ، و قد تباينت نفوس

العباد ما بين التطبع بخواص الراقي و المكين من القول ، و ما بين الخاوي و الركيك من

الأخذ ..

كلٌ و على قدر ما إستسقاه من المعرفة ، و نَهَلَهُ من أدب !!

 

 

 لا شك للميول و من بعد أن ترعرعت على منهاج خاص و هي التي إكتسبت عوامل الرصانة ،

حتمي لو كان الأساس متين ، و سيماء الهشاشة ، هذا لو إستند إلى أريكة متهالكة ، لا مناص من

دور ؟! و دور كبير جداً

و أنا أتغلغل في نسيج ما كتبه ناثر هذا ( الضوع ) الأخ الكبير : د بهاء الدين لا شك رجاء مني

منشادته على إتحافنا بهكذا مواضيع و هي التي أخذت نواحي الجمال ، و تصبغت بمجمل

أطراف البيان

وتوضيح من جانبه حثيث عله يسبر أغوار اللغة و ما يحدث في نسيجها من لبس ، وما

 يميس بين ثناياها من  إبهام ؟!

هذا حيال الذي غابت عنه أوهو الذي غيبها : خوافي اللغة و فنونها ، دقائقها ، و لطائفها ..!

 

 

 فثمة أهواء درجت السخيف منطلق أدب ، و الأكثر من النفوس غدت خاوية التوجه ،

لا تُستقطب إلا نحو السطحي من التناول !

و لا تأخذ سوى السريع من ( الوجبات ) 

لذا كان حري بكاتبنا و غيره ممن يغارون على حياض هذه اللغة أن يولوها الكثير من

إهتمامهم ، من أن تمسها آيادي التفريط ،

و تنالها مخالب الإندثار، فقط ليجاري موكب الحداثة ، و يساجل اللغات الأخرى تلك التي لا

تمتلك مقومات البقاء ، و لا تحوي آفاق الشمول ، و على النقيض من العربيه ، هذه اللغة

التي كانت لها شرف حمل النص القرآني ، و من غيرها من اللغات قادرة على أن تغدو

الوعاء الأمثل لذاك الخطاب !! 

إذن جدير بي أن أقول في حق أمثال هؤلاء الكتاب أن ينالوا الرضا ، و يمنحوا الثواب

من لدنه ربي تعالى شأنه !

في الوقت الذي تتكاتف الجهود و تندد الصيحات في سبيل إبادة معالم هذه اللغة ، و الإطاحة

بها  تحت إدعاءات باطلة بأنها : باتت بالية ! و لا تخدم لغة العصر، و قد ضاقت ذرعاً

في إستعاب  ثورة التكنلوجيا و هي التي تحتاج مصطلحات جديدة ، و بمطلب إلى لغة

حديثة ! بوسعها أن تجاري متطلبات هذه الحضارة الوافدة !!

و ما رص هنا من عنبر المعاني ، و نثر من عقيق الكلم لمبادرة من الكاتب كريمة !!

و هو بذلك كمن يصيب عصفورين بحجر واحد !

يعيد لمجد الأدب العريق بعض من معالمه ، في الحين الذي يقدم لنا نحن من ننام على حب

البيان وهو أنيق باذخ : متعة فنية ، و توضيح بليغ !

سر على هذا النهج و ثقة من جانبك مطلقة أن ما قمت به من بيان و إحياء لروح

الأدب الحق لا محالة من أذن واعية ، و لا شك من حضور فكر غاية مرامه إستنشاق مسك

كهذا الذي بعثرته ..!

 فالكاتب الحق لا يخاطب العصر وحده ، و إنما يسكب رحيق قلمه في أذن الزمان ،

و قلب الوجود ....؟!

و الكاتب الأصيل هو الذي يروضنا على الإقتناع بأن نعمة الأدب أعظم من جميع النعم

و أنفس من جميع الذخائر و أشرف من جميع ألوان التكريم و التقييم و التشريف ، لأنه

يمكن صاحبه من مناجاة الذائقة و القلوب و الأذهان

و يوحي إلى القارئ أنه قبس من السر المكنون في سرائر الغيوب

و هو الذي وعى أن نعمة الكتابه لا توهب لغير المصطفين من أذكياء الرجال

راق لي المكوث هنا و إلى حد الإمتاع

شكراً لحضوركم ، وأدبكم يهمي مزن متعه ، و يهطل ديمة فائدة ..!

 عذراً و : gul

تخترق عوالم هي مفازة شاسعة ، و بيداء مترامية

قد أتوه فيها

و بياني ضئيل ، و لغتي قاصرة ؟!!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

User offline. Last seen 7 سنة 28 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/07/2007

تحياتي دكتورنا الغالي ..


تاه اللباب مع هذا الضباب ..


أخذتنا بهذا السجال الأدبي الأحادي في مسألة نحوية إلى روضة جميلة .. حوت أزاهير اللغة والأدب والنحو .. وكأني أقرأ للرافعي نقوشه اللغوية التي أبهرت نحّاة النحو والبيان .. عرضت لنا أربع صور عميقة المعنى .. لحال الذي يعبث بجمال اللغة حين يجهل مواطن التشكيل ما بين الظهر والبطن والذيل .. كل صورة من هذه الصور هي بمثابة لوحة أدبية مستقلة من حيث التصوير الفني والحياكة اللغوية لحال هذا العابث الذي يخربش هنا وهناك ليمحو معالم الجمال في الحياة و في ذائقة الإنسان ومشاعره ووجدانه..


بارك الله فيك أخي  الدكتور.. ونترقب المزيد ..

صورة  Derya1988's
User offline. Last seen 11 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 24/07/2009

بصراحة للوهلة الأولى أحسست أنني أرتميت في البحر وأنا لا أعرف السباحة وأحسست بأحساس الذي يغرق مما دعاني الى القراءة أكثر من مرتين (بعد ما قرأت من ثناء للغالية كول والأخ سوار فتأكدت من وجود ما لم أفهمه) فكررت القراءة وصدق من قال أن في الأعادة أفادة فأكتشفت وجود مقطوعات موسيقية من الحياة ترتفع فيها الطبقات وتنخفض بحنو وبأنسيابية عازف محترف على أوتار الحياة 

أشكر لك ما قدمه اناملك الذهبية وكم نحن محرومون من هكذا كتابات ولكن تجدد الأمل لدي بوجود أمثالك وننتظر المزيد من معزوفاتك فشكرا000000000

لكي تحافظ على أحترامك لنفسك من الأفضل أن تزعج الناس بفعل ما تعرف أنه الصواب على أن ترضيهم بفعل ما تعرف أنه الخطأ.....

مشترك منذ تاريخ: 30/11/2009

الأستاذة الفاضلة GUl

الضوع هو ما جاد به نسيم صَبا كلماتك ، الذي مرّ بروض أُنُف فحمل من الطيب ما ملأ عطره الجواء،  فذكرني بقول النميري:

تَضوَّعَ مِسكاً بَطنُ نُعمانَ إِن مَشَت       بِهِ زينَبٌ في نِسوَةٍ عَطراتِ

والجمال هو البيان المتجلي بين سطورك التي حاكت ألوان الربيع  المبهجة للروح بمسرات الانشراح.

دام عطاؤك الزاهي في رياض كليلك.

ربِّ زدني علما

مشترك منذ تاريخ: 30/11/2009

أخي سوار..
تعليقك المتأنق زان مقالي، وأضاء معالم مما رميت إليه من وراء السطور، فلك مني الشكر الجم الجزيل.
مع التحية الطيبة.

ربِّ زدني علما

مشترك منذ تاريخ: 30/11/2009

الأستاذة النبيلة دريا

أحسنت الظن بهذا القلم المتشبث بأذيال الفصاحة والبيان، فلأيا يسطر ما يمور في مسارب الوجدان، فحق لي أن أثني على تعليقكم العازف على أوتار البيان أجمل الألحان، وإنما عبرت بهذه السطور عما لحظته من غبن كثيرا ما يتعرض له عهد زاهر في حياة الامم أو الأفراد، فيذهب ببهائه وجلاله، ويغشّي على ضيائه وجماله.

مع الشكر والتقدير.

ربِّ زدني علما

صورة  ronyda's
User offline. Last seen 52 اسبوع 5 ساعات ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 03/09/2009

الدكتور  القدير  بهاء الدين

 

مقال جميل وقد قرأته اكثر من مرة حتى ادركت المغزى  , فقد شدني بالبداية جمال الكلمات واناقة العبارات , واعتقد ان هذا غيض من فيض ما لديك من الدرر .


جزاك الله خيرا وزادك من فضله

gul
صورة  gul's
User offline. Last seen 5 سنة 22 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 21/10/2009

بل أنتم من أحسنتم الظن بنا نحن ...!

كيف لقلم يخربش و هو يسطر الكلمات معانيَ هي في عرف الأدب الراقي مجرد خربشات

إذن ما ظنك و القلم

قد غدا ما بين أنامل طفل يلهو به و من ثم يعاود الفوضى عله يحسن خربشة و يتقن فناً

هي في المحصلة خربشات ليس إلا ....!

و من يراع قابض على جيد المجرات ، و هو  يطرز النجوم إنشودة من رخام البيان ، و

ينسج البدر إهزوجة من مرمر البلاغة ....! 

د بهاء الدين :

لم يخب ظني و أن أراك قريب العهد بأدب العظماء ، و داني القريحة من نصوص النبغاء

فها هو الأخ القدير : siwar لا شك له قامة ضخمة و هو يلقي بثقله الخفيف العذب على

آفاق أي طرح ، قد وافقني ، لربما أنا التي وافقته على أن شبه أدبكم بأدب الرواد أمثال :

( الرافعي ) رسول الأدب ، و ملاك البيان ..

و ثمة أديب آخر ينتسب لأدب ذاك الجيل ممن حملوا لواء الأصاله ، و دأب من

جانبهم حثيث 

على الإرتقاء بالبيان ليكون موصولاً بآداب ما قبلهم ...

 لشدَّ ما يروق لي و أنا أقرأ له ، بل و أنا أتأمل كلماته لكأنني أنشد الخلوة مع نفسي ، و :

gul ترى ذاتها في محراب التدبر و هي تتعبد الحكمة سيالة من أعطاف معانيها ...!

ألا و هو الأديب الكبير محمود شاكر ، يعتبر و في منظور الأدباء قمة من قمم اللغة

الذي نافح فيه عن  العربية و بين مكائد أعداء الإسلام في توهينها ...!

الصلة وثيقة ، و أوجه الشبه قريبة مما هم عليه ، و مما أنتم عليه !

و لا أرني أحيك الدهر مبالغة ، أو أنسج المدى مغالاة  و أنا أقر بهذا الأمر  ..!

بل هي الحقيقة التي لا تخفى إلا على من نأوا عن أدب هؤلاء الرواد
 
أستميحكم عذراً ( سيدي ) و أنا أتطرق إلى هذه التذكرة
 
غالباً و أنا أطالع كتاباً ما ، أرى تنبيه من الوالد ، هذا لو إرتأيت الأدب القويم مناط أن
 
أفرغ من خلاله رؤاي ، و ذلك على شكل قطعة من فسيفساء الأدب ، أن أتخذ أمثال الزيات
 
و المازني ومحمود شاكر ، فضلاً عن أديب الفقهاء علي طنطاوي و غيرهم ..
 
قدوة أسير على خطاهم ، و منطلق أحلق من خلالهم فضاءات دنيا .....
 
فما مرام الأدب و هو باهظ أنيق إلا بغية كل فكر أصيل ، و مطلب كل ذهن أريب ..
 
و نحن لو أحببنا أن نتاخم سموات ذاك الأدب لا بد من مجاورة الصفوة !
 
فقط لنستمتع بمذاق ذاك الكلم و هو ساحر آسر ، ليس إلا ...!
 
و أنت تنهل آدابهم ثمة نشوة من كؤوس الراح تشعر بها ، و الكثير من تأملات زاهد  قد
 
لزم  صومعته تحسها ..!
 
شعور تأملي عميق ، و تدبر فلسفي سحيق و المرء منا قد غاص في يم آدابهم ..
د بهاء الدين
 
غفرانكم أملي و : gul تعرج بكم تلقاء ثرثرة أخشى ما أخشاه حفنة من الملل ، و مقدار
 
من التأفف و هي التي عرفت بالإقامة القاتلة ، و المكوث المديد ..؟!
 
فقط بغيت كلمات من جانبي أفيكم غبطتنا و نحن نعثر على أمير من أمراء البيان ..!
 
و إذ بي أنزلق نحو فخاخ الإستطراد ، و شراك يغري الناظر ....
 
لَعمري ذاته فخ كلماتكم ، وشباك من جمال اللغة
و عذوبة التصوير تحليتم بها ، لا شك إنجذبت  
تحياتي
 
 
 
 
 
 
 

 

 

 

مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

كل الشكر والتقدير للأخ الدكتور بهاء الدين
على ما رسم لنا من لوحات فنية تنحو بنا و هو كدليل سياحي
نحو آفاق من الجمال و الإبداع و تهمس في ذائقتنا نحو تميز
الجيد من الرديء في كل مناحي الحياة
بداية من الأدب الرفيع الذي غدا في زماننا مجرد خربشات على
حد تعبير الدكتور
و تضمينا بالإشارة إلى فقد جوهر الأشياء قيمتها و ماهيتها
فغدا الأدب يتحكم بمسيرته المتسولون
و أصبح كتاب الله ألعوبة تأويلات المتفيهقين
و هلم جرا .....

و أخيرا أعود إلى ما أنهى به الدكتور كلامه قائلا :
أعاذنا الله من الإخلاد إلى الأرض و ما يتبعه من اللهاث و التكالب .

و شكرا

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع

مشترك منذ تاريخ: 30/11/2009

الأخت الكريمة روني دا حفظها الله..

سرني أن وقع مقالي هذا موقع الاستحسان لديك، وحظي منك بإعادة النظر فيه أكثر من مرة، وهذا من فضل الله عليّ، فأدعوه سبحانه أن يوفقنى للأفضل.

لك شكري وتقديري..

ربِّ زدني علما

مشترك منذ تاريخ: 30/11/2009

 

الأستاذة الفضلى Gul وفقها الله..

 

إن هذا المقال لذو حظ عظيم لأنه شَرُفَ بأن علّقْتِ عليه مرتين، ونال في كل مرة من رفيع الأدب وسامي البيان ما يجعله موشكا أن يتيه من الخيلاء، بل لولا النهي عن الخيلاء لقال:إني بهذه الحظ قد علوت الجوزاء، فتهت تيها وطئ الثريا في كبد السماء..

 

ذكرني حسن ظنك بتشبيه ما كتبت بما كتبه الرافعي ومحمود شاكر رحمهما الله ببيت جرير.

 

وابن اللبون إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ*** لم يستطع صولة البُزل القناعيس

 

فأين أنا من فيض بيانهما السني، وجمال أسلوبهما البهيّ؟

 

ولم أحظ بقراءة مؤلفاتهما ، ففاتني بذلك خير كثير، كل الذي قرأته صفحات من رسائل الأحزان وأوراق الورد، وفصل أو أكثر من كتاب المتنبي لمحمود شاكر.. وقد شغلت عن الأدب بالنحو ، فلم أكتب إلا قصائد قليلة من الشعر، ومقالات أقل من النثر، ولكني وجدت أن الوقت قد حان لإعطاء ما للأدب في نفسي من ميول أن تظهر، فلعل الله ييسر أن أقدم لإخواني ما يجمع بين الإمتاع والإفادة في صياغة موشاة بالفن والإجادة.

لك مني الشكر الجم والود الخالص الأتم.

ربِّ زدني علما

مشترك منذ تاريخ: 30/11/2009


أخي المفضال عماد  حفظه الله

 

إني لأجد في استجادة أمثالكم لمقالي باعثا حاثّا على السير في هذه السبيل ، والسرى للوصول للورد العذب السلسبيل، فأرجو منكم الدعاء بأن يمن الله علي بتوفيقه وتسديده، فإنما الابتكار الأصيل والبيان السامي الجميل هبة يهبها الله لمن يشاء من عباده..

 

وفقنا الله وإياكم لتصحيح مسار الأدب وتقويم الذوق العام للنصوص اللغوية.

شكرا لكم.

ربِّ زدني علما

gul
صورة  gul's
User offline. Last seen 5 سنة 22 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 21/10/2009

و ها هي gul مجدداً هنا علَّها بهذا الرحيل نحو كبير حضوركم ، و راقي كلماتكم تستخرج

أكبر قدر ممكن و أنتم تدخرون مخزون ثر و د بهاء الدين قد ركن تلقاء الأصيل من الأدب

و إتكأ إلى العريق من التناول ...

لا شك أن الحفاظ على روائع التراث ، و العناية به و صيانته و تقديمه

قديماً . جديداً

واجب على كل فكر وجد في قدراته ما يوسعه إرواءً

و ذاك لَعَمري أجل ما يقوم به الأديب الحق لقارئه ، لأنه يمثل عصارة ما أنتجته عقول

و صفوة جهودها ...!

و ما نراها بل نستلذ بها هنا و على أثير هذا المنتدى من درر هي البلاغة بعين ذاتها

و البيان آوان إزدهاره ، و حين سؤدده

إلا جهد من الكاتب عظيم على إحيائه ، لا سيما في عهد عكف الكتاب نحو السخيف من

الكتابات ، و السطحي من التناول ..!

في الآن ذاته لهي :

 ضالة كل محب ، و مبتغى كل قارئ وجد في ذائقته ميل نحو الرخيم من الأخذ

فلله ما أثمرت حروفك من عبير ، و لله ما ضمنت من عنبر، ما زلت أتنفس ضوع رذاذها

و أستنشق باذخ حلولها ....!

أفرأيتم الليل المطبق كيف تتروَّح نسماته الأخيرة بعبير الشجر ، و تتندَّى أزهاره في نسيم

السحر ؟

ذلكم و أيم الله ما أحسست به و أنا أقرأ لكم ...!

عزيزي القارئ لست أرائي ؟! فأديبنا بغنى عن كل هذا ، دونكم ما رص هنا  من فيروز اللغة . و تحت أنظاركم

ما نثر من  زبرجد البيان مصاناً بتبر من لحاء الحفظ ، و محميٌّ  بماس من عين الحرص

هو أدب يصور و بكل شموخ واقعاً كان ، و دهراً ولى ...

هي كلمات تثير شهية الغوص ، و نشوة البحث ، و لذة الجمال ...

هي معاني حديثة غابره ؟!

حقاً إن الأدب العظيم لا يحتاج إلى أجنحة فقط بل إلى مدارج للهبوط أيضاً ...!

و ها أنا ذي أهبط و من بعد أن أعتليت هامات الذرى و أمير البيان قد أرخى نحوي بثناء

أراني أقل شأواً ، و أصغر قيمةً و هو الذي ألبسني رداء في الآن الذي محال أن أملأه لا شك

جلب لي السرور ، و أنالني مناط النجوم ...

و : gul تنصرف لا بد من كلمة :

أعدك و من أنا ؟

في خلص البلاغاء ، و أقدم صفك على صف الأدباء الأوائل ، و أسأل الله أن يجعل للبيان

من لسانك سيفاً يمحق الهش ، و درعاً يصد الركيك ...

زادك الله أدباً و وفقك لما تحب و ترضى ..

 

 

 

 

 

صورة  sojye strinerm's
User offline. Last seen 5 سنة 46 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 12/01/2010

أعتقد و أنتم بهو الفصاحة و ملاذ البيان المقروح ليندمل ... أنه لا ضير لو سمينا المقال أيضا": ( طرابيش على الخراب ) فالطربوش يوضع لتمييز شخص ما .... و كذلك يمكننا بها تمييز الخرب من اللغة عن القوي المكين منها .. ويمكننا أن نقلب المثل ليصيح

الجهل باللغة طربوش على رؤوس الجهلاء لا يراه إلا المختصون

يمكن لمن يريد البكاء أن يذرف الدمع على تخلف البيان ... و لولا (الكتاب ) لكان البكاء نفسه من التاريخ

أرجو أن لا يكون على رأسي طربوش

لكم أشواك لينة.. فوارس البيان .................................................. د بهاء و صانعة الأحرف .... قصدي العسل

stiryê min diyarîne jibo ê jiwan hezdikim

مشترك منذ تاريخ: 30/11/2009

مرة ثالثة يجود الغيث مرابع المقال بمُنهلّ هنيّ مريع، فتتعطر أجواؤه بأرج الورد البديع، ويتغنى في خمائله الطير  بألحان الربيع..فأنّى نظرت رأيت للجمال مجلى، وحيثما وقفت أحاط بك الأنس بألف معنى..

لك أستاذة Gul من الشكر أجزله، ومن التقدير أكمله.. ودام قلمك بالأدب الأصيل جائدا، وللبديع من البيان رائدا.

ربِّ زدني علما

مشترك منذ تاريخ: 30/11/2009

أستاذ (ستري نرم) وفقه الله

أكرم بمرورك اللطيف، وأجمل بتعليقك الظريف..

صان الله ما يسطره قلمك من الخرابيش، ووقاك ما قد يفسر به مما لا يسر لبس الطرابيش..

شكرا لك.

ربِّ زدني علما

مشترك منذ تاريخ: 23/12/2005

سيدي الكريم ..

 

رغم روعة بيانك و سحر  مقطوعتك ، إلا أني سأسمح لنفسي بقراءة الجانب المضيء

لهؤلاء المخربشين

فظني أن بعض الخربشة العفوية ، والبراءة وإن شوهت  قد تصل إلى القلوب أقرب من كثير من البيان

وجميل من النظم وسحر من القول

 

قد لا يكون لفئة الجاهلين والحاقدين فقط من عذر

ولا نجد لهم سبيلاً إلى جوانب مضيئة

 

إلا أن الخربشة - صدقني - تأتي أحياناً وإن طال بها الوقت بثمار شهية

قد تكون قراءتي لجزء بسيط من جمال قولك ، إلا أني وجدت التنبيه لهذا الجانب مهماً 

وأما الجوانب الأخرى فقد استلمها الاخوة بلا هوادة :)

 

وإن كنت دوماً لا ألوم المخربش .. فالسؤال الذي يطرح نفسه حقاً  : من المسؤول ؟؟

هل هو فعلاً بعد العهد وعناء المسير ؟؟

وإن كان كذلك ، فإني لا أراه وحده السبب .

 

وبالمناسبة : فإني واثقة من أن الأجدر بنا البحث عن طرق للنهوض بالمخربشين ليصلوا معنا إلى جمال النظم وتقديس المتقن ، لا نقده و كشف سوء فعله فحسب .

أعتذر عن طول المشاركة

 

 

 

مشترك منذ تاريخ: 30/11/2009

أزجي لك الشكر أستاذة هدية على تلطفك بهذا التعليق الثمين..

سميتها خرابيش على الضباب ليقيني أنها ستزول بزوال الضباب، فالحالة الثقافية عندنا ضبابية تتضخم فيها الأمور على غير وضوح .. ولا شك عندي أن الزبد سيذهب جفاء..

أما المخربشون فلا إخالهم قابلين للنهوض والإصلاح، لأنهم لا يقرون بخربشاتهم، فهي الأصل عندهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

كذاك الذي ألّف كتابا بعنوان (هذه جناية سيبويه) وهو والله لا يبلغ أن يكون مستمليا عند أدنى نحويّ.

السبيل القويم أن نقدم الأصيل الممتع الجديد في التنظير والتطبيق، في مقابل هذرهم وتفننهم بالنعيق.

مع التحية الطيبة.

ربِّ زدني علما

مشترك منذ تاريخ: 23/12/2005

إذن فقد رميت إلى خربشة أبعد مما ظننت :)

 

شكرا لتوضيحك موفقاً في هذا المشوار النبيل

صورة  sojye strinerm's
User offline. Last seen 5 سنة 46 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 12/01/2010

وابن اللبون إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ*** لم يستطع صولة البُزل القناعيس

ضاع هذا الشعر على باب الزمان              كما أفنى الخريف صحائف الأفنان

stiryê min diyarîne jibo ê jiwan hezdikim

مشترك منذ تاريخ: 30/11/2009

لا أدري أيّ شعر جاء به الزمان بعد هذا في هذا المعنى..

هذا بيت جرى مجرى المثل على ما فيه من غريب اللغة.. وقد استشهدت به قصدا إلى بعث القارئ للبحث عن معاني هذا الغريب، ليكون على صلة باللغة الفصيحة التي حفظها الله بحفظه للقرآن الكريم، ولو قطعنا الصلة بهذه اللغة لجاء يوم لا نفهم فيه من القرآن شيئا..

أنا لا أدعو إلى استعمال لغة تلك العصور بجميع مفرداتها في العصر الحاضر، ولكني أدعو إلى توثيق الصلة بلغة تلك العصور ليظل الخلف يفهم ما تركه السلف.

مع التحية الطيبة.


ربِّ زدني علما