الشباب والتلفزيون السوري
وصلت نسبة الشباب الذين لايشاهدون التلفزيون السوري إلى 57.9% ، و إلى 36.1% نسبة الذين يتابعونه أحياناً ، و و6.0% نسبة الذين يتابعونه بشكل دائم .
وجاءت هذه الإحصائية كما نشرتها صحيفة الاقتصادي خلال مشروع تخرج قدمته الطالبة " بشرى حسونة " للعام 2009 - 2010 بعنوان " استخدامات الشباب السوري للبرامج الثقافية في التلفزيون العربي السوري "
ووزّعت " حسونة " الاستبيان على 432 شخصاً ، حيث تم اختيار ثلاث مناطق تمثّل ثلاث مستويات اقتصادية اجتماعية في دمشق، و اختيرت افتراضياً على أساس مستوى الدخل وهي " مزة أوتستراد ، شارع بغداد ، مساكن برزة " .
و استخدمت " حسونة " في استبيانها مبدأ التوزيع المتساوي لكل من المتغيرات الآتية ( النوع ، المستوى الاقتصادي والاجتماعي ) .
ونوّعت توزيع أفراد العينة حسب متغير العمر فكانت النسبة الأقل من ذوي العمر 15 سنة إلى 19 بنسبة 13.9% ، و50.0% من أفراد العينة وضعه الاجتماعي أعزب ، أما توزيع أفراد العينة حسب نوع العمل الذي يزاولونه فتبين ارتفاع نسبة الموظفين بنسبة 18.5%، كما تبيّن ارتفاع نسبة الحاصلين على الشهادة الإعدادية بنسبة 33.6% وقلّت نسبة الحاصلين على الدراسات العليا .
و عن أسباب تدني نسبة المتابعة ، فكان السبب الذي احتل النسبة الأكبر 48.2% هو متابعة القنوات الأخرى ، والسببب الثاني كان تفضيل عمل شيء آخر وهو بنسبة 33.4% ، والثالث هو متابعة وسائل أخرى بنسبة 33.6% ، و أما السبب الرابع فهو عدم وجود الوقت الكافي لدى الأفراد بنسبة 26.5% .
وتوصّلت الباحثة إلى أن البرامج التي يفضّل أفراد العينة مشاهدتها في التلفزيون السوري جاءت على الترتيب الآتي :
البرامج الترفيهية بنسبة 52.0%
البرامج الدينية بنسبة 40.3%
الأغاني والمنوعات بنسبة 32.8%
البرامج الإخبارية بنسبة 32.0%
البرامج الرياضية بنسبة 28.7%
البرامج الثقافية بنسبة 19.9%
البرامج الصحية بنسبة 18.2%
البرامج التنموية بنسبة 16.6%
وتبين خلال البحث ارتفاع نسبة من لا يشاهدون البرامج الثقافية في التلفزيون السوري بنسبة 36.9% .
وتعود الأسباب إلى أن معظم مذيعي هذه البرامج غير ناجحين بنسبة 20.2% ، وإلى أن موضوعات البرامج مكررة ومملّة بنسبة 29.8% ، و شكل تقديمها الغير جذاب نسبة 19.0% ، و موضوعاتها غير جادة بنسبة 11.9% .
وكما تعود الأسباب إلى أن معظم الجمهور لا يهتم بمشاهدة الموضوعات الثقافية وكانت نسبتهم 10.0% ، و معظم المذيعين غير مفيدين وغير جذابين بنسبة 4.8% ، واتضح أن الأفراد يفضّلون مشاهدة البرامج الثقافية في فترة المساء الممتدة من الثالثة مساءً وحتى العاشرة ليلاً بنسبة 27.6% .
و أما بالنسبة لنوعية البرامج الثقافية التي يفضّل أفراد العينة مشاهدتها فكانت النسبة الأعلى لبرامج العلوم والتكنولوجيا 40.0% ، ثم برامج الندوات والحوارات الثقافية بنسبة 34.8% ، تليها البرامج الفنية بنسبة 33.8% ، وبرامج المعارف بنسبة 27.8% ، وأخيراً برامج الأدب والشعر بنسبة 24.3% .
و لكن مشاهدة البرامج الثقافية كان له أسبابه ، حيث لاحظت الباحثة أن أسباب متابعة البرامج الثقافية في التلفزيون السوري يعود للتخلّص من الملل بنسبة 40.1% ، ولملئ أوقات الفراغ بنسبة 30.4% ، وللتسلية بنسبة 29.4% .
و أما من يتابعون هذه البرامج بسبب تقديمها معلومات متنوعة كانوا بنسبة 24.4% ، ولأنها تعالج مشكلات واقعية بنسبة 21.7% ، ولأن الآخرين في المنزل يتابعونها بنسبة 20.9% ، تقديمها المعلومات مبسطة بنسبة 17.0% ، ولأنها تقدم بأسلوب جذاب بنسبة 14.8%.
واتضح أن الفوائد التي يحصل عليها الجمهور من مشاهدة البرامج الثقافية جاءت على الترتيب التالي ، التسلية والترفيه بنسبة 21.7% ، معرفة ما يحدث في العالم بنسبة 20.0% ، الحصول على المعلومات بنسبة 18.3% ، التخلص من الملل بنسبة 15.7% ، رفع مستوى الثقافة الشخصية بنسبة 9.6% ، الحصول على كل جديد في عالم الثقافة بنسبة 7.8% ، مشاركة الآخرين بنسبة 4.3% ، الانتماء للمجتمع بنسبة 2.6% .
وتبين أن الأشخاص الذين تتم معهم المناقشة هم الأسرة بنسبة 69.4% ، الأصدقاء بنسبة 27.8% ، ومع من يصادف حولي بنسبة 22.2% ، و أما الجيران بنسبة 19.4% .
و أوضحت الباحثة أن استفادة المبحوثين من البرامج الثقافية في التلفزيون السوري بدرجة متوسطة وصلت نسبتهم 51.3%.
ووجد 53.1% من أفراد العينة أن التلفزيون السوري وسيلة تصلح لتقديم معلومات ثقافية للأسباب التالية ، يُعرض الموضوع مرفقاً بالصور الواقعية والمقابلات الحية بنسبة 34.3% ، يبسط المعلومات للمشاهدين بنسبة 19.6% ، لديه القدرة على الإقناع بنسبة 18.6% ، يعطينا معلومات واقعية عن الموضوعات الثقافية بنسبة 17.6% ، يخاطب كل الشرائح في المجتمع بنسبة 9.9% .
و على النقيض ، يرى قسم آخر من المبحوثين 46.1% أن التلفزيون السوري وسيلة لا تصلح لتقديم معلومات ثقافية لأن معظم الجمهور لا يهتم بمشاهدة الموضوعات الثقافية بنسبة 63.6% ، لأن هناك مصادر أخرى أفضل من التلفزيون فيما يتعلق بالموضوعات الثقافية بنسبة 19.5% ، لأنه وسيلة ترفيهية أكثر من كونها وسيلة معلومات بنسبة 16.9% .
وفي نهاية الدراسة وبسبب متغير الوقت الممنوح للباحثة اقترحت عدة أمور لأن المعالجة للمشكلة البحثية مازالت بحاجة للتعمق ، منها إجراء دراسة مسحية للتعرف على نوعية البرامج الثقافية التي يفضّلها الشباب السوري ، وإجراء دراسة تحليل محتوى ودراسة مسح للجمهور ، و ضرورة التعرّف بشكل أفضل على الأسباب التي تحول دون متابعة الشباب السوري للبرامج الثقافية في التلفزيون السوري .
و أشارت إلى انه لابد من إعداد كوادر إعلامية مدرّبة ومؤهلة لمواجهة التحديات الثقافية .
وختمت ، أخيراً نحن بحاجة لإعداد دراسات وبحوث توضح خريطة الخدمات الثقافية التي تقدمها وسائل الإعلام في سورية بهدف التعرف إلى نوعية المضامين الثقافية والإعلامية لتحديد مدى تلبيتها للاحتياجات الثقافية المحلية .