قتل الأب في الأدب (سليم بركات نموذجاً)

3 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 12 سنة 50 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 25/04/2007

هذا الكتاب للكاتب والباحث الكرديّ إبراهيم محمودصادر عن دار

الينابيع،الكتاب بعنوان قتل الأب في الأدب "سليم بركات، نموذجاً".

يقع الكتاب في (367) صفحة من القطع الكبير، وهو كتاب ضخم، غنيّ

بمضامينه وأبحاثه، حيث تصدّى الكاتب، ومن خلال رؤيته البحثيّة المتعمّقة

في أكثر من مجال، الفلسفة والفكر والأنتروبولوجيا والأدب، لدراسة مؤلّفات

الكاتب الكرديّ سليم بركات، مركّزاً على سيرتيه ومنطلقاً منهما، ورابطاً

بينهما وبين ما تلاهما من مؤلّفات شعريّة، روائيّة، للكاتب، ومتوقّفاً برويّة

وتعمّق عندها، دارساً، منقّباً، متحلّياً بأسلوبه الفكريّ المعروف عنه، المقدَّم

بأسلوب لغويّ رفيع، يتناسب مع لغة بركات العالية، ولكنّ اللغة هنا، نحت

باتّجاه الفكريّ الفلسفيّ أكثر منها باتّجاه الشاعريّ، لتكون مكثّفة مركّزة،

تحتاج الرويّة والعمق في القراءة، بمثل العمق الذي كُتبت به.

وقد رسم لوحةَ الغلاف المؤلّفُ نفسه، وهي لوحة رمزيّة تظهر جانباً من وجه

بركات، وهو متوجّه بنظره إلى جهة، وفي الجانب الآخر بضع أشخاص- أشباح

يتطاولون لارتقاء الذُرى، لكنّهم يتوجّهون إلى الجهة المعاكسة لنظرة بركات

ذي العين اليقطينيّة في اللوحة ، وهي كالإهداء في التركيب والترميز بقدر

البساطة والهدوء..

يبتدئ الكتاب بالإهداء، المركَّب بقدر ما هو بسيط:

- " إلى شوكةٍ

كُرمى وردةٍ

وقد ورد في الصفحة التاسعة تحت العنوان الرئيسيّ " في سيرة الأب

الجوّاب في الآفاق":

"مَن هو الأب المقتول بامتياز؟ إنّه الأب القاتل بامتياز، مناظرة تبدو مستوجبة

تاريخيّاً، وهي مفارقة الأب، الأب فيما يميّزه، أو يتميّز به رمزيّاً، إذ لا يمكن

لأيّ كان، تاريخيّاً هنا، أن يستحيل أباً، دون أن يمارس قتلاً، والقتل هنا

مجدَّداً، ليس أن يهيّيء، أو يهيَّأ لقتل ما، قتل عادي بدقّة لازمة، إنّما بقدر ما

أنّه يدرك أنّ ما يعنيه الأب بالنسبة إليه،يدرك عطفاً أن لا يمكن الارتقاء إلى

مستوى الأب، دون أن يتلمّس في ذاته قوّتين: القوّة الطبيعيّة

العامّة "الغريزية"، وهي التي يشترك فيها مع آخرين أمثاله، لا بل يكون كأيّ

كائن طبيعيّ، في وصله بين السابق واللاحق عليه، والقوّة الخاصّة به، وهي

قدرته في أن يكون أباً بالمواصفات التي تميّزه عن الآخرين ممّن ذكرتهم، إنّها

علاماته الفارقة، في تأكيد أبوّة ملحوظة، لكن عظمة الأب هذا، تتجلّى في

لفت أنظار المعنيّين به إليه، وهم أقرب المقرَّبين منه، أي "أبناؤه"، حين

يغدون آباء، أو إن أرادوا، حين ينافسونه في المكانة التي كان يتربّع فيها، -

إنّما أيضاً- دون أن يجرّدوه من خاصّيّة الأب، من خلال العمل الذي تميّز به، وما

تركه في إثره قيميّاً.

مقولة (قتل الأب) معروفة في التحليل النفسيّ "الفرويديّ خصوصاً"، حيث

فرويد لا يتحدّث عن نفسه إلاّ باعتباره الأب الذي صار أباً فعلاً، وقد كان ابناً،

إنّما الأهمّ، هو كيف أنّه صار الأب الذي يُعتدَُّ به، الأب الذي أكّد كينونته،

بتجاوزه لوصائيّة الأب، قدرته في التمايز بين أقرانه، أي حتّى في تجاوزه لمن

كان يتعلّم على أيديهم، وبالمقابل صعوبة التسليم بأنّ الذين جاؤوا من بعده،

قد صاروا أنداداً منافسين له، وكيف أنّ هؤلاء حاولوا الاختلاف عنه، وكذلك

التمايز بدرجات متفاوتة، وبوعيه المتيقّظ أبداً، فيكون التاريخ والطبيعة

متشابكين.".

أمّا على الغلاف الخلفيّ للكتاب فقد كُتب:

"يمكن لأيّ كان أن يكون والداً، لكن من الصعب أن يكون أباً، والأصعب جدّاً أن

يستمرّ في مقام الأب، بمعناه العامّ. وسليم بركات أب من آباء الأدب، لكن

كيف صار أباً وكيف يستمرّ أباً أيضاً. والمشكلة الكبيرة هي مع الذين يخلطون

بين اعتباره والداً فينتسبون إليه بسهولة، واستحالة الانتساب إليه أباً في

الأدب، لأنّهم يجهلونه كأبٍ تاريخيٍّ ولا يجرؤون على قتله، ليحلّوا آباءً

بالمقابل. هذا الكتاب بحث في إشكاليّة العلاقة بين الأب تاريخيّاً، والوالد

بيولوجيّاً.".
منقول

User offline. Last seen 13 سنة 26 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 24/10/2007

Quote:

يمكن لأيّ كان أن يكون والداً، لكن من الصعب أن يكون أباً،

شكرا لك صديقي العزيز ...

User offline. Last seen 12 سنة 50 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 25/04/2007

شكراً لمروركjonah

User offline. Last seen 6 سنة 5 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/08/2007

BEMAL ..... مشكور على جهدك في ما كتبته لنا ..............