قرأت لكم ........ في زوايا نازفة

14 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 6 سنة 6 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/08/2007

..........................في ذكرى جمهورية مهاباد ..............................
جسدت جمهورية مهاباد التي تأسست في 22 كانون الثاني عام 1946م نضال الشعب الكردي في كردستان إيران الذي خاض نضالا ًشاقا ًوطويلا ًلتحقيق الأماني القومية للشعب الكردي ورغم عمرها القصير إلا أنها احتلت مكانة هامة ومتميزة في ذاكرة ووعي الشعب الكردي في كافة أجزاء كردستان .
ففي 22 كانون الثاني 1946م اعتلى القاضي محمد منصة الشرف في ساحة جار جرا في وسط مدينة مهاباد ليعلن عن : قيام دولة كردية ذات حكم ذاتي استنادا ًإلى مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها .
ورغم إن جمهورية مهاباد الكردية لم تعش سوى 330 يوما ًأي حوالي أحد عشر شهرا ً لكنها تركت أثرا ً مميزا ًفي نضال وتاريخ الشعب الكردي .
لقد كانت رغم عمرها القصير غنية بالمكاسب والإنجازات القومية ليس على مستوى كردستان إيران فحسب بل في مختلف أجزاء كردستان فقد حققت خطوات إدارية إصلاحية واسعة عملية في كافة المجالات السياسية والأجتماعية والثقافية والأقتصادية .
ففي المجال الإداري تم تشكيل حكومة كردية مثلت غالبية شرائح المجتمع الكردي في إيران وبالإضافة إلى تشكيل أول جيش كردي منظم في العصر الحديث وتنظيم الدوائر الحكومية وتعيين الإداريين والموظفين الكرد في مختلف الوظائف والمؤسسات الحكومية وفتحت المجال أمام المرأة الكردية لتساهم في بناء الجمهورية الكردية وجعلت اللغة الكردية اللغة الرسمية في الجمهورية ولغة التعليم في المدارس التي فتحت في مختلف المناطق الخاضعة الكردية الخاضعة لسلطة الجمهورية الفتية وقامت بطباعة الكتب المدرسية والتراثية باللغة الكردية وسمحت بصدور الصحف والمجلات الكردية وأصدرت أول جريدة كردية رسمية باسم جريدة ( كردستان ) باللغة الكردية كما أسست إذاعة كردية وساهمت في إنشاء أول مسرح كردي في العصر الحديث بالإضافة إلى تنشيط التجارة والزراعة والصناعة .
ومن هنا كان الخوف من هذه التجربة الثرة والغنية لذا اتبعت السلطات الإيرانية كل السبل في سبيل القضاء على هذه الجمهورية أولا ًمن خلال التحالف الوثيق مع الدول الغربية وخاصة ًالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا للحصول على دعمها المادي والعسكري في القضاء على الجمهورية ومن جهة أخرى تقديم التنازلات والوعود والعروض بمنح أمتيازات نفطية للاتحاد السوفيتي في حال تخليها عن دعم الجمهورية الكردية والتي تخلت عن دعمها ومساندتها للجمهورية التي رعت ودعمت إنشائها مقابل وعود فقط .
فسحبت جيوشها من المنطقة لتفسح المجال لجيوش شاه إيران بالقضاء على جمهورية أذربيجان الاشتراكية أولا ًومن ثم جمهورية مهاباد الكردية في 17 كانون الأول 1946م.

واليوم وإذ نحي الذكرى الثانية والستين لقيام جمهورية مهاباد الكردية ذات الحكم الذاتي ننحي إجلالا ً أمام شهداء هذه التجربة الكردية الرائدة وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية القاضي محمد الذي ضرب اروع صور البطولة والفداء عندما وقف ببسالة وشجاعة أمام جلاديه في المحكمة الصورية التي شكلوها لمحاكمته وكذلك أمام أعواد المشناق التي نصبوها لإعدامه مع رفاقه في 30 آذار 1947م ليعلن لجلاديه : إنكم تستطيعون شنقي ولكن كل كردي هو قاضي محمد ولن ينسى أي كردي هذا الظلم ) ..................

User offline. Last seen 6 سنة 6 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/08/2007

.......................................الملا ادريس البدليسي ..........................................
..........واحداث القرن السادس عشر الميلادي ................ .بقلم.. علي تتر .. وترجمة عبد الحميد الزيباري

عندما يأتي ذكر اسم ( هاباك ) وزير ( استياكس 585- 550 ق . م ) آخر الملوك الميديين نتذكر الهزائم وعندما نسمع اسم ( قاضي أبو بكر بن صدقة ) نتذكر الدور الخياني الذي مارسه لمنعه مقاومة هجمات السلاجقة والتي أدت إلى سقوط الدولة الدوستكية ( 1087م) كذلك عندما يأتي اسم السلطان ( صلاح الدين الايوبي 1193م) نتذكر عدم اهتمامه بشعبه الكوردي ووطنه ويمكن أن يكون هذا الاعتقاد في غير محله وعندما يأتي اسم (الملا ادريس البدليسي 1452-1520م ) فأن اسمه مندرج ضمن المتعاونين مع الأعداء وعندما يأتي أسم ( الملا خطي والملا يحيى المزوري ) نتذكر الهزائم .
ولكن المهم في ما يخص بعضا ًمن هؤلاء الاشخاص هو أن يقوم المؤرخون الكورد بالدراسات والبحوث الواسعة والمركزة على اعمالهم وتصرفاتهم والتي لم يقم بها أحد لكي يُقَيم دورهم في تاريخ كوردستان .
كان للدور الذي لعبه البدليسي في الربع الأول من القرن السادس عشر الميلادي تأثير كبير على تاريخ كوردستان وكذلك تاريخ الشرق الأوسط وأصبح هذا الدور أحد الأسباب لعبور التاريخ الكوردي من الحقبة الوسيطة إلى الحقبة الحديثة والقيام ببحث واسع وشامل يحتاج إلى رأي محايد وعلمي ومن الضروري ادخال التوجه الكردي فيها وأن نكون أصحاب رأي في إطار كتابة التاريخ .
وإذا ما سمعنا دائما ً اسم هذا المؤرخ السياسي مقترنا ً بالخيانة والعمالة ومهما يفعل أحد لا يستطيع الدفاع عنه وخاصة لو نظرنا إليه من الناحية القومية لكن يجب اتخاذ الموقف المحايد والبعيد عن التعصب القومي لنستطيع إلقاء نظرة على هذه الشخصية ودوره عبر التاريخ آملين إتخاذ الجانب العلمي والمحايد في بحثنا هذا .
.......أوضاع المنطقة ........
يعد القرن الخامس عشر الميلادي من القرون المظلمة في تاريخ الشرق الأوسط بسبب هجمات تيمورلنك ( 1336- 1405م ) وحكم التركمان ( 1378- 1469م ) وآق قويونلو ( 1378- 1503م )والحروب المستمرة في المنطقة والاستيلاء على الحكم من قبل ( ملوك الطوائف ) ولتوالي هذه الأحداث على المنطقة الواحد تلو الأخرى هدمت الأبنية وأصبحت رؤوس البشر تبنى منها المنارات والجدران .
تعد امبراطورية تيمورلنك إحدى الامبراطوريات الكبيرة في ذلك العصر ولكن بعد فترة قصيرة من رحيله خرجت كوردستان والمناطق المجاورة من قبضة سلطة هذه العائلة وظهرت عدة قوى أخرى في المنطقة .
والحكومة العثمانية الإسلامية كانت أوربية أكثر من أن تكون أسيوية واتخذت ( ادرنه ) عاصمة لها والتي تقع في اوروبا وأكثرية معاركها كانت مع الشعوب الاوربية .
أما المناطق الغربية لكوردستان مثل دياربكر , ماردين , اورفه فكانت تقع تحت سلطة ( ذي القدر ) التركماني والذي يخضع بدوره لسلطة المماليك في الشام ومصر وبهذا صارت كوردستان مكان التناحر بين ( قره قويونلو وآق قويونلو ) وأخيرا ًاستطاع اوزون حسن ( حسن الطويل 1466- 1487م ) أن ينتصر على أعدائه ويسيطر على إيران والعراق وكوردستان وأن يضعها تحت سلطته ويؤسس امبراطورية لهذا تلقب ب( حسن بادشاه ) واعتبرت دولته من أقوى الامبراطوريات في آسيا ولكن لسوء حظ الكورد فقد كان هذا الشخص وعائلته من الاعداء الرئيسيين للشعب الكوردي إذ قام بتشريد وإبادة العوائل في كوردستان وفي هذه الأثناء كان اوزون حسن يهدد ويهاجم جميع مناطق غرب آسيا الصغرى ووقعت معركة كبيرة بين السلطان محمد الفاتح ( 1451-1481م ) واوزون حسن ( 11 آب 1473م ) في منطقة ( اوتلوق بلي ) غربي كوردستان وتسببت هذه المعارك في إلحاق هزيمة كبيرة بأوزون حسن وانسحابه إلى العاصمة تبريز .
بعد هذه الهزيمة قام السلطان العثماني بإرسال رسائل إلى الكورد وشرح فيها لهم الأعمال العدوانية التي قام بها أوزون حسن ويحتمل أن تكون هذه المحاولة الاولى التي يقوم بها العثمانيون لإقامة علاقاتهم مع الكورد .

...................................................................................................... يتبع ...........

User offline. Last seen 6 سنة 6 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/08/2007

وفي بداية القرن السادس عشر ظهر مذهب جديد وهو المذهب الشيعي الصفوي ( 1502-1736م ) والذي ظهر في اردبيل التابعة لمنطقة آذربيجان وكان الشاه اسماعيل ابن الشيخ حيدر ابن الشيخ جنيد حفيد الشيخ صفي الدين اردبيلي والشيخ صفي الدين كان شخصية لها احترامها وتقديرها عند الناس لتقواه ومخافته الله وكان مقلدا ًالمذهب الشافعي وبعد أن استطاع الشاه اسماعيل تقوية سلطته باستيلائه على المنطقة بمساعدة قوات القزلباش قام بإبادة من كان على المذهب السني ومثال على ذلك فإن ( 20 ) ألفا ًمن مواطني تبريز العاصمة من مجموع ( 30 ) ألف كانوا على المذهب السني فرض عليهم الشاه اسماعيل بقوة السيف والتهديد بالقتل المذهب الجديد في جميع مناطق ايران .
أما من جهة الغرب فعندما تولى السلطان سليم السلطة ( 1512- 1520م) اصدر قرارا ًبقتل وأسر ( 40 ) ألف شيعي في آسيا الصغرى .
وبسبب هذه الاجراءات انتفض الشيعة في المناطق الخاضعة للحكم العثماني كذلك بسبب الدعاية التي كان يقوم بها الشاه اسماعيل في هذه المناطق أمام السياسة المتشددة للسلطان سليم مما أدى إلى حدوث نزاع وتهديد وحدوث مناوشات بين الامبراطوريتين ووقعت كوردستان بين الدولتين والتي صارت لها عاصمة خاصة بها .
ولسنوات قريبة كان هدف العثمانيين الأستلاء على المناطق الاوربية ولكن ظهور هذه القوة الجديدة في المنطقة أدى إلى زعزعة الحكم العثماني في آسيا الصغرى لذا اضطر السلطان سليم إلى إعادة النظر في مناطق آسيا الصغرى وشيء طبيعي أن يتعرض للمرة الأولى إلى مناطق كوردستان .
وكوردستان كانت منطقة مهمة بالنسبة للصفويين لأنها كانت تفصل مناطق الشيعة في آسيا الصغرى وآذربيجان عن بعضها لهذا لم تتغير سياسة الشاه اسماعيل في كوردستان عند توليه السلطة فيها مع رغبته في ضم مناطقها إلى سلطة القزلباش لكي يسكن فيها الشيعة الترك .
وعلى عكسهم كانت الحكومة العثمانية تحاول التقرب إلى الكورد بالطرق الدبلوماسية مع إبقاء الأمراء الكورد في أماكنهم حتى تستطيع أن تبني جدارا ًمن الدم واللحم بينها وبين الصفويين وهذا حسب قول الملا محمود البايزيدي لذلك نرى بأن الحكام الكورد اصبحوا أمام سياستين وثلاثة مواقف أما الوقوف مع إيران أو مع العثمانيين أو الأخذ بالموقف الثالث ألا وهو إعلان استقلالهم والذي كان يعد شيئا ًخياليا ً لوقوعهم بين الامبراطوريتين وكان ممكنا ً في حالة واحدة فقط وهو إذا ما استطاعوا إقامة وحدة متنية فيما بينهم .
يقول شرفخان : عندما اسست الحكومة الصفوية اتجه الأمراء والحكام الكورد إلى تبريز ليظهروا خضوعهم لها ولكن ما أن وصل الأمراء حتى قام الشاه اسماعيل بتكبيل الملك خليل والأمراء الباقين بالسلاسل والحقوهم بالقزلباش.
واستطاع الشاه اسماعيل أن يمد سلطته حتى مدينة ( مرعش ) التي تقع في غربي كوردستان ووصلت إلى خربوط ودياربكر في عام ( 1507م) والموصل في عام (1508م) ويحتمل وقوع أكثرية الأراضي الكوردستانية تحت حكم الصفويين قبل معركة جالديران أما من جانب الشرق فحدودها امتدت حتى نهر ( جيحون ) وبهذه الصورة أحيا الشاه الامبراطورية الساسانية من جديد لذلك كان يرد بصورة متعالية على رسائل السلاطين فكيف إذن سيكون موقفه مع الأمراء الكورد الصغار ؟
ويقول شرفخان أيضا ً: بعد أن ألقي الشاه علي بك ( حاكم الجزيرة ) مع اثني عشر أميرا ًفي أحد سجون خوي وضع ولاية الجزيرة تحت سلطة ( أولاش بك ) شقيق محمد خان أستاجلو والي دياربكر .
وبهذه الصورة أصبحت كوردستان تحت حكم الصفويين والذين قاموا بالتصفية والإبادة من الناحيتين القومية والمذهبية .
.............................................................................................. يتبع ...............

User offline. Last seen 6 سنة 6 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/08/2007

.............................................الملا ادريس البدليسي ..........................................
ادريس هو ابن الشيخ حسام الدين البدليسي ( 1452- 1520م) ومن عائلة دينية في مدينة بدليس وكان أبوه رجلا ًمثقفا ًوواعيا ً وواسع الأفق و ورعا ًوذا اتجاه صوفي في ايمانه وكان يؤمن بأن المسلمين والمسيحيين سوف يدخلون الجنة وصار قبره مزارا ًيزار من قبل الناس .
ولاسباب عدة ذهب الملا ادريس إلى بلاط السلطان يعقوب ( 1479-1490م) ابن اوزون حسن وعين هناك كاتبا ًثم مستشارا ًللشوؤن الكوردية حتى وصل إلى منصب وزير وبعد أن قضى الشاه اسماعيل على آق قويونلو ذهب الملا ادريس إلى مقر الصفويين وأصبح شخصا ًمقربا ًمن الشاه وبقي في خدمته .
وفي سنة (1511م) ذهب الملا ادريس إلى الحج ولم يرجع إلى البلاط الصفوي وذهب لخدمة السلطان بايزيد ( 1481-1512م ) .
وكما يقول ادريس نفسه بأن العلاقات بين عائلته والصفويين كانت ذات جذور قديمة ويظهر ذلك من خلال أحد أشعاره التي كتبها بالفارسية وأرسلها إلى الشاه اسماعيل ويتحدث فيها عن علاقات أبائه وأجداده مع العائلة الصفوية ويظهر أيضا ًبأنه في الوقت الذي هرب فيه الشيخ حيدر والشيخ جنيد باتجاه مناطق كوردستان قامت العلاقات فيما بينهم .
والجدير بالذكر أنه في الوقت الذي انتصر السلطان بايزيد في إحدى معاركه بعث له السلطان يعقوب برسالة تهنئة كتبت من قبل الملا ادريس وجذب أسلوب كتابة الملا ادريس اعجاب السلطان بايزيد فحاول كسبه لخدمته وعندما علم الملا بأن العثمانيين سوف يعطونه منصب وزير ذهب إليهم فأحترموه وقدروه كثيرا ًوبناءا ًعلى رغبة السلطان كتب تاريخ ثمانية سلاطين من العثمانيين سماه ( هشت بهشت ) وهو مؤلف من ( 80 ) ألف بيت وباللغة الفارسية ومن الناحية الأدبية يعتبر أحسن مصدر للأشعار الفارسية لقوة وجمالية لغته .
وعندما انتشر المذهب الشيعي كتب البدليسي تاريخ هذه الأحداث بعبارة ( مذهب ناحق ) وقال أنها جملة فارسية فعلم الشاه اسماعيل بذلك وكتب رسالة إلى الملا يعاتبه على ذلك ويسأله أهو الذي كتب هذه العبارة ؟ ويرد عليه الملا بطريقة ذكية ويقول للشاه بأن هذه الجملة عربية والقصد منها ( مذهبنا حق ) فيفرح الشاه اسماعيل بذلك كثيرا ًوطلب من الملا بالعودة إلى خدمته ليحظى باحترام وتقدير خاص به عنده لكن البدليسي رفض طلبه وبعث له رسالة وكتبها بالفارسية وذكر فيها خدمة عائلته لأباء وأجداد الشاه اسماعيل .
.................................................................................................. يتبع .............

User offline. Last seen 6 سنة 6 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/08/2007

.................................... معركة جالديران ( 1514م) ونتائجها ..........................................
عند بدء المعركة كانت أكثرية أراضي كوردستان تحت سلطة الصفويين وكانت ( آق شهر ) و ( سو شهر ) تعتبران الحدود الفاصلة بين الدولتين وكان عدد من الأمراء الكورد في السجون الصفوية في الوقت الذي قاتل فيه عدد من الأمراء الكورد مع قوات الصفويين امثال حاجي رستم بك جامشكرك في شمال كوردستان ولكن بسبب السياسة المتشددة للشاه اسماعيل وتأثير الملا ادريس على الأمراء الكورد إنحاز أكثر الأمراء الكورد إلى صف القوات العثمانية مثل جمشيد بك بالو والأمير شرف خان البدليسي والقسم الأكبر من الامراء الكورد كانوا ينتظرون نتائج المعركة ليظهروا موقفهم ولما وصلت القوات العثمانية عن طريق الشمال إلى منطقة جالديران قرب مدينة خوي حضر الشاه اسماعيل بنفسه وبلغ عدد قوات الصفويين ( 60 ) ألف فارس وراجل وبلغ عدد قوات العثمانية ( 100 ) ألف شخص وكان الجيش العثماني مزودا ًبالبنادق والمدافع في الوقت الذي لم تتوفر مثل هذه الأسلحة عند الجيش الصفوي وعندما اصطدم الجيشان في ( 23 ايلول 1514م) انهزمت القوات الصفوية وجرح الشاه اسماعيل ولاذ بالفرار في المعركة وقتل عدد كبير من قواته واتجه الشاه نحو مدينة دركزين في شرق ايران وظلت تبريز عاصمة الصفويين بلا صاحب
واتجه السلطان نحو تبريز وارسل الملا ادريس إلى المدينة لتحضير مراسيم الاستقبال وبقي السلطان في المدينة لمدة ثمانية أيام ولم يستطع أن يتقدم أكثر من ذلك ولكن السلطان لم يصل إلة مبتغاه بإسقاط الدولة الصفوية بسبب اندلاع ثورة ( الجيش الانكشاري ) فاضطر الجيش العثماني إلى العودة إلى الوطن وتظل مخاوف الشاه على المنطقة .
انسحب السلطان إلى مجمع ( آماسية ) وقضى شتاءه هناك ولما وجد بأن جيشه غير مستعد لخوض معارك أخرى مع ايران عين الملا ادريس رئيسا ًللمستشارين ومسؤولا ًعن عواقب المعركة ولكي يستطيع السلطان بمساعدته تحرير مناطق كوردستان من حكم الصفويين .
وعندما خرج الأمراء الكورد من السجن بعد معركة جالديران اتفقوا مع الملا ادريس برغم الأختلافات المذهبية بينهم والسياسة المتشددة من قبل الحكومة المركزية والضرائب الكثيرة إلا أن فشل الصفويين في المعركة أدى إلى انتفاضة الأهالي ضد القزلباش وحرروا المدن ومن ضمنها مدينة دياربكر وانتفض شرف خان ضد أخيه خالد بك الموالي للصفويين وطرده من المدينة وحرر أمير سوران سيد ابن شاه مدينتي اربيل وكركوك من القزلباش واعلنت ( امارة اردلان ) خضوعها وعندما علم الشاه اسماعيل بعودة الجيوش العثمانية قام مرة أخرى بارسال الحاميات إلى مناطق كركوك اربيل , الموصل , الجزيرة , سعرت , اوزون , مياه فارقين , ساسون , بالو وبدليس واندلعت حروب جديدة عام ( 1515م ) بينهم وبين الكورد والتي أثرت على مصير المنطقة ومع مقتل محمد خان استاجلو حاكم دياربكر عين الصفويين أخاه ( قره خان ) بدلا ًعنه حاكما ً على دياربكر وارسل معه جيشا كبيرا ليحاصر المدينة ولكن الملا ادريس استطاع أن يجلب معه قوات كبيرة من بدليس , خيزان , مكس , وساسوني لفك الحصار عن المدينة فانسحب ( قره خان ) من المدينة بدون مقاومة واتجه صوب ميردين واستطاع الملا ادريس إقامة علاقات سرية مع أهل المدنية وبهجوم واحد حرر المدينة وفي الوقت نفسه اعلن الملا ادريس القتال ضد القزلباش وقرر أن يملأ الحفرة التي حفروها قرب المدينة من طاقيات وعمائم القزلباش وبهذا فشلت محاولات الصفويين في احتلال دياربكر والمناطق الأخرى من كوردستان وفي النهاية قتل ( قره خان ) في معركة ( قوج حصار - 4 نيسان 1517م ) وتعرض القزلباش لهزيمة كبيرة وحلت مشكلة دياربكر وتم تعيين واحد من أهالي المدينة اسمه ( احمد بك ) واليا ًعليها .
ويقول الملا ادريس : عندما رجعنا من تبريز كلفني السلطان سليم بجمع شمل الأمراء الكورد الموزعين في اورمية وشنو ودياربكر وملاطية وإرجاعهم إلى السلطة العثمانية حسب القوانين الاسلامية .
وتحدث الملا ادريس مع أمراء مناطق بابان ومكري وسوران واجتمع مع الأمراء الآخرين ووافق الامراء الكورد المستقلون على الخضوع للحكم العثماني ليحموا أنفسهم من هجمات القزلباش .
ومن الأمراء الكورد الذين دخلوا في هذه المعاهدة الأمير شرف خان البدليسي والأمير داوود خيزران خليل الايوبي وأمير حصن كيفا والأمير حسن العمادي ووصل عددهم في باديء الأمر إلى ( 16 ) أميرا ً .
واستمرت عملية تحرير كوردستان مدة ثلاث سنوات أي حتى عام ( 1517م ) وكان للملا ادريس الدور الرئيسي فيها وحسب قول البروفيسور جارشلي حقي حيث يقول : بجهود الملا ادريس عاد أمراء أورمية , العراق , العمادية , الجزيرة , اكيل , بدليس , خيزران , كارزان , بالو , سعرت , حصن كيفا , مياه فارقين ..
والذين وصل عددهم إلى ما يقارب أميرا ًكورديا ًعادوا إلى السلطة العثمانية وقرر السلطان سليم توريثهم الحكم .

............................................................................................. يتبع ...............

User offline. Last seen 6 سنة 6 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/08/2007

................................ أوامر السلطان سليم واتفاقيته مع الأمراء الكورد ..................................
بعد مقتل محمد خان استاجلو في معركة جالديران قسمت مناطق كوردستان بين أمراء القزلباش ...
وحسب ما كتبه شرفخان : في الوقت الذي رجع فيه السلطان سليم من تبريز باتجاه اورمية اعلمه حكيم ادريس بأن الأمراء الكورد يطلبون منه اخضاع الولايات الكوردية تحت حكم الأمراء الكورد وأن يختار من بينهم أمير الأمراء ويشاركوا معا ًفي اخراج ( قرخان ) من دياربكر .
فرد عليهم بأن من يرونه مؤهلا ًلأن يكون أمير الأمراء فليعينوه بأنفسهم وينصاع الجميع لحكمه لطرد القزلباش فرد عليه حكيم ادريس : الكورد لديهم حب الظهور والكبرياء ولا يتنازل أحد منهم لغيره وإذا كان القصد من تفتيت شمل القزلباش فليخصص السلطان أحد خدم مقره لهذا المنصب ( أمير الأمراء ) لينصاع الأمراء الكورد لأوامره وينفذوا هذا العمل .
كان الملا ادريس يقصد نفسه من هذا الكلام بلا شك لأنه كان يطمع في منصب أمير الأمراء لكوردستان هذا من جانب ومن جانب آخر أن الأمراء الكورد كانوا يستمعون إلى نصائح وإرشادات الملا ادريس وأن الملا ابتعد في الأونة الأخيرة من عالم الأدب والكتابة ودخل عالم السياسة وبدأ بالعمليات العسكرية والحروب التحررية ولكن من المحتمل أن لا يقصد الملا تولي نفسه منصب أمير الأمراء لمعرفته الجيدة بالكورد بأنه ليس من السهل أن ينصاع الأمراء الكورد لواحد منهم أو أنه أصبحت المنطقة خاضعة لسيطرة الحكومة العثمانية لقرون عدة وهم متآلفون مع الحكومات.
التركية التي تولت حكم المنطقة واحدة تلو الأخرى ومن جانب آخر نتأثر من كلام الملا ادريس ونقول ليته اختار أحد الأمراء الكورد لكنا عرفنا مدى قدرة الكورد في الاتفاق فيما بينهم والاستماع إلى بعضهم البعض في ذلك الوقت .
ومن جانب آخر فإن الأمراء الكورد كانوا يزورون ملوك الفرس والسلاطين العثمانيين لذا نحن لا نعرف هل سيرضى الأمراء الكورد أن يحكمهم أمير كوردي ؟ وليكن هذا العصر وهذه السنوات مثالا ً لنا وليكن القرن العشرون دليلا ًلنا بأنه ما يزال الكبرياء والغرور باقيين عند الكورد وقد كان ذلك في أوجه في ذلك العصر وحتى اليوم لا يرضى الأمراء الكورد التنازل لأنفسهم والتحكيم فيما بينهم في الوقت الذي يعلنون استعدادهم للخضوع لحاكم أجنبي يتولى أمرهم .
لهذا الغرض عين السلطان محمد آغا جلوش والذي لقب ب( بيغلو محمد - محمدي سمبيل ) أمير الأمراء لمدينة دياربكر ورئيس قيادة قوات كوردستان وهنا يقع الملا ادريس في خطأ تاريخي ملموس لأنه هو الذي طلب من السلطان تعيين أحد خدمه الترك أميرا ًللأمراء بدلا ً من أمير كوردي يتولى هذا المنصب .
فقام الملا ادريس باستصدار أمر رسمي من العثمانيين لتشكيل حكومة خاصة بالكورد ومستقلة عن الحكم العثماني وكان يشبه الحكم اللامركزي وأقرب ما يكون إلى الفيدرالية لأن الأمراء الكورد قبلوا بهذا النوع من الحكم برضاهم وإظهارا ًللحقيقة نقول : بأن هذا أول اعتراف رسمي بالحقوق القومية للكورد من قبل حكومة رسمية من تلك الحكومات التي احتلت كوردستان بغض النظر من الهدف وعدم وضوح كافة بنود الأتفاقية ولكن مع ذلك كان مكسبا ًكبيرا ًللكورد في ذلك الوقت .
اتفق ادريس البدليس وبأمر من السلطان مع ( 55 ) أميرا ًكورديا ً ووزع عليهم المسؤوليات واتفق معهم بشروط
وبهذا الشكل تمت حماية الامارات الكوردية لفترة .
ويعلق ثريا بدرخان على هذه المعاهدة قائلا ً: في عام 1514م عقدت معاهدة أخوية بين العثمانيين وأميرا ًكورديا ً ولفترة ما يقارب ال (150) عاما ًنفذ الكورد جميع واجباتهم تجاه الحكومة العثمانية وشاركوها في جميع معاركها ضد اعدائها مقدمين عشرات الآلاف من الضحايا .
وقد كتب فاسيلي نيكيتين : بأي شكل كان فتدخلات الحكومة المركزية في شؤون الكورد في كوردستان بدأت عندما انهزم الأتراك عام 1683م عند أبواب فينا ومن هذه التدخلات إرسال السلطان سليمان قائدا ًعاما ًإلى دياربكر ليكون وسيطا ًبين الكورد والقسطنطينية .
وبهذا الشكل تقلص نفوذ الكورد تدريجيا ًوبدأت الحكومة المركزية تسيطر على المنطقة ويعتبر منتصف القرن التاسع عشر نهاية لزوال الامارات الكوردية وبسقوط إمارة بابان عام 1851م خرجت سلطة المنطقة من أيدي أمراء الكورد في الوقت الذي لم يشعر أمراء الكورد بزوال سلطتهم على المنطقة .
................................................................................................... يتبع ...........

User offline. Last seen 6 سنة 6 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/08/2007

............................................. تقييم الاتفاقية ونتائجها ..............................................
إذا لم نستطع تقييم وتوضيح المعاهدة ( العثمانية - الكردية ) في عدة أوراق ولكن سنحاول بصورة مختصرة إلقاء نظرة على هذه الأتفاقية لمعرفة هل كانت الأتفاقية في مصلحة الكورد أم لا ؟
ومن الضروري عند دراسة هذه المسائل تجنب أي نوع من التعصب لكي يوازنها بصورة علمية وتاريخية :
1- إن منح السلطان سليم الحكم الذاتي ( اللامركزي للكورد يعتبر اول حكم من نوعه يحصل عليه الكورد في التاريخ الحديث ) لذا فهي مسألة كبيرة ويحتاج إلى بحث واسع وشامل وفي الحقيقة أنه اعطى للكورد حكما ًمحليا ًلادارة مناطقهم وبصورة وراثية حسب العادات والتقاليد الكوردية وكان هذا في مصلحة الكورد .
ولو نظرنا إلى مضمون الاتفاقية لرأينا بأن الكورد حصلوا على الكثير من الحقوق حسب هذه الاتفاقية ومنها :
أ- تعاون الكورد مع الاتراك في حروبهم مقابل حماية الاتراك لهم من أي عدوان خارجي يتعرضون له .
ب- على الكورد إرسال الصدقات والرسوم الشرعية إلى بيت المال مقابل إعطاء مالية لهم ولم يذكر شيئا ًحول ميزانية الأمراء الكورد في دفتر ( طابو ) دياربكر وكان ارسال الصدقات والرسوم الشرعية إلى بيت المال شيئا ًطبيعيا ً في الدولة الإسلامية لأن السلطان سليم بعد سيطرته على مكة والمدينة أصبح خليفة للمسلمين كافة ً وإرسالها كان ضروريا ً بغض النظر عن استغلالها من قبل الخليفة لمصالحه الشخصية .
ج- كانت مشاركة الكورد في المعارك تتم تحت قيادة امرائهم ولم يكونوا يختلطون مع القوات العثمانية وبهذه الصورة حافظوا على استقلاليتهم في المعارك التي كانوا يشاركون فيها كقوات حليفة .
د- اعطى السلطان للكورد حق اختيار ( امير الامراء ) لهم ولو نفذ هذا الأمر لصارت أمورهم أفضل ولتوحدت صفوفهم ولكن يظهر بأنه لم يكن عندهم استعداد للتنازل لأحدهم وصار هذا سببا ً في بقاء الكورد على هذه الحال حتى يومنا هذا مع اقترابنا من الألف الثالث .
من جانب آخر هل هناك فرق بين ما رضي به الملا ادريس في ذلك الوقت وبين الحكم الذاتي الكوردي في العراق ؟ أظن أنه كان أفضل من الحكم الذاتي الكارتوني الذي في العراق الذي دُمرت كوردستان بسببه وإن كانت هناك فروقات فذلك بسبب متطلبات العصر ومنها الحقوق الثقافية .....
2- يجب معرفة حدود الصفويين في ذلك العصر وكانت تقع على الخط الواقع بين مرعش - اذربيجان أي أن كوردستان بأكملها كانت تحت سلطة الصفويين وكان الأمراء الكورد لهم الاستعداد في الخضوع لحكمهم وارسلوا وفدا ً إلى الشاه اسماعيل للتعبير عن موقفهم ومنهم ( ملك خليل و الامير حسن العمادي وحاجي بك جامشكرك وشاه علي بك أمير الجزيرة ) .
ولكن قام الشاه اسماعيل بأتباع السلطة المركزية في توزيع المناطق الكوردية على القزلباش .
لهذا عندما ننظر إلى معارك أمراء الكورد مع الصفويين وخاصة بعد معركة جالديران نرى فيها نوعا ًمن الدعوة إلى التحرر ونوعا ًمن الانتفاضة الجماهيرية ضد المحتلين والتي وصلت حتى حدود بغداد .

........................................................................................................ يتبع .........

User offline. Last seen 6 سنة 6 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/08/2007

3- إذا قلنا بأن كوردستان انقسمت للمرة الأولى بعد معركة جالديران فهذا خطأ تاريخي لأن الشعب الكوردي انقسم عندما اطلق عليه اسم الكورد (كوردستان ) كقومية بعد هجمات الأسكندر المقدوني (331 ق . م ) وفي عصر الاشكانيين ( 247 ق. م _ 226 م ) والساسانيين ( 226_ 652 م )عندما انقسمت بينهم وبين الرومان وبعد مجيء الاسلام لم تكن كوردستان موحدة كباقي المناطق الأخرى لا من الناحية السياسية ولا من الناحية الأثنوغرافية ومع هذا فالكورد حافظوا على استقلالهم الداخلي وقبل معركة جالديران كانت كوردستان مقسمة بين آق قويونلو و ( ذو القدر ) التركماني والذي بدوره كان تحت سيطرة ملوك مصر ولكن ظل قسم من كوردستان تحت نفوذ أمراء الكورد وفي عام ( 1514م ) وقع جميع كوردستان تحت نفوذ الصفويين والذين تسببوا في تقسيمها عمليا ً وبقي التقسيم ذا مفعول بعيد المدى حتى يومنا هذا .
وما لا نستطيع إنكاره هو إعطاء العثمانيين حرية أوسع للكورد الموجودين تحت نفوذهم مقارنة مع الكورد الموجودين تحت نفوذ الصفويين وإن العثمانيين كانوا يتعاملون مع الكورد معاملة أفضل مع معاملته للقوميات الأخرى الواقعة تحت نفوذها .
وإن سبب إنحياز الكورد للعثمانيين هو التوحيد المذهبي وحماية استقلالهم وحريتهم .
أما القسم الشرقي لكوردستان فقد تعرض إلى حملات إبادة جماعية في مناطق أورميه و مكريان حتى وصلت إلى همدان وفي الشمال وصلت إلى القفقاس ونستطيع القول أن الجزء الواقع تحت نفوذ الصفويين تمت تصفيته من الكورد وأسكن بدلا ً عنهم العجم الشيعة ورحلت عنها ما يقارب ( 4 ) آلاف عائلة كوردية إلى مناطق شرق ايران وشمال خوراسان ورحلت عشرات آلاف من العوائل الأخرى إلى مناطق وسط ايران مثل ورامين في جنوب طهران وعمارلو في شمال قزوين وبهذا الشكل تعرضت كوردستان الشرقية إلى تغيير ديموغرافي كبير وبالمقابل فأن كوردستان الغربية لم تتعرض إلى مثل هذه العمليات التي مارسها الصفويين ضد الكورد .
4 - لم تدم هذه الاتفاقية بهذا الشكل كثيرا ً وتعرضت إلى تجاوزات من جانب السلاطين العثمانيين وفي عصر السلطان محمود الثاني ( 1808- 1839 ) عندما أمن جانب الايرانيين ورسمت الحدود بينهم واعترف المجتمع الدولي بتلك الحدود حاول فرض سلطة مركزية على المنطقة فقد تجاهل العثمانيون الوعود واستغلوا المواثيق الاسلامية لصالح الشعب التركي ولو بقي هذا الحكم حتى القرن العشرين لكان مصير كوردستان شيئا ً آخر .
وبلا شك إن نقض العثمانيين لهذه المعاهدة يشبه نقض الحكومة العراقية لمعاهدة ( 11 ) آذار عندما أعلنت الحكم الذاتي الكارتوني من جانب واحد في عام 1974م وقامت بقصف المدن والقرى الكوردية بالأسلحة الكيماوية ولكن اتفاقية ( 11 ) آذار لا تتحمل مسؤولية هذه الأخطاء إنما يتحمل مسؤوليتها النظام الحاكم السابق المعروف لقسوته ووحشيته ضد الكورد .
وأخيرا ً نأسف على شعب مقدام ومحارب مثل الكورد أن يختلف أبناؤه فيما بينهم ولا يستطيعون تشكيل وحدة قوية متماسكة ليقفوا صفا ًواحدا ًبوجه الأعداء ويقومون بالاستنجاد بالعثمانيين والصفويين في وقت افسح لهم المجال للاعلان عن استقلالهم بعد معركة جالديران ومن جانب آخر لضعف العدو بدأت حروب التحرير وانتفاضة شعب كوردستان افسحت المجال ليوحد الكورد صفوفهم ويحرروا أنفسهم من الجانبين وبلا شك فإن هذا العمل كان سيرضى به العثمانيون أيضا ً لأنه كان سيخلصهم من مخاوف الايرانيين والشيعة .

User offline. Last seen 6 سنة 6 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/08/2007

................................................ الذكرى 110 للصحافة الكردية ................................................................
في 22 نيسان من عام 1898م دخل أبناء الشعب الكردي ميدان الصحافة بصدور أول صحيفة كردية تحت عنوان ( كردستان ) من القاهرة على يد الأمير مقداد مدحت بدرخان ومنذ صدور صحيفة كوردستان لعبت الصحافة الكردية دورا ًتاريخيا ًفي إيقاظ الوعي الوطني القومي وبلورة أهداف الحركة التحررية الكردية من جهة والتعبير عن الأماني القومية والتطلعات الإنسانية للشعب الكردي في بداية القرن العشرين بالإضافة إلى الدعوة إلى نشر المعارف الحديثة والأفكار الإصلاحية كالعدالة الاجتماعية والمساواة وضمان الحريات الأساسية وسيادة القانون .
وبعد ولادة صحيفة كردستان انتشرت الصحف والمجلات الكردية في عموم أجزاء كردستان وكانت هذه الصحف والمجلات الكردية في بداية نشأتها والبعض منها حتى وقت قريب اقرب إلى النشرات منها إلى الصحف والمجلات سواء من حيث المادة الإعلامية أو من حيث الشكل وحجم النشرة أو المجلة أو الإخراج إذ كانت تطبع على الآلة الكاتبة وتنسخ بآلة النسخ بسيطة ويدوية ومتنقلة بسبب الخوف من المداهمات وكذلك بسبب قلة الكوادر والمختصين وضعف في الإمكانيات المادية وتهتم بالرأي قبل المظهر والشكل وتعبر بصورة مباشرة عن رأي الحزب أو الجهة التي تمثلها أو تنطق باسمها أو حتى رأي ناشرها الذي كان في معظم الأحيان إحدى الشخصيات السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية الكردية المعروفة .
ورغم أن الصحافة الكردية ولدت وتطورت في خضم الحركة التحررية الكردية وعبرت اصدق تعبير عن مبادئ هذه الحركة وأهدافها وكانت دائما في خدمة قضايا الشعب الكردي ورغم الظروف الصعبة التي رافقت نشأتها وتطورها إلا أنها أدت دورا تاريخيا ًبالغ الأهمية .
وإذا كان آل بدرخان قد استطاعوا إصدار 31 عددا من جريدتهم الرائدة إلا أن ثمة عشرات الصحف والمجلات والنشرات الكردية التي لم يصدر منها سوى عدد واحد أو بضعة أعداد بسبب ضعف الإمكانيات المادية أو لندرة الكوادر الصحفية المؤهلة لادراتها وغيرها من أسباب .....
واليوم ونحن نشعل الشمعة 110 للصحافة الكردية التي تشهد انتعاشا وتعمل في أجواء مختلفة تماما عن العهود السابقة ولا سيما الصحافة الالكترونية إلا أن الصحافة الكردية لا تزال مع الأسف دون طموح والآمال التي يعلق عليها أبناء الشعب الكردي نتيجة حرمان الشعب الكردي من التعلم باللغة الكردية وتطوير التراث والثقافة الكردية خاصة في مجال الإعلام لذلك نرى انه لابد من القيام بالعديد من الخطوات للوصول إلى مصاف الشعوب المتحضرة في مجال الإعلام منها : تفعيل دور الإعلام الكردي عموما ًوالصحافة خصوصا ًمن خلال تناول قضايا الشعب الكردي بشكل أكاديمي وموضوعي وإنشاء مراكز إعلامية تدريبية تقوم بتدريب وتطوير الكوادر الصحفية وخاصة في الصحافة المكتوبة والالكترونية وتهيئة الكوادر الثقافية والسياسية والفكرية للتفاعل الايجابي مع الصحافة كذلك ضرورة البحث عن الدعم المالي للصحافة الكردية والحفاظ على استقلالية الصحف والمجلات والصحفيين الكرد والترويج لهم ولأعمالهم الإبداعية الأدبية والإعلامية فنحن نعيش غي عصر الإعلام وعصر المعلوماتية ولا بد إن نقدر أن لهذا العصر ما له وما فيه كما نود أن نؤكد أن بعض المؤسسات الإعلامية الكردية خاصة الالكترونية منها قطعت أشواطا ًمتقدمة من حيث المضمون والفن الصحفي والإخراج الفني .
إننا وإذ نحتفل بيوم الصحافة الكردية في ذكراها العاشرة بعد المائة نحتفل كذلك بذكرى مرور أربعين سنة صدور مجلة كلستان باللغة الكردية على يد المناضل والشاعر الكردي الكبير جكر خوين كأول مجلة ثقافية كردية صدرت باللغة الكردية بعد هاوار وروناهي ورغم الظروف والعراقيل الصعبة التي واجهتها كلستان لا تزال تصدر لغاية اليوم .
تحية للصحافة الكردية في ذكراها العاشرة بعد المائة وتحية للصحفيين الكرد في يوم عيدهم مع كل الأماني بالعمل من اجل المساهمة في تطوير الصحافة الكردية لتصل إلى مستوى الصحافة العالمية .

User offline. Last seen 6 سنة 6 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/08/2007

أتمنى من الجميع القراءة ومتابعة مما يخبئه هذا الموضوع من أمور مفيدة وشيقة

....................................جزيرة بوتان .....................................
......................... العابقة بالتاريخ والعشق والتراث ........................

في المنطقة الفاصلة بين نهري دجلة والفرات من كوردستان تركيا وعلى الضفة اليمنى لنهر دجلة تحديدا ًتغفو ( جزيرة بوتان ) في منخفض طبيعي واسع مستسلمة لقدرها الخاص دون أن تفقد شيئا ًمن ملامحها العريقة أو بعضا ًمن سماتها الأصيلة وعند عتبتها تتمهل مياه دجلة خشوعا ًلتربتها المجبولة بآثار المقدسات المغمسة برائحة الأقدمين ومع حلول الربيع يلتف عليها نهر الدجلة من جميع الجهات إنها لوحة الطبيعية المتألقة لمعانقة أبدية بين النهر والمدينة .
ترقد (جزيرة) على مقربة من جبل جودي من الجهة الشرقية بنيت على سفحه قرية ( الثمانين ) ويقال أن نوحا ً عليه السلام ورفاقه بنوها بعد أن استقلت سفينتهم واستقرت على سفح جبل جودي وسميت بـ (ثمانين ) نسبة إلى عدد رفاق نوح الذين نجوا من الطوفان ويحتمي الجبل الأسطوري في الشتاء بالثلوج ويكاد أن يختفي تماما ً للناظر إليه من بعيد بينما تمتد بقية السلسلة الجبلية الشاهقة في عمق كوردستان .
تبدو جزيرة بوتان وأنت تطل عليها من مرتفعات ( عين ديوار ) سابحة في خلطة سحرية عظيمة من ألوان الطبيعة الخلابة وتضاريسها الرائعة إنها مدينة قديمة عابقة بروائح التراث والفلسفة والأدب والشعر والحب تستنشق منها نسائم التاريخ بارتياح وتتجلى أهميتها بإنجاب مشاهير العلماء والفقهاء والمفكرين والأدباء والشعراء والفنانين و(جزيرة) بتاريخها الحافل والمتداخل وآثارها المتناثرة وأمجادها القائمة تشكل قلعة من قلاع الكورد عبر التاريخ الطويل تواجه منذ زمن بعيد أعاصير الزمان المتدافعة .
ــــ الموقع والتاريخ :
تقع (جزيرة) في ثنية من ثنيات دجلة في المثلث الحدودي عند ملتقى الحدود التركية الجنوبية مع كل من سوريا والعراق وتبعد عن قرية (عين ديوار ) 5كم وحوالي 20كم عن مدينة ديريك .
وقد حدد الاصطخري مكان ( جزيرة ) فقال : إنها مدينة صغيرة على غربي دجلة لها أشجار ومياه .
أما ابن خلدون فيقول : تقع جزيرة ابن عمر على نهر دجلة في ناحية نصيبين في إقليم دياربكر .
كما تقع في الإقليم الرابع من الأقاليم المعروفة في العصور الإسلامية يذكر أبو الفداء في (تقويم البلدان) : إن موقع جزيرة ابن عمر في الأقاليم هو الإقليم الرابع .
والمسافة بينها وبين الموصل يقطعها السائر على قدميه في ثلاثة أيام ومن ماردين إليها ثلاثة أيام ومنها إلى حلب خمسة عشر يوما ً.
أما موقعها من حيث خطوط الطول والعرض فإنها مبنية على الضفة اليمنى من المجرى الأوسط لنهر دجلة على خط طول 42 وعلى خط العرض 37 وهي دائرة مائية على شكل هلال مناخها معتدل لانتمائه إلى مناخ البحر الأبيض المتوسط يتبدل بتعدد الفصول أمطارها الشتوية وافرة أراضيها خصبة واسعة الخيرات .
......................................................................................... يتبع .....

User offline. Last seen 6 سنة 6 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/08/2007

..................التسمية :
حول تسميتها بالجزيرة يقول ياقوت الحموي في ( معجم البلدان ) لان نهر الدجلة يحيط بها إلا من ناحية واحدة شبه الهلال ثم عمل هناك خندق اجري فيه الماء ونصبت عليه رحى وأحاط بها الماء من جميع جوانبها .
ووصفها ابن حوقل في كتابه ( صورة الأرض ) بقوله : جزيرة ابن عمر مدينة صغيرة لها أشجار ومياه ومرافق خصب وعليها سور وتصل منها المراكب مشحونة بالتجارة كالعسل والسمن والمن والجبن واللوز والبندق ...... الخ .
أما الرحالة الكبير ابن بطوطة فيقول عنها في ( تحفة الأنظار ) إنها مدينة كبيرة وحسنة يحيط بها الوادي ولذلك سميت جزيرة وأكثرها خراب لها سوق حسنة ومسجد عتيق مبني بالحجارة ومحكم العمل أهلها فضلاء لهم محبة في الغرباء .
تذكر المصادر التاريخية أن كلمة (بوتان) أو (بوهتان) أو (بوختان) هي محرفة عن أصلها ( بوخته ويخ ) وبوتا عشيرة كوردية تسكن تلك المنطقة وصفها شرف خان بدليسي بأنها كانت تتميز بالشجاعة والاقدام وبإتقانها لفنون القتال وركوب الخيل .
وكان يطلق قديما ً على الجزيرة اسم ( كازار تاي كاردو ) و ( باكاردا ) وذلك في أوائل العهد الإسلامي وحول تسميتها بـ ( جزيرة ابن عمر ) تشير بعض المصادر إلى أسماء متقاربة ينسب إليها بناء المدينة مع الفتح الإسلامي لها .
يقول ياقوت الحموي : إن أول مع عمرها هو الحسن بن عمر بن الخطاب التغلبي وكانت له امرة بالجزيرة .
وهناك من ينسبها إلى عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي الثامن الذي أمر ببناء قلعة فيها .
ويقول ابن خلكان : أن رجلا ًاسمه عبد العزيز بن عمر أمير العراقيين .
أما ابن العبري فقال : أن أول من بناها هم بنو عمر المعديون وأطلقوا عليها اسمهم (جزيرة ابن عمر ) أو ( الجزيرة ) وقد تم الفتح الإسلامي لها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب سنة (17) ه الموافق 637- 638م على يد أبي موسى الأشعري وعياض بن غنم وكانت الجزيرة حتى عشية الفتح الإسلامي لها خاضعة للسيادتين الفارسية والرومانية البيزنطية ومن الثابت تاريخيا ً انه تم تعمير المدينة على أنقاض قرية ( دجلة ) التي كانت تسمى ( كاسترا ديقلات ) أي قصر دجلة أو حصن دجلة الواقعة في منطقة باقردي وبازبدي وقد ورد أن مدينة الجزيرة قد أقيمت على ارض بازبدي وصفها بكنجهام فقال : أن جزيرة ابن عمر واسمها القديم بازبدا وهي من المدن القديمة في شمالي العراق .
............................................................................................... يتبع ...............

User offline. Last seen 6 سنة 6 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/08/2007

...............................لمحة اقتصادية عامة .................................
جاء في دائرة المعارف الإسلامية في مادة جزيرة ابن عمر: كان أزهى عهود المدينة في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) .
شهدت (جزيرة بوتان) حركة تجارية نشطة ولا سيما في القرنين 12و13م (عهد الزنكيين) بسبب موقعها الجغرافي الهام فهي واقعة على طرق مواصلات برية ونهرية وطريق الحرير التجاري الشهير كما تتوسط ديار بكر والموصل وكانت ملتقى القوافل التجارية بين بغداد واستانبول وقد استفاد تجار المنطقة من الطريق النهري في تصدير وتسويق بضائعهم عبر دجلة وشحنها على قوارب صغيرة إلى الموصل وبغداد والبصرة وكانت السفن تحمل صادرات (جزيرة) من العسل والزبدة.
يقول ابن حوقل (وبها تجارة دائمة) والى جوار التجارة عرفت المدينة الصناعات الحرفية كالنجارة والخياطة والحدادة والصناعات الفنية كالنقش والحفر والتطريز وصناعة الفواكه المجففة واللحوم المقددة والجلود وقد اختص يهود الجزيرة إلى جانب التجارة وأعمال الصيرفة بالصياغة وصناعة الصابون والخمور وكانت الأديرة معروفة بخمرتها المعتقة اللذيذة تبعا ًلما اختصت أراضيها بزراعة الكرمة واستخراج الخمرة منها .
ويذكر الدكتور محمد يوسف غندور (أن هذا ما دفع الرواد إلى تناول الخمور في مناسباتهم وأعيادهم واحتفالاتهم وهذا ما يبرهن عن الطابع الخاص الذي تميز به الجزريون) .
وازدهرت في الجزيرة صناعة البناء وعن ابن حوقل أنها (أحسن تلك الناحية عمارة.... ).
ولوقوع (جزيرة) بمحاذاة نهر دجلة ووفرة المياه وسهولة جرها أخذت أراضي الجزيرة الخصبة تجود وتنتج كافة أنواع المحاصيل الزراعية من حبوب وخضار وأشجار مثمرة والمواد التي لها علاقة بالإنتاج الزراعي مثل العسل والسمن والمن والجوز واللوز والبندق والزبيب جاء في (بلدان الخلافة الشرقية) لسترنج (ومن جزيرة ابن عمر الجوز واللوز والسمن والخيل والجياد تربى في مراعيها).
وتبعا ًلوجود المراعي الخصبة ووفرة الأعشاب توفر فيها ثروة حيوانية من مختلف الأنواع بعضها لإنتاج الحليب ومشتقاته كالماشية وبعضها للعسل كالنحل كما استخدمت بعضها للنقل والزراعة كالأفراس والجياد الأصيلة .
ورد في (الدولة الحمدانية : واشتهرت جزيرة ابن عمر بالأفراس الجزرية ).
وجاء في (صورة الأرض)انه ( انتشرت صناعة المنتوجات الحيوانية من أجبان وألبان ومواد زيتية) . وكان يصدر الفائض من الحيوانات إلى مدن وبلدان أخرى .

........................................................................................................................... يتبع ....

User offline. Last seen 6 سنة 6 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/08/2007

............................الأديان في (جزيرة بوتان)...................................
يشكل المسلمون غالبية السكان ومع انتشار الإسلام اعتنقوا معظم المذاهب الإسلامية كالمذهب الشافعي والمذهب الحنفي على مذاهب أهل السنة والشيعة بفرقها الزيدية والعلوية أما اليوم فالغالبية على مذهب الإمام الشافعي وينسب إلى الجزيرة الفقيه الشافعي : أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران والإمام الفقيه الشافعي : أبو القاسم عمر بن محمد بن عكرمة بن البرزي الجزري واحمد بن يحيى بن بدر الجزري ويحيى بن بكران الجزري وغيرهم الكثير من رجال الإعلام الدينيين الجزريين الذين نبغوا في مجالات الفقه والحديث والخطابة والنحو ونظم الشعر والحساب .
أما النصرانية في (جزيرة بوتان) فتاريخها قديم جدا ًوتذكر بعض المصادر إلى انه يرجع إلى القرن الأول الميلادي وقد ارتبطت الديانة المسيحية بـ(جزيرة بوتان) مدة تزيد على 12 قرنا ً كانت لهم فيها كنائس وأديرة ومعاهد علم وثقافة وأسقفيات ومن المسحيين الذين كانوا يقيمون في (جزيرة) حتى مطلع هذا القرن , السريان , الكلدان , والسريان الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت .
حول اليهود في الجزيرة يذكر بكنجهام في كتابه (رحلتي إلى العراق) أن عدد اليهود في (جزيرة بوتان) كان حوالي أربعة الآلاف يهودي ويختلف معه الجميلي مؤلف (دولة الاتابكة في الموصل) ويرى أن هذا العدد مبالغ فيه ومازال هناك حي قديم في الجزيرة يحمل اسم اليهود .
....................................................................................................................... يتبع .......

User offline. Last seen 6 سنة 6 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/08/2007

........................ نافذة على معالم (جزيرة)وآثارها ............................
يحيط المدينة سور حجري قديم ,بني وهدم عدة مرات بسبب الحروب والغزوات المتواصلة.لها عدة أبواب,باب الجبل(جيا) وباب الجديد(ده شتى) وباب الماء(آفي) ويذكر ابن الاثير أنه كان له باب رابع باسم باب البويبة (طوري) ذكر في سفر (الأحياء والأموات) أن الاسقف (حنا نيشوع)توجه إلى هولاكو خان أثناء ثورة جزيرة بوتان عام (1262)م على المغول, واستطاع الحصول منه على امر يقضي بعدم التعرض لسكان الجزيرة , وعينه هولاكو حاكماً للمدينة ,ومن ثم جرت تغييرات عاصفة في سنة (1268)م اعدم على اثرها الأسقف الجزري (حنا نيشوع), وعلق رأسه المقطوع في أعلى أحد أبواب المدينة.
وللجزيرة قلاع اورد(ابن الرشد)اسماءها في كتابه (الأعلاق الخطيرة),وهي :الجراحية وفرح وبرخو وفنك والجديدة والقصر واروج وكنكور , وقد بنيت على فترات زمنية متباعدة ,منها قديم منذ العهد الروماني والساساني , وبعضها الآخر خلال حكم الامراء الكورد والسلاجقة والاتابكة , وفي الجزيرة مساجد قديمة ,يقول (ابن شداد ) (أن بها ثمانين مسجداً).أشهرها المسجد الجامع ,الذي أشارت إليه دائرة المعارف الإسلامية ,ووصفته بالمسجد الكبير ,قبته محمولة على أعمدة, وعلى أبوابه نقوش برونزية , وزخارف إسلامية جميلة ويذكر أبناء المدينة أنها تضم الآن (360)مسجدا أي بعدد أيام السنة وفي الجزيرة مراقد ومزارات وفيها آثار الكنائس والأديرة وتنتشر بكثرة في المنطقة التابعة لها منها كنيسة (السيدة العذراء) الموجودة حاليا ً في قرية (بره بيت) التي تبعد ( 18 ) كم عن مدينة (الجزيرة) ويعود تاريخها إلى أواخر القرن الرابع الميلادي مفروشة أرضيتها من الداخل بالصخر البازلتي وفي المدينة آثار بيمارستان (مشفى) كبير يعود تاريخه إلى القرن (12)م وفي عهد الاتابكيين ويذكر (ابن شداد) انه كان يوجد في الجزيرة (14) حماما ً متعددة الأشكال والأحجام تضم كل واحدة منها عدة غرف كانت تستخدم لمراحل الاستحمام المختلفة وبعضها مخصصة للنساء وأخرى للرجال ووجدت في الجزيرة خانات (يؤمها التجار والرحالة والمسافرون طلبا ً للإقامة المؤقتة والراحة ) ويؤكد الرحالة (كونيه) انه كان يوجد في الجزيرة حتى نهاية القرن التاسع عشر خمسة خانات فيقول (وفي هذه المدينة التي كانت عظيمة في الماضي وجد خمسة خانات ) .
............................................................................................................................. يتبع .......

User offline. Last seen 6 سنة 6 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/08/2007

.............................الجسر الروماني(برا بافت) ....................................
أقيم على نهر دجلة شرقي (جزيرة بوتان) كمعبر نهري لطريق الحرير التجاري الطويل بين الشرق والغرب على مدى ألفي عام والشائع عنه انه يرجع إلى العهد الساساني وقد ذكر ابن الأثير في (الكامل في التاريخ)انه بني في القرن (12)م
وان نور الدين الزنكي قام بترميمه فيما بعد ولكن هذه أشارة إلى ترميمه لا إلى بنائه وكان الجسر قديماً مؤلفاً من عدة قناطر صخرية لم يتبق منها سوى القنطرة الغربية (طولها28مترا) تداعت أجزاء كبيرة منها ,ويقال أن الجسر مبني بالحجر المنحوت والحديد والرصاص والكلس وتزين واجهته الشرقية نقوش ورسوم منحوتة لحيوانات تمثل الأبراج الفلكية المعروفة بأبراج (الزودياك) ,أضيفت إليها في العهد الاتابكي
وقد اخذ الخراب يشيع في أوصاله الآن وبالقرب من الجسر الروماني في الطريق المؤدية إليه(عين ديوار)توجد (عين غيدا)وهو موقع قديم يضم أضرحة ومقابر من أثارها قطع من الصخور البازلتية منحوتة عليها كتابات عربية إسلامية تعود غالباً إلى العصر الأموي ويروي البعض انه كانت توجد في هذا الموقع مدرسة دينية و(عين غيدا) مشهورة بنبعها المتدفق وبستان غنيٌ بالأشجار.
....................................................................................................................... يتبع .......