و أنا أتصفح دفترا" قديما" .. أملكه .. رأيت فيه كتابةً أصفُ بها كتابا" قرأته

واضعةً تحته تاريخ .. 8 _ 11 _ 1999

و اليكم ما ورد حرفيا" فيه ..

الكتاب : اسمه :الزمن الموحش

( عندما بدأت بقراءة هذه الرواية .. وجدت فيها جرأةً في التحدث عن المرأة .و لا اقصد بذلك :طرح قضاياها و مشاكلها و حياتها ..و لكن الكتاب يذكر من خلال القصة و طرح موضوعه .. يذكر أسماء أعضاء جسدها ( المقدسة ) و لم أجد ذلك في الروايات التي قرأتها قبل ..
و أيضا" يتحث عن العلاقات الجنسية بين الرجل و المرأة بطلاقة ( جسدان عاريان , يقبلها على عنقها و خلف أذنيها , يداعب ثدييها , يضغط بين ......... بحركة غريزية )
و ورد في كل صفحة عبارة من هذه العبارات
و عندما كنت أترك الكتاب لأقوم بعملٍ أو أتناول الطعام .. أخرج من جو الكتاب و لا أجد رغبةً لقراءته ... لكن !
ثم أتساءل لابد أن يكون للكتاب هدف و غاية و الا و لا لماذا أحضرها والدي من بيت صديقه للاستعارة .. و هو من اختارها له ؟
فأعود الى الكتاب ..
و مع استمرارية تلك الطلاقة .. أجد و أفهم قصة الكتاب و عما يتحدث و ماذا يريد أن يقول
(( انها رواية قومية بطريقة جذابة ) ) و أنا أذكر كلمة ( جذابة ) في دفتري بالون الأحمر ..
فهو يذكر الفلسطينيين و كيف وقعت تحت أنياب اسرائيل
و يتساءل .. أكانت قد ذهبت بالخيانة أو الجبن ؟
فهناك من تقاعس عن الدفاع و جيش الانقاذ في حالة فوضى و على رأسه قادة أجانب و كيف أن عبد الله تولى أمر قيادة الجيش و تولى الخيانة أيضا"
و يذكر أن الرجال في الماضي كانوا رجالا" بالمعنى الصحيح
أما الأن فأين الرجال ؟
في الخمارات و أحضان النساء
و في ذلك الوقت كان عصر العرب : عصر الخيانة و الموت و اللامبالاة
في الوقت الذي تنهض فيه اسرائيل و يقول مناحيم :
العرب يمرون في دور الشيخوخة و هذه الدورة للعبرانيين )
و نجد ذلك في أشخاص الرواية
فبعض الأشخاص الفلسطينيين قدموا الى دمشق و تاهو في عالمها
أصدقاء يعيشون حياة عادية روتينية جدا" ..
الوظيفة , الخمارات , و احضان النساء , الثرثرة .. و أين فلسطين ؟؟
ان فلسطين هي الثكلى
مسرور _ ديانا _ و ائل و هدى _ ناديا _سامر و زوجته _ و أمينة و أيوب , منى
هؤلاء تلك هي حياتهم بالاضافة الى خيانة الزوجات مع أصدقاء أزواجهن
بالرغم من الصداقة و رابطة المحبة بين الأزواج و أصدقائهم
ماذا يحدث لهم ؟
الكل يتشتت , يتوه , يموت , يقتل
أمينة التي خانت زوجها بما فيه الكفاية تركته (أيوب) بعد أن أفرغت البيت الا من سرير عتيق و ايوب المسكين بقي بين تلك الجدران و قد نهب الفلاحون أرضه ..
وائل مع هدى يقود السيارة بسرعة جنونية فتكون نتيجة تلك السرعة الاصطدام لينتقلا الى عالم الموت
سامر البدوي يطلق زوجته أما هو فيقتل و تلبس زوجته الحداد
ناديا .. كانت سهلة المنال .. ارتمت في أحضان عارية
أما مسرور فيقتل زوجته ديانا بالطعن بعد أن أحس بخيانتها و بعد أن كان في أوج ثمله و رغم حبه الكبير لها
منى بعد أن قتل زوجها من قبل ... رغبة في الحصول عليها و بعد أن تلقت الكثير من الكذب لم تعد تميز بين الذي يحبها و بين الذي يشتهيها فتغلق و تنعزل بنفسها
و هناك شخصيات أخرى مثل والد وائل و الشيخ عبد الله ... هؤلاء هم الأصالة
و يعلنون غضبهم من هذا الجيل و عصرهم و يقولون :
أين زماننا .. زمن النضال و الحماس و الرجولة .. ان هذا الزمن قاس .. زمن بيده سوط .. في هذا الزمن أحد ما ليس في مكانه الطبيعي
أحد ما لا يستطيع أن يكون ما يود أن يكون
( السجن أشرف من تلك الحياة )
و يتساءل الكاتب :
بشر نحن أم حجارة ؟ و نحن لو فينا ذرة دم لتحركنا ..
و يحتج على من يقول .. هم يملكون الوسلائل و الأساليب الحديثة
فيقول الشيخ عبد الله للفلاحين :
معاولنا تشق الصخر فلماذا لا تشق رؤوس الاقطاعيين
ويقول :
ان الفلاح الأصيل لا يهاب الموت لأنه يعيش مع الموت
و في الطريق الى التحرير و التحرر
عبارة :
عصر النور و التحرر لن يعود الى العرب الا ببذل الدماء الكثيرة .. الكثيرة ..

... 8 _ 11 _ 1999 الاثنين ..

...و أتيقن أن الرواية للكاتب : حيدر حيدر

...