مراسلون
الاثنين 16/6/2008
جمعة خزيم

منذ عدة سنوات برزت ظاهرة الغش على مستوى التعليم الأساسي والثانوي في الحسكة حتى إن الأساليب المتبعة في الفترة الأخيرة

تدل على مستوى من الابتكار في سبيل النقل والإجابة دون المذاكرة, حيث بلغت حالات الغش أكثر من /160/ حالة في الثانوية والتعليم الأساسي, وذلك حسب ماذكره رئيس دائرة الامتحانات في الحسكة, ويبدو أن بعض هذه الوسائل باتت تستخدم التكنولوجيا الإرسالية, وقد حدث أن تم ضبط عدة حالات تحمل أجهزة إرسال واستقبال تم كشفها بالمصادفة من قبل المراقبين.‏

وقد سميت بعض هذه الحالات بعدة أسماء, فمنهم من يسميها البرشامة أو المصغرة أو القوبيات / ولاندري من أين جاءت هذه التسميات وخاصة البرشامة التي يبدو أن لها علاقة بالبرشامة الطبية التي تعطى للمريض من الطبيب, فالطلبة الذين يغشون يرون أن البرشامة أو الراشيتة وهي أداة الغش وسيلة سهلة للحصول على العلامات والتقديرات العالية ونجدها تصور وتصغر بحيث يسهل استخدامها وتخفيف مخاطر الوقوع بيد المراقبين وقد حاولت وزارة التربية والتعليم العالي وضع العديد من القوانين والعقوبات للحد من هذه الظاهرة.‏

والسؤال الذي يطرح نفسه ما انعكاسات هذه الظاهرة على المجتمع ومستقبله القريب والبعيد وما مدلولات بروزها..?‏

الإجابة عن هذا التساؤل قد يعطينا الصورة المستقبلية لمن يستخدم هذه الوسيلة للنجاح وهي ببساطة تطبيقاً لمذهب ميكافيلي في أن الغاية تبرر الوسيلة دون الأخذ بعين الاعتبار أن من غش فليس منا, ويبدو أن تسمية جديدة بدأت تسود هذا المجتمع بالرغم من المظاهر التي تحاول أن تثبت العكس ولكن الحياة الواقعية والسلوك أثبتا دون ريب عكس ذلك.‏

- إن انعكاس ذلك مستقبلاً سيجعل من يتبوأ المسؤولية من هؤلاء لن يقوم بالدور المطلوب وقد يستخدم نفس الوسيلة في مجال عمله, وعلاج هذه الظاهرة يجب أن يكون من المهام الأولى لوزارة التربية في مراحل التعليم قبل الجامعي.‏

والواجب أن تكون هناك حملة لإعادة المواطن المخلص الذي يعمل بكل طاقاتها ولديه القدرة والثقة بالنفس في مقدراته الذاتية وليس بالمصغرة أو البرشامة التي هي هدفه في تحقيق الغاية.‏

فهل سنودع الراشيتة أو البرشامة للأبد.‏
من صحيفة الثورة