مدرّس فرنسي تحت حماية الشرطة لتلقيه تهديدات لنشره مقالا ينتق

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 12 سنة 3 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 25/01/2006

تسبب مقال عن الاسلام كتبه استاذ فلسفة في إحدى الثانويات الفرنسية بضجة كبيرة، بعد اعلانه تلقيه «تهديدات بالقتل» من «جهاديين»، ووضعه تحت حماية الشرطة، وتدخل رئيس الوزراء دومينيك دوفيلبان مبدياً رفضه تلك التهديدات.
وأدلى كاتب المقال، وهو مدرّس في تولوز اسمه روبير رودوكير، بسلسلة تصريحات الى وسائل الإعلام الفرنسية، أكد فيها انه منذ نشر مقاله، بات عاجزاً عن مزاولة عمله. وقال: «أعيش مختبئاً بحماية قوى أمن فرنسية، مضطراً الى تغيير مكان إقامتي كل يومين».
وذكر من بين التهديدات التي تلقاها بسبب مقاله: «أسلمة العقول»، واحداً جاء فيه: «لن تكون ابداً بأمان على هذه الأرض. هناك بليون و300 مليون مسلم مستعدون لقتلك». وأشار الى ان زوجته ترافقه من مخبأ الى آخر، لكنه شديد القلق على أولاده، ويخشى استهدافهم من الذين وجهوا إليه التهديدات، وأبدى أسفه لما آلت إليه أوضاعه التي أدت في رأيه الى «انتصار صغير للإسلاميين».
ودعا رودوكير «مسلمي فرنسا المتعقلين» الى مساندته، كما وجّه الدعوة ذاتها الى السياسيين والمثقفين والمجتمع الفرنسي بأكمله، مؤكداً انه غير نادم على ما كتبه، وانه فكر ملياً بكل كلمة واردة في النص، وأن ما يتعرض له غير مقبول على الأراضي الفرنسية.
وفي ضوء هذه التصريحات التي استثارت مشاعر كثيرين في فرنسا، وذكّرتهم بسلمان رشدي، اضطر رئيس الحكومة الى إدانة التهديدات التي استهدفت الكاتب، فيما تولت شعبة مكافحة الإرهاب لدى محكمة باريس التحقيق في شأنها. ووضع المدرّس الذي يعمل في مدرسة سان اوران دي غاميفيل قرب تولوز، تحت الحماية الدائمة للشرطة، بعدما تلقى التهديدات عبر البريد الالكتروني.
وقال دوفيلبان: «هذه التهديدات تظهر جيداً اننا نعيش في عالم خطر، غالباً ما يسوده عدم التسامح»، ما يدعو الى يقظة شديدة «كي يكون احترام رأي الآخر، كاملاً في مجتمعنا». وأضاف ان فرنسا «بلد ديموقراطي ينبغي للجميع ان يعبّر فيه عن رأيه بحرية وفي ظل احترام الآخر، فهذا هو الحد الوحيد المقبول في إطار هذه الحرية».
ومن المنطلق ذاته، وجدت صحيفة «لو فيغارو» ان من واجبها التضامن مع رودوكير، فأوردت على صفحتها الأولى موقفاً باسم مدير الصحيفة فرانسيس موريل ومدير تحريرها نيكولا بيتو اللذين دانا «بأقصى قدر من الحزم، الانتهاكات الخطرة لحرية التفكير والتعبير» والتي تنطوي عليها هذه القضية.
وتوالت في المقابل نتيجة هذه القضية تعليقات منتقدة للإسلام والتطرف من قوى اليمين المتطرف، ما أوحى بأن التهديدات، أسدت خدمة الى رودوكير نفسه الذي كتب مقاله في الأصل، دفاعاً عن البابا بنديكتوس السادس عشر، ورأى فيه ان «أثمن ما يملكه الغرب هو حرية الفكر والتعبير، وهما غير متوافرين في أي بلد مسلم».