انخفاض حاد في شعبية فان باستن

لا يوجد ردود
مشترك منذ تاريخ: 17/08/2006

تحول المدير الفني لمنتخب هولندا ماركو فان باستن من المخلّص المنتظر لانتشال الكرة الهولندية من كبواتها المستمرة، إلى هدف لسهام الصحافة المحلية إثر قراراته الأخيرة باستبعاد أهم نجوم اللعبة في "البلاد المنخفضة".

ففي استطلاع للرأي أجري مؤخرا، انخفضت نسبة الهولنديين الداعمين لسياسة فان باستن من 77% خلال بطولة العالم الأخيرة إلى 27% إثر التداعيات التي رافقت تخليه عن إثنين من أصحاب الشعبية الجارفة في هولندا، مهاجم ريال مدريد الإسباني رود فان نستلروي وصانع ألعاب بايرن ميونيخ الألماني مارك فان بومل.

ولم تتوقف الأمور عند رفع الدعم عن فان باستن، بل وصلت إلى مطالبة 36% من الجماهير المستطلعة برحيل فان باستن، المهاجم الفذ السابق والذي يعتبر من أخطر الهدافين في تاريخ اللعبة.

وبعد التصريحات التي أدلى بها فان نستلروي وفان بومل بعدم اللعب مجددا مع المنتخب البرتقالي في حال بقاء فان باستن مدربا، فتحت أبواب الحرب على "بجعة أوتريخت" (أحد ألقاب فان باستن)، قبل ثلاثة أيام على مواجهة بلغاريا في صوفيا ضمن تصفيات المجموعة الأوروبية السادسة المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية 2008 والتي تتصدرها هولندا من فوزين على لوكسمبورغ 1- صفر وعلى روسيا البيضاء 3- صفر.

وما زاد الأمور سوءاً، تجدد روح الشباب لدى فان نيستلروي المنتقل حديثا من مانشستر يونايتد الإنكليزي إلى ريال مدريد، ومثله فان بومل لاعب برشلونة السابق الذي استقدم إلى بايرن ميونيخ ليحل بدلا عن ميكايل بالاك المنتقل إلى تشلسي الإنكليزي.

وتضاعفت حدة الانتقادات لهداف أياكس أمستردام وميلان الإيطالي السابق، من قبل المشجعين واللاعبين والصحافيين، بعد أن وافقوه سابقا على ضخ دماء جديدة في المنتخب الأول إثر الإخفاقات المزمنة في بطولتي العالم وأوروبا.

بداية الأزمة
سياسة تجديد الشباب ارتدت على المدرب الشاب، فبعد تخليه عن لاعبي الوسط ادغار دافيدز وكلارنس سيدورف والمهاجم روي ماكاي قبل بطولة العالم، لم تحتمل الجماهير استبعاد فان نيستلروي وفان بومل، خصوصا وأن إعادة استدعاء الأول أتت بذريعة إصابة مهاجم أياكس أمستردام الصاعد بقوة الصاروخ كلاس يان هونتيلار، والذي بدوره لم يستدع إلى المونديال حيث كان يلعب مع فريق الشباب، وفي المونديال الألماني لم تحقق هولندا النتائج المرجوة وخرجت من الدور الثاني في مباراة مشهودة أمام البرتغال.

ولم يوفر هداف ريال مدريد الجديد المدرب واتهمه بممارسة المحسوبية وقال "الثقة المتبادلة بيننا ليست كافية لعودتي إلى المنتخب"، وأضاف" يعتمد معايير غير رياضية لانتقاء التشكيلة"، أما فان بومل فاعتبر أن "الفوارق في وجهات النظر بينه وبين فان باستن كبيرة جدا".

وبرر خبير التسويق الرياضي فرانك فان دن فال باكي هذه الأزمة قائلا: "لم تستوعب الجماهير صدمة إبعاد فان نسيتلروي وفان بومل لأنهما يملكان شعبية كبيرة، فلو تعثرت هولندا في رحلة بلغاريا، ربما يبدأ فان باستن بدفع ثمن قراراته".

وتتواصل الحملات الإعلامية ضد فان باستن في الأيام الأخيرة، إذ وصفته صحيفة "ألغيمين داغبلاد" بالـ"انطوائي" والذي لا يستمع إلى آراء أحد، لكن المستغرب أن بعض السهام رميت من داخل البيت، عبر حارس المرمى وقائد المنتخب المخضرم أدوين فان در سار الذي قال منذ شهر إنه لا يفهم قرارات المدرب باستبعاد "أحد أفضل النجوم"، وتباعا انتقل الدور إلى ظهير الأيسر لنادي برشلونة الإسباني جيوفاني فان برونكوروست الذي طالب عبر تلفزيون "نوس" الرسمي بـ"ضرورة عودة فان نيستلروي".

المواجهة بالصبر
ردة فعل فان باستن حتى الآن كانت المواجهة بالصبر، والنتائج الأخيرة الإيجابية كالانتصارات التي حققها على جمهورية ايرلندا ولوكسمبورغ وبيلاروسيا تصب في مصلحته، وهو يرد بهدوء على ادعاءات فان نيستلروي بأنه يعتمد المحسوبية "أنا رجل مستقيم ونزيه، أما فيما يخص فان بومل فيتوجب علينا أن نقبل بقراره".

صبر فان باستن وهدؤوه لم يمنعاه من الارتداد على منتقديه، عندما وعدهم باختيار التشكيلة القادرة على إحراز بطولة أوروبا 2008، بعد 20 سنة على إحراز اللقب الهولندي الوحيد في البطولة القارية والذي اختتم بتوقيع فان باستن بالذات بهدف تاريخي في المباراة النهائية من كرة طائرة فجرت شباك الحارس السوفياتي رينات داساييف من زاوية ضيقة لتعلن هدفا يعتبره البعض الأجمل في تاريخ كرة القدم.

الأمل ينام كالدب بين ضلوعنا منتظراً الربيع لينهض.. (إنديرا غاندي)