تباين في مواقف الأندية الفرنسية
تظهر العائلة الكروية الفرنسية منقسمة بين مؤيدين ومعارضين لتوصية الإتحاد الدولي لكرة القدم الداعية إلى تقليص عدد أندية الدوريات الوطنية إلى 18 نادي كأقصى حد اعتبارا من الموسم المقبل.
وأشارت مصادر متطابقة في باريس وزيوريخ، مقر الإتحاد الدولي، إلى تباين في مواقف الأندية الفرنسية، حيث لا ترى الكبيرة منها مانعا في العودة إلى منافسة بثمانية عشر فريق، في حين تتمسك الأندية الصغيرة ببطولة بعشرين فريق.
وقد أثير هذا النقاش لأول مرة خلال انعقاد مؤتمر الإتحاد الدولي في حزيران/يونيو الفائت بمدينة ميونيخ على هامش المونديال الألماني قبل أن يأخذ أبعاد الجدل مع انطلاق الدوريات الأوروبية في الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
وكلف مؤتمر "الفيفا" اللجنة التنفيذية للهيئة الدولية بالسهر على "عودة أهم الدوريات الوطنية إلى منافسة بـ 18 ناد في بداية الموسم الكروي 2007-2008"، في إشارة واضحة إلى الدوري الإنكليزي الممتاز و"الكالتشيو" الإيطالي و "الليغا" الإسبانية والدوري الفرنسي.
وقد اختلف أعضاء العائلة الكروية الدولية آنذاك بشأن طبيعة تصويتهم، فقد ضمن أعضاء المؤتمر – على حد قول المدير العام لإتحاد الأندية المحترفة الفرنسية -- أنهم صادقوا على توصية، غير أنه تبين من قراءة محضر اجتماع المؤتمر أن الأمر يتعلق بقرار تطبيق.
وأورد مصدر كروي في باريس عن الفرنسي جيروم شامبان، مستشار رئيس "الفيفا" مكلف بالقضايا الخاصة، قوله أن كل ما في الأمر توصية معروضة للنقاش وغير قابلة للتطبيق قبل أفاق 2010.
وترى أوساط كروية أوروبية في تصريح مستشار سيب بلاتر محاولة لطمأنة الرابطات الفرنسية والإسبانية والإيطالية والإنكليزية وإقناعها أن حجم الدوريات الوطنية لن يتغير على المدى القريب.
وفي انتظار احتدام النقاش داخل بيت "الفيفا"، لم تتوقف الأندية الفرنسية عن الدفاع عن مواقفها على خلفيات تباين واضح في الآراء والمبررات، فقد طالبت الأندية الصغيرة بإبقاء كتيبة دوري الدرجة الأولى على ما هي عليه.
وفي هذا الصدد، أكّد رئيس نادي سيدان، باسكال يورانو، أن تقليص عدد أندية دوري الدرجة الأولى اختيار "غير صائب" على ضوء الصعوبات التي تواجه أندية الأقسام الصغيرة للالتحاق بكتيبة النخبة الكروية، كما انتقد قرار مؤتمر "الفيفا"، معتبراً أن ليس للهيئة الدولية أي مصداقية للتطرق في مثل هذا الملف.
وفي المقابل رحب رئيس نادي لانس ورئيس إتحاد الأندية المحترفة، جرفي مارتيل، بفكرة "الفيفا"، منوها بفعاليتها نظرا لارتفاع عدد المباريات في السنوات الأخيرة والثقل الغير المطاق للروزنامة الكروية.
وبتصويته على مشروع أعتبره البعض توصية ووصفه البعض الأخر بقرار، أعاد مؤتمر الإتحاد الدولي إلى الساحة الفرنسية نقاشا قديما، سبق للعائلة الكروية خوضه عام 2003، بيد أن الأندية قررت بالأغلبية إبقاء كتيبة دوري الدرجة الأولى بعشرين فريق.
ووفق رأي رئيس نادي لانس جرفي مارتيل، فقد تغير الوضع اليوم، إذ أرتفع -على حد اعتقاده- عدد الأندية الراغبة في تقليص حجم المنافسة، وأصبح الوقت ملائما لقبول مشروع الإتحاد الدولي من طرف الأندية الفرنسية شرط أن تقدم الفكرة بوضوح، خصوصاً في بعدها المالي.
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا والف شكر