موجز لتاريخ الكورد و كوردستان الحلقة الأولى

رد واحد [اخر رد]
User offline. Last seen 15 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 13/08/2006


موجز لتاريخ الكرد وكردستان الحلقة الأولى
مقدمة : بقلم ميرآل بروردا
التاريخ هو أكثر المجالات أساسية في حياة المثقف ,فكما يقول ابن الأثير الجزيري بدراسة الأحداث التاريخية والقصص القديمة " تتسع مدارك الأشخاص ويصبحون قادرين على التمييز بين الجيد والرديء والاطلاع على العيوب والنواقص والاعتبار منها كما إن الاطلاع على الثقافات القديمة يساعد على تفتح المدارك السياسية وهو مادة مسلية وممتعة .
ويؤكد شرف خان البدليسي على أن دراسة التاريخ سهلة وبسيطة وممتعة تبعد الإنسان المتعلم عن الخوف والوساوس .
وإننا كشعب لا دولة له بعد ويناضل من اجل ذلك ومن الضروري أن نتقن دراسة تاريخنا كوسيلة للدفاع ضد سياسات نفي الآخر وتطبيع الأكراد بطابع تلك القوميات التي تغتصب كردستان وتحاول وبشتى الوسائل إزالة كل ما يثبت أصالة شعبنا ومحاولة طمس معالمهم التاريخية وصهره في بوتقات التفريس والتتريك والتعريب .
وإلمامنا به ضرورة ملحة في سيادة ثورة تقنية وتكنيكية تجتاح العالم كي نستطيع إيصال مطالبنا العادلة إلى الدول صاحبة النفوذ والقرار في العالم وبالتأكيد التعريف بتاريخ هذا الشعب الذي بقى وحيدا دون أدنى مستويات حقوق الإنسانية .
ومساهمتي هذه نقطة في بحر المساهمات التي قدمها مفكرونا ومثقفونا لذا ... تقبلوا فائق اعتذاري إن سهوت عن أمر ما مع الأخذ عين الاعتبار المراجع التالية :
1-الأكراد أحفاد للميديين ( للمستشرق مينورسكي )
2-تاريخ الكرد وكردستان ( للأديب جكرخوين)
3- الكرد ( لباسيل نيكتين – ترجمة صلاح برواري )
4- شرفنامه ( لشرف خان البدليسي)
مع كل التقدير لكم
كردستان وهي كلمة آرية تتألف من قسمين ( كرد ) وتعني البطل أو الشجاع , ( ستان ) وتعني موطن .. أي موطن الأبطال أو موطن الشجعان مثلها مثل : عربستان- هندستان – أفغانستان .
ينتمي الشعب الكردي إلى مجموعة الشعوب الهند-أوربية ( الهند أوربية تعني مجموع الشعوب الممتدة من الهند إلى أوربا)
وبالتحديد إلى فرع الشعوب الإيرانية التي تضم ( الكرد – الفرس – الديلم – الجيل ) . وينتمي الكرد إلى العرق الآري .
يعود ظهور الأكراد إلى ستة آلاف عام قبل الميلاد فهم من أصول ( الغوتيين ) سكان جبال زاغروس .
ووفقا للحقائق التاريخية تعد كردستان المنطقة الأولى التي استقرت فيها شعوب ما بعد الطوفان ( طوفان نوح ) وفي مقدمة تلك الشعوب ( لولو – كوتيون – كاشيون – خالديون - سوباريون – حوريون ) وهذه الشعوب تعتبر الجذر الأصل للأكراد الحاليين .
أما الميديون فقد هاجروا بعد هؤلاء إلى كردستان وبشكل سلمي على شكل قبائل وموجات هجرة آرية حيث استقروا بادئ الأمر في المنطقة الواقعة بين بحيرتي ( وان – أورمية ) وأطلق على تلك المنطقة ( ميديا ) وقد سيطر عليها الآشوريون فيما بعد وانصهر الميديون في المجتمع الكردي وسكنوا في الجزيرة ( بالتحديد عامودا ) , ووفقا للكاتب ( كارلتون كون ) الذي تحدث عن قبيلة ( ماج ) الميدية وهي أعز القبائل وأعلاها مكانة في المجتمع الميدي ومن الممكن أن يكون ( الكورمانج ) هم بقايا هذه القبيلة التي انصهرت بالأكراد .
كما يقول مينورسكي : إن ( الكاردشوي ) هي نفسها بلاد الكارد وتشكل هذه البلاد مع شعوبها الأصل والأساس للأكراد الحاليين كما يؤكد مينورسكي على وجود الأكراد في موطنهم في وقت كان العرب في موطنهم الأصلي شه الجزيرة العربية والذي يؤكدها مؤرخو العرب أنفسهم ويقول مينورسكي ( عندما انطلقت الهجرة العربية من شبه الجزيرة العربية باتجاه الشمال والشمال الشرقي اصطدموا بشعب نصف حضري هؤلاء كانوا الأكراد .(
* ووفقا ( لشرف خان البدليسي ) في كتابه التاريخي ( شرفنامه ) إن الأكراد هم أحفاد الهاربين من بطش الملك ( أزدهاك ) حيث كان على كتف هذا الملك ثعبانان مريضان وقد وصف أحد أطبائه الدواء لهما دماغ بشر والعامل على استخراج هذا الدواء دفعه الشعور الإنساني إلى تهريب هؤلاء المحكومين إلى قمم الجبال حتى كثروا وتزاوجوا وأعلنوا التمرد على ازدهاك لكنها تبقى رواية كما يقول شرف خان البدليسي , .
وفي رأي آخر للبدليسي فإن الأكراد ينتمون إلى أخوين هما ( البجن والبخت ) على غرار العرب الذين ينتمون إلى ( عدنان وقحطان ) علما أن أول تدوين عن وجود الكراد كان في كتاب) كزينفون ) ( أناباس ) وقد سماه حينها ( الكاردوخي ) وكزينفون هو مؤرخ حملة الاسكندر المقدوني فاتح الشرق والغرب .
* جغرافية كردستان :
يرسم شرف خان البدليسي حدود الكرد ويحدد أراضيهم بدءاً من سواحل خليج هرمز ( الخليج العربي أو الفارسي ) وحتى سواحل البحر المتوسط وكانت كردستان تعرف باسم ( كاردونياس – كارادوخان ) و( من همدان شرقا إلى البحر المتوسط غربا) .
ويؤكد مينورسكي العالم الروسي على جغرافية كردستان كما يلي :
• في جنوبي آرارات تمتد سلسة ضخمة من الجبال تتجه جنوبا على مسافة 2000كم , ثم تتشعب وتنحرف نحو الجنوب الشرقي حتى خليج فارس ( الخليج العربي ) وتقع جبال الأكراد بين آرارات وجبل جلاميرغ , وتحدها شمالا قمم جبلي أرمينيا وجنوبا هضبة أذربيجان وهي أقل علوا من جبال الأكراد , ثم هضاب بلاد فارس وهي شاهقة العلو .
إذا جبال الأكراد مع بحيرة أورميا تشكل شبه منخفض محصور بين قمم أكثر منه علوا .
• خليج الاسكندرون فهو نقطة انطلاق لسلسلتين من الجبال , سلسلة طوروس الشمالية والجنوبية .
ولهذه الجبال أهمية كبرى لكونها خزانا للمياه يغذي أنهار دجلة والفرات والزاب وهي شرايين حيوية للمنطقة ككل .
وتقع جبال زاغروس في الجنوب الشرقي من أرمينيا وهي تشكل الحدود الطبيعية بين إيران والعراق ولا يفصلها عن أرمينيا سوى جبال ( صركِعُرامار) .
* الطبائع النفسية للشعب الكردي :
- يقول الرحالة ( لرش ) نستطيع أن نطلق على الأكراد لقب ( فرسان الشرق ) بكل ما في الكلمة من مدلول , فيما لو كانوا يعيشون حياة أكثر تحضرا . ذلك أن الصفات المشتركة لهذا الشعب هي : استعداد دائم للقتال , استقامة وتفان في خدمة أمرائهم وفاء للعهد وكرم , وحسن ضيافة وإثئار للدم المهدور , عداوات قبلية تنشب بين أقرب الأقارب , حب للفروسية , احترام فائق للنساء " .
ويضيف نكتين الكاتب المعروف " الأكراد لا يعاملون أسراهم بذات المعاملة القاسية التي يلقونها لدى التتر والتركمان وغيرهم ويجمع الأكراد بالإضافة لطبائعهم الحربية ,حبا قويا للحرية , وتمسكا بطوليا بكرامتهم " .

المرأة الكردية : يعكس وضع المرأة مميزات وخصائص الشعب الكردي ومن المؤكد أن جميع الأشغال المنزلية الشاقة التي تقوم بها النساء , أما نساء الزعماء – فيطلق عليهن اسم خانم – ونساء الأكراد " كما يقول ينكيتين " على اختلاف طبقاتهم ومهما بلغن من العمر يتقنن الفروسية بل ويتحدين الرجال في امتطاء الخيل كما أنهن لا يترددن في الإقدام على تسلق أخطر الجبال .
وتختلط النساء مع الرجال ويتحدثن بحرية . ويعطين رأيهن بصراحة ويؤكد نيكتين استنادا إلى كلام الدكتور ( كاميران علي بدرخان ) شقيق الإمبراطورة ثريا على أن الكردي لا يفكر قط بالتضييق على المرأة , فهو يعتبرها دائما أهلا لذات الثقة وذات الحقوق والمسؤولية التي يتمتع بها الرجال .
* اللغة الكردية : اللغة الكردية هي فرع من اللغة الهند- اوربية ( الآرية ) وهي قريبة جدا من اللغة الفارسية ومن الممكن إن تكون اقدم منها .
يقول شرف خان البدليسي في ( شرفنامه ) : تتألف اللغة الكردية من أربع لهجات رئيسة : الكرمانجية – اللورية – الكورية – الكلهورية .
ولم يذكر البدليسي اللهجة الزازائية لأنه من الجائز اعتبرها من الكهورية واللهجة الكرمانجية والسورانية تتنافسان بشكل قوي لتصبح إحداهما اللغة الرسمية للأكراد .
أما المؤرخ محمد أمين زكي بيك فيعتبر الكرمانجية اللغة الكردية الأصلية كما أن الملا أحمد خاني أمير الشعراء الأكراد يضع الكرمانجية في مقام اللغة الرسمية .
* ديانة الأكراد الحالية : الغالبية الكردية مسلمون سنيون , وهناك أكراد علويون في مناطق ( لورستان وجبال ديرسم (
أما الأكراد المسيحيون فهم قلة , انحصروا في قبيلتين هما ( اليعاقبة والجوزقان ) ويعتبر هؤلاء أنفسهم سريانا ويتكلمون اللغة السريانية .
وهناك أكراد يهود ( وصل تعدادهم ربع مليون في اسرائيل ) ,أما الأكراد اليزيديون فقد صمدوا في قمم الجبال ودافعوا عن تراثهم ودينهم , يقول شرف خان البدليسي : " كانت العشائر التالية تدين باليزيدية وهي ( الدمبلية – المحمودية – السليفانية – الخاليدة – البختية – الداسنية ) والداسنية التي بقيت إلى يومنا هذا وفق احصائية ( 1972 ) يقارب عدد اليزيديين مليون شخص هذا قبل ( 34عاما ) , واليزيدية امتداد لديانة الأكراد الأصلية ( الزرادشتية)
• لمحة عن الزرادشتية : ( زاردشت ) تتألف من مقطعين ( زار ) اللغة أو الحديث , و ) دشت ) الحقيقة أو الاستقامة بمعنى ( النبي الناطق بالحقيقة ) ويؤكد ذلك الفيلسوف ( نيتشه ) , زاردشت كردي من ميديا والده ( بروشف ) أحد أبناء ( فريدون ) الذي كان ملكا على إيران , أمه( دوخدو) التي تروي عن ولادة زاردشت أن وحوش وأرواح شريرة كانت تحاول قتل جنينها فنزل من السماء نوران أحاطا بها كطوق وحماها ووليدها حتى الصباح ( ومن الجائز أن اليزيديين في ليلة الزواج تلف العروس ربطة حمراء حول خصرها من هذه المقولة وهو دليل على أن اليزيديين امتداد للزاردشتية وما يلحون عليه في الصدق والاستقامة ) .
• في ديانة زاردشت : الله واحد ( أي أن الزاردشتيين موحدون ) أما ( أهورامزدا ) هو هرمز والنور هو الأصل والظلمة زينته وظله , و ( اهريمان ) هو الظلمة تلك .
وهما يرمزان إلى الخير والشر وفي صراع دائم , يقدس الزاردشتيون النار لأنها ترمز للضياء والدفء ويقدسون الصدق والعمل ويساوون المرأة بالرجل .
تؤكد الأبحاث على ولادة زاردشت عام 660 ق.م وقتل على يد الطورانيين الأتراك سنة ( 583) ق.م في بلخ عاصمة الملك الإيراني ( كوشتاسف) .
• الخلاصــــــــــــــــــــــــــة :
1- يؤمن زاردشت بإله واحد .
2- الخير والشر يكمنان في جسد وروح الإنسان .
3- تميل الزاردشتية نجو المادية أكثر .
4- ديانة وطنية وقومية تدعو للخير والتوسع والازدهار .
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
* الدول والأمارات الكردية القديمة :
1- الدولة الكوتية : حكم الكوتيون الأكراد بلاد سومر التي تقع في بلاد ما بين النهرين ( ميزابوتاميا ) منذ عام(2225) ق.م وكانت عاصمتهم أرايخا ( قرب كركوك الحالية ) , وقد كان هذا الشعب محبا لسفك الدماء والغزو والسلب ونهب الشعوب .
- ملوكهم : 1- أناتوم , 2- آنوبانيني , 3- شارلاك , 4- تيريكان , 5- لوكال .

2- دولة عيلام : شكل العيلاميون دولا في الأف الثالثة قبل الميلاد وامتدت بلادهم من مناطق اتصال السهول بالجبال وحتى خليج هرمز ( العربي ) وبندربوشهر جنوبا وكانت عاصمتهم مدينة ( سوزا )
- ملوكهم : أنشأ العيلاميون دولة ( لارسا) وحكمها : ( إيس – أبيسارا – جونجونوم .... تامارينو )

3- الدولة الكاشية : مابين عام / 1760 – 1746 / ق.م وبسطت هذه الدولة نفوذها على بلاد سومر وبابل وقد عرفت بالكاردونية هذه الدولة .
- ملوكهم : ( كانداش – آغوم /1-2/ - بورنابورياش - كشتلياش - بورنابورياش الثاني ..... وآخرهم كان " ايكاميل " ) علما إن الكاردونيين ( الكاشيين ) من لورستان .

4- الدولة النايرية: النايريين هم أسلاف الشعب الميدي لكن بعد زوال الدولة الميدية عرفوا با( الكرديان ) وهؤلاء أسلاف أكراد اليوم وأحفاد الميديين .

5- الكاردوخيون: وهم بقيادة ( كي خسرو ) أشد المقاتلين شراسة أمام الفتح المقدوني كما يروي كزينفون .

6- الدولة الميدية : استطاع الميديون تشكيل دولة لهم من عدة شعوب قديمة ويعتبر مؤرخو الغرب استنادا إلى أبو التاريخ ( هيرودوت) اليوناني – أن الميديين هم أساس الشعب الكردي .
- ملوكهم : ( داياكو – خوشترين نرا اورت - كي خسرو – استياغ)

---------------------------------------------------------------------------------------------------------
بداية الهجوم الإسلامي على كردستان :
كان الكثير من الأكراد والفرس والديلم يعيشون في اليمن في ظل إمبراطورية فارس وحاكمها كسرى عندما بدأ رسول الله إلى الإسلام / محمد ( صلى الله عليه وسلم ) / دعوته وبعد إسلام حاكم صنعاء ( بازان ) دخل هؤلاء الإسلام وبشكل سلمي واستمروا حكاما لليمن , حيث خلّف ( شهر ) أباه(بازان ) الحكم ولكنه – شهر – قتل على يدي ( الأسود العنسي ) وتبدأ معاناة الأكراد والفرس والديلم حيث طردهم من اليمن وهم مسلمون وفي عهد الخليفة الراشدي ( أبو بكر الصديق ) هاجم جيش المسلمين كردستان بقيادة خالد بن الوليد وتوالت الحملات والمعارك , نذكر منها ( معركة المذار – معركة الوبحة – معركة أليس – معركة بادقلي ) وفي عهد عمر بن الخطاب ذاقت كردستان بشعوبها الويلات والدمار نتيجة الحروب الطاحنة وزحف على بلاد الأكراد جيش اسلامي جرار بقيادة ( سلمة بن قيس الأشجعي ) هزم الكراد فيها .
بعد تولي عثمان بن عفان الخلافة بدأت الخلافات في صفوف رجالات الإسلام وبالرغم من ذلك بسط العرب المسلمون سيطرتهم على كردستان وانتهت آخر دولة لشعوبها وهي( الساسانية ) .
واستمرت شعوب كردستان بالثورات المجهضة حتى نهاية الخلافة الأموية .

• الدول الكردية في العهد الإسلامي :
بدأت الثورات الكردية المتلاحقة منذ عام ( 68 ) هجري حيث انتفض وقتها شخص من أهل الجزيرة يدعى ( كردم القرادي ) واستولى على مدينتي ( ساباط والمدائن ) متمردا على الأمويين , استمر الأكراد بثوراتهم وانكساراتهم ففي عام (129) هجري , أخضع الأكراد بلاد الفارس لحكمهم وجعلوا ( سابور ) عاصمة لهم حتى تمكن الخليفة الأموي ( سليمان بن هشام ) من القضاء عليهم .
في سنة (132) للهجرة ثار القائد الكردي العباسي ( عبد الرحمن أبو مسلم الخراساني ) بثورة أطاحت بالحكم الأموي , وأقام دولة له ضمن الخلافة العباسية حتى اغتاله الخليفة العباسي ( أبو جعفر المنصور ) وأطاح بدولته الحليفة لحكمه .
لم يتوقف الثوران الكردي ( كالراونديين والبرامكة ) وبقيت كردستان ساحة للمعارك الظاحنة فمات الكثير ودمرت المنازل وسبيت النسوة وكانت الرايات الكردية ترفع بالدماء والشهداء حتى عام ( 347) هجري وتأسيس الدولة المروانية .

• الدولة المروانية : في عام ( 347 ) هجري , سيطر المروانيون بقيادة ( حسين أبو الفوارس ) و ( شاه باز أبو شجاع ) وهما ولدا ( دوستك الحميدي ) على عشائر حيزان و أرديش ومعدن ولم يمض وقت طويل حتى تمكنوا من انتزاع مناطق ( آمد – جزيرة بوطان – نصيبين – حران – أخلاط – رها – بدليس ) من أيدي الدولة الحمدانية ملوك ( حلب) واستمرت هذه الدولة حتى سنة ( 479) حيث قضى عليها الأتراك وأسدل الستار على الدولة المروانية الكردية .
• الدولة الأيوبية : تأسست هذه الدولة على أيدي صلاح الدين الأيوبي القائد الكردي المسلم المعروف وقد أسست حكما لها في ( حصن كيف ) القلعة الكردية المشهورة في كردستان كما امتدت الدولة الأيوبية على بلاد الشام ومصر والرافدين , امتدت بين عام ( 1169- 1250 ) م .
• الدولة الزندية : بدأت هذه الدولة بالظهور عام ( 1160 ) م . على يد الملك ( كريم خان ) في جنوب إيران واتسعت فيما بعد لتسيطر على كردستان إيران وأذربيجان والبصرة حتى قضى عليها ( القاجاريون ) عام (1794) م .
• دولة كورت : نشأت هذه الدولة على أيدي عشيرة ( الكردكلى ) في سيستان ( سجستان ) سنة( 643) هجري , واستمرت حتى عام ( 785 ) هجري , وكانت تضم بلاد الغور وغرجستان وسيستان ومؤسسها شمس الدين محمد , وانتهت على أيدي تيمورخان .
* ومن الجدير بالذكر أن دور الكرد لم يبدأ بالضعف إلا بظهور المغول حيث هزموا في معاركهم والتجؤوا إلى جبالهم علما أن التركمان أيضا حاولوا الضرب من جهة أخرى .
لكن بقي الأكراد شعبا صامدا محافظا على تاريخه ولغته بالرغم مما أصابه على مر التاريخ وكما يقول ( كتاب لا أصدقاء سوى الجبال ) . حقا لا أصدقاء للشعب الكردي سوى جبالهم .

MIRALBIROREDA@HOTMAIL.COM

User offline. Last seen 4 سنة 2 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/08/2006

الحكي الي كتبته ناتجة عن خلفية لكاتب يريد أن يشوه تاريخ الكورد
ويريد ان يصف بأن الكورد عانوا من الدين والنور الإسلامي
هذا تاريخ مشوه
وأليكم التاريخ الحقيقي المختصر
لابينه لك وسأنزله في مقالة جديدة

تأريخ الكورد قبل الإسلام:

عاش الكورد قبل الميلاد بآلاف السنين في الكوردستان أي الموطن الأصلي للكورد وقد خلق الله هذا الشعب كبقية الشعوب وأوجب عليه وعليها أن تتعارف أو تتدافع بالتي هي أحسن, وجعل الله في أفواه الكورد لغة كبقية اللغات في أفواه الشعوب, وجعل الله لهذا الشعب وطنا هي من أحب البلاد إليه شأن كل شعب يسكن أرضه ويحمي حدوده ويقيم عمرانه وحضارته.

إن كوردستان هي وطن الشعب الكردي منذ أقدم العصور من قبل ومن بعد التاريخ ولازال جبلهم الجودي حيث استوت السفينة المهاجرة بالبشرية إلى مهدها الثاني وقيل بعدا للقوم الظالمين, ويشهد التاريخ من الماضي إلى الحاضر كما تشهد جغرافية الأرض لكوردستان من جبالها وسهولها وسواحلها ووديانها وبحيراتها في الخرائط وعلى أرض الواقع حيث تقوم وتبقى كوردستان.

إن كوردستان هي البلاد التي يسكنها الكرد وهي مملوكة وممنوحة من الله رب العالمين، وكانت للكورد حكومات قبل الميلاد منها حكومة ( لولو) الذي قامت عام 3500 قبل الميلاد والتي استمرت 140 عاما تقريبا .

وحكومة ( كودى أو جودى ) التي تنسب إلى جبل جودي المذكور في القران الكريم ( واستوت على الجودى ) وهى إشارة إلى إرساء سفينة نوح عليه السلام على ذلك الجبل .

وأيضا كان للكورد مملكة مشهورة بمملكة ( ميديا ) والتي قضى عليها الفرس الأخمينيون عام 550 قبل الميلاد , وكان ذلك أشد ضربة قاصمة لهم في تأريخهم القديم .

وحول تسمية الكورد والكوردستان قيل بأن الكورد عاشوا على ارض كوردستان و جبالها العالية منذ العصور القديمة. يقول بعض المؤرخين بأن تسمية (الكورد) تعود إلى اسم إحدى القبائل القديمة المعروفة ب Guti أو Goto و التي تعود إلى القرن الثالث و الرابع قبل الميلاد.لكن عدد من المؤرخون يذكرون اسم الكرد في كتاباتهم ب(الكاردوخ) أو (الكاردوخيين).

بعد القضاء على مملكة الكورد بيد الفرس الأخمينيين تفرق شمل الكورد ولم يقم لهم اسم بعد هذا يجمعهم بل عاشوا في جماعات في مناطق وأقاليم منفصلة، و كان حكام الفرس يستخدمونهم لمواجهة أعدائهم من الرومان و غيرهم حتى ظهور الإسلام، الذي رأى فيه الكورد حلمهم من أجل التحرر من تحت قبضة الفرس فرحبوا بالإسلام وسنأتي على ذكره.

تاريخ الكورد من دخولهم الإسلام إلى العصر الحاضر:

في المقال الأول أشرت إلى تأريخ الكورد قبل الإسلام مختصراً، وتعرفنا على الحالة التي كانت يعيشها الكورد من التمزق والتشتت بين الإمبراطوريتين الكبيرتين (الساسانية والرومانية)، وكانت أرض كوردستان مسرحا لكل الحروب التي دارت بين هاتين الإمبراطوريتين العظمتين، واضطُهد الكورد وأجبروا على طقوسهم وعاداتهم، ولكنهم لم يأخذوها جملة إذ أنهم حافظوا على أعرافهم وعاداتهم، ولكن سلب منهم أغلى ما في الوجود وهو الحرية، فكانوا يتطلعون إلى من ينقذهم من جور الفرس والروم، فما أن بزغت شمس الإسلام من الجزيرة العربية ودخل الناس في دين الله أفواجا، وتجسدت عالمية هذا الدين الجديد في الممثلين للقوميات عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فكان بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي و(كابان أو جابان) الكوردي رضي الله عنهم كما أشار إليه الفقيه ( ابن حجر العسقلاني ) رحمه الله في كتابه ( الإصابة في تمييز الصحابة ), وروى كابان حديثاً واحداً عن النبي(صلى الله عليه وسلم) والحديث في صحيح البخاري في كتاب النكاح، رواه عنه ابنه ميمون.

دخل الإسلام إلى كوردستان في زمن الخليفة العادل ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه وذلك سنة 16 هجرية ، وقد دخل الكورد في الإسلام دون مقاومة تذكر رغم وجود الفلول الهاربة من جيش كسرى الذين احتموا بجبال كوردستان الشاهقة والوعرة واستخدموا الكورد كدرع بشري ضد قادة الفتوحات فحدثت معركة شهرزور بين فلول الجيش الساساني والمسلمين التي استشهد فيها عدد كبير من المسلمين بسبب لدغة عقارب شهرزور الشهيرة، ولكن الكورد أسلموا وآمنوا بالإسلام مع وصول أول قافلة من المجاهدين من إخوانهم العرب الذين حملوا إليهم راية الحرية والعدالة والمساواة ، وخرجوا من ديارهم لنشر الإسلام وتعاليم القرآن لإخراج إخوانهم البشر من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، وبهذا خرج الكورد من الحكم الفارسي الجائر ودخلوا في حكم الإسلام . وأصبحت أرض كوردستان قطعةً من أرض الخلافة الإسلامية ، وأصبح الكرد جزءاً من الأمة الإسلامية ، وكانوا في خدمة الدين وبدأوا بالجهاد وتقديم التضحيات في سبيل هذا الدين . وشاركوا في أغلب الفتوحات الإسلامية في مراحلها المختلفة وفي كافة العهود من عهد الخلفاء الراشدين مروراً بالأمويين والعباسين والعثمانيين ، وكل ذلك من أجل إقامة شعائر الله وتثبيت حكم الله في الأرض ، وهي أصل وظيفة الإنسان في الأرض .

ولم يفكر الكورد يوماً ما أن يميزوا أنفسهم وأرضهم من الأمة الإسلامية الكبرى ، وعلى العكس من ذلك كانوا دوماً من المدافعين عن الخلافة الإسلامية حتى سقوط الخلافة سنة 1924 بيد الاستعمار الغربي ومخطط الصهيوني العالمي، والذي سنأتي على ذكره وذكر الثورات المضادة من قبل الكورد لإرجاع الخلافة الإسلامية.

لقد قدم الكورد مئات بل آلاف من المؤرخين و العلماء البارعين الأفذاذ و الفقهاء الكبار، منهم المؤرخ و القاضي الكبير ابن خلكان صاحب وفيات الأعيان (تعود نسبة اسمه إلى اسم قرية في كوردستان العراق باسم (خلكان) و الفقيه الشهير ابن صلاح الشهرزوري صاحب (مقدمة ابن الصلاح) ، والعالم الأصولي الكبير سيف الدين الآمدي و الحافظ المحدث العراقي و ابن الأثير و الآلوسي و ابن الحاجب وكمال الدين الشهرزوري و العلامّة شيخ الإسلام ابن تيمية و الزهاوي و الصواف وسعيد النورسي وشيخ سعيد البيران وناصر السبحاني وغيرهم من العلماء و المؤرخين.

كما وأن الشعب الكردي قدمّ كثيراََ من القادة و المجاهدين للإسلام والمسلمين من أبرزهم القائد المسلم البطل السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي الذي فتحَ الشام وحرّرّ القدس الشريف من الصليبين، وكان قائد الدعوة العباسية وفارسها في الشرق أبو مسلم الخراساني كردياً ولعب دوراً بارزا في توطيد دعائم الخلافة الإسلامية، وإنهاء عهد بني أمية.

وكانت كوردستان ولاية إسلامية مستقلة في عهد الخلافة العباسية وساهم أبناؤه في التصدي لأحداث جسام كانت قاصمة الظهر للخلافة الإسلامية، ولم يمنعهم هذا من تشكيل حكومات وإمارات إسلامية في ظل الدولة العباسية والعثمانية فكانت لهم حكومات مثل (الحكومات الأيوبية) المتتالية في الشام، والحكومة الزندية والاردلانية في إيران والدوستكية في ديار بكر تركيا، والبابانية في العراق، وحسنويه البرزكاني في شهرزور، بقي لهم هذه الخصوصية في الإمارات إلى بعد الصراعات الدامية بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية التي كانت أرض كوردستان مسرحاً لأحداثهم، وانتهى صراعهم باتفاقية (جالديران) بموجبه تم تقسيم كوردستان بين الدولتين العثمانية والصفوية، وتأقلم الكورد مع المناخ السياسي الجديد مضطرا إلى الحرب العالمية الأولى ومعاهدة سايكس بيكو وإلغاء الخلافة الإسلامية في 1924، إذ بدأ للعالم الإسلامي ومن ضمنه الكورد مرحلة جديدة سميت بمرحلة إنشاء وتكوين الدويلات على أساس القوميات فتم تكوين 23دولة للقوميات العربية، دون أن يكون للكورد كيان يجمعهم ولكنهم تم تقسيمهم بين خمس دول كبار (تركيا وإيران والعراق وسوريا وأرمينيا)، بهذا السرد السريع وصلنا إلى العصر الحاضر، ونحاول فيما يلي توضيح جغرافية كوردستان وعدد نسمتهم.