القامشلي مدينة سورية تقع في الشمال الشرقي من البلاد وهي مدينة حدودية مع تركيا. بدأ بناء مدينة القامشلي يوم 20 اغسطس 1926 من قبل الملازم أول الفرنسي ب . ترييه بسب الموقع الذي إعتبره الفرنسيون إستراتيجيا بسبب وجود نهر جقجق و سكة حديد حلب – نصيبين ووجود بعض العشائر الكردية القوية التي دخلت مع الفرنسيين في معارك ضارية . كانت المنطقة تابعة لدير الزور حتى عام 1930 حيث أصبحت الجزيرة متصرفية قائمة بذاتها إذ تم فصل الجزيرة عن دير الزور.

إستنادا الى الكاتب كوني ره ش والذي إستند بدوره على ذكريات أبناء المدينة المعمرين فإن عبد القادر علي بك (قدور بك) الكردي من تركيا كان اول قائمقام على نصيبين ولكن مشاركته في ثورة الشيخ سعيد بيراني في ديار بكر عام 1925 والتي إنتهت بالفشل ادت الى ملاحقته من قبل السلطات التركية وانتهى الأمر بقدور بك بالإستقرار في القامشلي وبدأ ببناء بناية له في أراضي أنسبائه من آل نظام الدين شرقي نهر جقجق في الموقع المعروف اليوم بحارة ( قدور بك ) , و شيئاً فشيئاً ألتم الناس حول بنايته و شرعوا ببناء البيوت السكنية وكان اغلب ساكنيه الأكراد من عشيرتي (الميردلية والمحلمية) . وبالمقابل قام شيخ قبيلة الطي فارس العبدالرحمن ببناء حي لقبيلته جنوب شرق المدينة يعرف حتى الآن (حي الطي). الان يسكن المدينة خليط من الأكراد والعرب والسريان والآشوريين والأرمن مع غلبة الطابع الكردي للمدينة.

وتنسب تسمية القامشلي تارةً حسب بعض المصادر إلى الكلمة الكردية (gamesh le) وتعني ان (فيها جواميس) حيث كانت ترعى الجواميس على ضفاف نهر (الجغجغ) الذي يشطر المدينة إلى شطرين, وتارةً أخرى تنسب التسمية إلى كلمة كردية أخرى (qamish le) وتعني أن فيها (القصب) الذي ينموا عادةً على ضفاف الأنهار أيضاً.

يعتمد أقتصاد المدينة على واردات الزراعة حيث يعمل معظم سكانها في الزراعة ويعمل قسم آخر من سكان المدينة في التجارة الصغيرة نسبياً.

تعرضت مدينة القامشلي في 12/3/2004 إلى أحداث دامية بدأت من ملعب المدينة حيث نشب شجار صغير بين مشجعي فريق القامشلي من جهة وفريق مدينة دير الزور من جهة أخرى وأدت أخطاء السلطة في التعامل مع الحدث إلى أنتفاضة كبيرة قام بها الأكراد أمتدت من أقصى الشمال الشرقي في سوريا إلى العاصمة دمشق حيث أنتفضت كل المناطق التي يقطنها الأكراد في سوريا وعرفت الأحداث بأحداث مدينة القامشلي حيث راح ضحيتها ما يقارب الخمسون (50) قتيلاً من الأكراد برصاص السلطة السورية بالإضافة إلى مئات الجرحى وحوالي ألفي(2000) معتقل في الأيام الأولى منها.