مسالك سوء النية

6 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 4 سنة 20 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/09/2007

التخلص من الحيرة يدفعنا إلى فحص قريب لمسالك سوء النية ومحاولة وصفها . وهذا السؤال يدفعنا إلى تساءل أخر ألا وهو (ماذا يجب أن يكون عليه الإنسان في وجوده إذا كان من الواجب عليه أن يكون قادرا على أن يكون سيئ النية )

أورد جان بول سارتر مثالا عن امرأة لتجسيد ذلك
امرأة ذهبت إلى أول موعد لقاء ,إنها تعلم جيدا نوايا رفيقها الذي يحدثها وتعلم أيضا إن عليها أن تتخذ قرارا عاجلا أو آجلا لكنها لا تريد أن تستشعر ذلك (نواياه) , بل هي تتعلق بكل آيات الاحترام والاحتشام لهذا الرجل فهي تريد أن تقرأ العبارات الموضوعة أمامها بغير لغتها
فإذا قال لها إنه معجب بها أيا كان نوع هذا الإعجاب فهي سلفا تفرغ هذا الإعجاب من مضمونه الجنسي وتنسب إلى أقواله صفات أكثر موضوعية ,كي يبدو الرجل الذي يحدثها محترما ومخلصا .
يحدث هذا كونها ليست على بينة مما ترجوه إنها حساسة جدا للرغبة التي تثيرها ,لكن الرغبة المجردة العارية تذلها و تفزعها , ومع ذلك فإنها لا تستشعر أي سحر في احترام لا يكون إلا احتراما فقط
فهذه المرأة ترفض أن تدرك الرغبة كما هي بل ولا تعطيها أي اسم ولا تعترف إلا بالشيء الذي يعلو الإعجاب والاحترام لتأخذ أشكالها المثالية , فإذا أمسك بيدها بعد قرار مباشر منه ,تدرك إنها إذا ما سلمت يدها فهذا يعني إنه الرضا التام والاستسلام للغزل وسحبه معناه قطع الانسجام المضطرب القلق الذي يؤلف فتنة الساعة –طبعا الكل يعلم ماذا يحدث حينها –
تسلم الفتاة يدها لكنها لا تبين إنها أسلمتها ,إنها لاتبين هذا لأنها في هذه اللحظة روح خالصة , وتجر رفيقها إلى أعلى مناطق التأمل العاطفي ,حيث يحدث الطلاق بين النفس والجسد فتستريح اليد ساكنة بين يدي رفيقها الحارتين لا هي بالموافقة ولا كذلك بالمقاومة
هنا وصف بول هذه المرأة بأنها سيئة النية
فهي سرعان ما تستخدم ذرائع مختلفة كي تظل في سوء النية كونها جردت السلوك العاطفي لرفيقها وفي نفس الوقت تستبيح لنفسها الاستمتاع بلذتها بالقدر الذي تدرك هذه اللذة على إنها ليست لذة بل سمو عاطفي ,فهي تشعر عميقا بحضور جسمها إلى درجة الاضطراب ,تحقق ما تريد بوصفها ليست جسمها وتتأمل جسمها من بعيد وكأنه شيء يمكن أن تحدث له إحداث ولا يمكنها أن تفعل له شيئا .

لفت نظري هذه الصفحة وهذا الموضوع من بين الألف صفحة التي يتحدث فيها جان بول سارتر في كتابه الوجود والعدم بطريقة فلسفية مثالية كوني أحسست إنه يتحدث عن جنس لا أعرفه قط فالمرأة صاحبة النية السيئة عندنا هنا في الشرق لا تكون نيتها السيئة هكذا بل على العكس بمجرد دعوة اللقاء تصل في رؤيتها إلى أبعد نقطة يمكن أن تنظر بها للرجل في أبشع صورته وإن كنتم لا توافقوني يمكنكم أن تجدوا كيف إن الفتيات يلهثن وراء كاتبات كأحلام مستغانمي لتغذية تلك النية السيئة عن الرجل رغم إنهن لا تحتجن إلى ذلك .

نقلت هذا الموضوع لكم بعد إن المني حقا تفاعل أغلب أعضاء المنتدى مع كتاب أحلام مستغانمي الجديد والموجود في قسم قرأت لكم رغم إنه وللأسف يحتوي على تحامل واضح على الذكورة ولكن لم يذكر أحد هذه النقطة .

صورة  Ramyar's
User offline. Last seen 11 سنة 46 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 26/11/2005

انتقاء جميل اخ شورش بغض النظر عن ( الاتفاق او الاختلاف ) مع مضمونه ....

انصح الاخوة بقراءة المقال اكثر من مرة حتى لا تلتبس الفكرة لديهم ...

مرة أخره انتقاء موفق ....تشكر عليه شورش

ان لم تكن لك بصمة في الحياة فأنت زائد عليها

User offline. Last seen 12 سنة 34 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 18/07/2006

انا اتفق معك عزيزي على هذا الأمر
الذي له جذور غارقة غي الجهل.. أعتقد أن سوء النية هنا موجود عند الذكور أيضاً
كيف نتخلص منها ؟
ما هي الخطة؟
كيف نقنع انفسنا في البداية ثم نقنع الآخرين
sipas

User offline. Last seen 10 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 18/02/2008

اختيار ذكي منك أخ shoresh
لكن ألا تتفق معي بأن سوء النية موجودة عند الجنسين وليس فقط المرأة كما اوردته في المثال ولا أنكر وجود أمثلة مثلها في شرقنا . ولكن هذا لا يعني بان تعمم استنتاجك عن تلهف القراء النساء لإشباع تلك النية السيئة عن الرجل. رغم أن تلهف الرجال عليه أكثر من النساء –فعذرا منك لكنه استنتاج خاطىء-
فالكتاب ليس موجّهاً ضدّ الرجل ـــــ مع أنّ الكاتبة حظرت بيعه له على الغلاف ـــــ بل هو موجّه ضدّ ما آل إليه معظم الرجال.( أي أنه ضد الذكورة وليس الرجولة )أمّا «الرجل الحقيقي» الذي يندر وجوده في أيامنا ـــــ برأي صاحبة الكتاب ـــــ فهو مرحّب به ومعفى من الاتهامات التي تطاول الرجال الآخرين في الكتاب.
فهو ممتع وملفت ومثير للمعرفة وللجدل في مواضيع تهم القرّاء، فيه الكثير من الحقائق والأحاسيس وجعبة من الاستنتاجات حصيلة تجارب ومراقبة ميدانية للأوضاع بحيث يمكن لأي امرأة، ولأي رجل، الاستفادة من صدقها وواقعيتها.

فالكاتبة تشكو من" اختفاء رجولة الرجال"، بما معناه اختفاء كل الصفات الأخلاقية والعشقية الحميدة التي تتوقعها المرأة منهم، فكيف الخلاص للمرأة في حبها للرجل؟ فتجد لها حلا وتنصحها وتدعوها: "أحبيه كما لم تحب امرأة/ وانسيه كما ينسى الرجال"

فهي تعدّ المرأة لنسيان مَن هجرها،و نسيها، وتوقّف فجأة عن الردّ على اتصالاتها، من لا يقدِّر ما تفعله لأجله، ومَن كسر قلبها بكلامه الجارح... فيبقى عليها بالدرجة الأولى ألا تكون «غبيّة» أو «مهبولة» بحسب الكاتبة، عليها أن تأخذ النصائح التي تقدّمها مستغانمي بأسلوب ساخر، بجدّية كبيرة وأن تتّعظ من القصص والحالات التي ترويها لها، ولا تقع في الخطأ نفسه مرّتين."

مع العلم انني لم أقرأ لأحلام أبدًا .لكنني وددت قراءة كتابها هذا
وبرأيي الشخصي فهي تعلم الرجل أيضًا كيف يحب وكيف يحافظ على من أحبته بصدق.
أشكرك shoresh ولكن لا تعمم مرة أخرى :wink:
.
.

User offline. Last seen 4 سنة 20 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/09/2007

راميار
أشكرك لمرتين حتى الأرق
بالفعل الكل بحاجة إلى القراءة والمطالعة حتى يستقلوا بنفسهم ويكونو شخصيتهم المستقلة وقد أشرت إلى ضرورة قراءة المقال اكثر من مرة وهذا يدل إن الفكرة قد وصلت إليك بشكلها السليم وهذا يفرحني كثيرا ولكن حبذا لو كانت الدعوة لقراءة الكتاب كله ولو كان لمرة واحدة حيث يفسر بول في كتابه هذا ذات الإنسان في تعامله مع الوجود في أدق تفاصيلها وهذا حقا يسهل لنا الحياة

User offline. Last seen 4 سنة 20 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/09/2007

موضوع سارتر كان محصورا في مثال عن المرأة و هو تجاهل سوء النية لدى الرجل في هذا المثال
بالنسبة للإجابة على تساؤلاتك تلك كنت قد قرأت في وقت سابق مقالا رائعا عن الفهم الخاطئ لتصرفات المرأة عند الرجل بالفعل كان سيغني نقاشنا هذا كثيرا لكني إلى الآن لم أفلح في العثور عليه وسأستمر في المحاولة
إما رأي الشخصي بهذا الصدد فقد يكون عاجزا عن إعطاء تفسير قريب للحقيقة لهذه المشكلة كونها بحاجة إلى بحث دقيق ومتكامل في النفس الإنسانية وميولها وظروف نشأتها وحتى اعتقاداتها الدينية التي تذهب بالبعض إلى الشك المستمر للعلاقة بين الجنسين يعكس ذلك طبيعة الحياة الاجتماعية التي تتخذ من العقيدة أساسا جيدا لكيفية العيش

د.متين ....أشكر مساهمتك معنا بالنقاش لك كل الود

User offline. Last seen 4 سنة 20 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/09/2007

اختيار ذكي منك أخ shoresh
هذا من ذوقك :P

كمان أنت بدايتك جميلي شكرا إلك
بس أنا كمان إلي رأي بهل الخصوص (أحلام ) هي عم تستشهد بأقوال مشاهر هم من جنسي تدل على إنهم يجدون النسيان صعبا ومع هذا أختارت أحلام أقاويلهم ووضعتها في كتابها هذا الذي يقول بصراحة إننا نملك القدرة الإلهية على النسيان
ما أريد قوله إن أحلام كان يجوز لها ان تستشهد بتلك الأقاويل في أي مكان إلا كتابها هذا وهذه نقطة أخرى تسجل بحقها يدل على إنها أفلست أدبيا أيضا بالإضافة إلى إفلاسها في إنتشال المرأة من بحر الكائبة إلى بحر سوء الظن ونسيان الطريقة المثلى للعيش بسعادة دون هواجس الخوف والرعب من الشريك الاخر

أخيرا أحترم كثيرا حبكم لتلك الكاتبة ولكن أتمنى ألا تجركم إسلوبها الجميل في الكتابة إلى تبني أفكارها

مجددا شكرا pella