أجساد غضة تتمايل

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 4 سنة 2 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/08/2006

بسم الله الرحمن الرحيم..

الحمد لله الذي كشف الحقائق وفضح كل هالك ..الحمد لله الذي نصر المظلوم وقصم الظالم المتهالك.. وله وحده الشكر هو أهل الحمد ورب الخلائق..
حلقة جديدة أرويها .. وفي قلبي غصة لا أكاد استطيع أن اخفيها .. حتى تشغلني بنيرانها وتهيج كل ما وقر مني في قاع جسم اقشعر من هذه القصة المشينة .. قصة صدامية الهوى ... وجريمة قاسية كما عودنا صدام وما زال يعودنا اتباعه لو استطاعوا الكرة مرة اخرى..

إنها جريمة ليست في ازهاق ارواح بريئة .. لا أبداً إنها قصة جديدة .. قصة التشفي الحقيرة ..من شعب ..قالوا ((بعداً للقوم الظالمين)) .. بعد أن استوت على جبال صبرهم وصبر جبالهم كل العزائم ..

إنها قصة وثيقة قد سمع بها الكثيرون والتي تم العثور مثلها مثل وثائق أخرى تكشف عن العقلية الجهنمية التي كانت تسيّر أزلام النظام العراقي و المسألة هنا لا يمكن تفسيرها سياسيا بل أن ثمة نزعة سادية وجدت في تدنيس المقدس جسرا للانتقام و التشفي فقد وقع الاختيار على فتيات جميلات و قضي الأمر بإرسالهن إلى العاصمة المطلوبة للعمل كراقصات و " ربما كبائعات هوى " و المفارقة أن التسمية التي أطلقت على هذه الأعمال المشينة هي " حملات الأنفال " التي راح ضحيتها 180 ألف كردي دفن أغلبهم أحياء في الصحارى العراقية و يبدو أن جلاوزة الحكم قد " رأفوا " بالفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ـ كما تشير الوثيقة ـ بين 14 و 28 فآثروا اغتيال أرواحهن البريئة فيما الجسد الغض يتمايل عنوة و يتراقص على أنغام الأيديولوجية الصدامية المقيتة في أرض الكنانة!!!

ليس ثمة شناعة أقسى من هذه الجريمة !. إنه فعل يعجز عن ابتكاره أصحاب اكثر الخيالات خصوبة و غزارة كما إنها جريمة لا يمكن تصنيفها تحت أي بند فقيم البداوة و القبلية العربية تتسامى عن هذا الفعل بل أن الشهامة العربية التي تنظر إلى المرأة بعين العطف و هي مضرب المثل في هذا الصدد ،و لا حاجة بنا إلى القول بان الأديان السماوية بدورها ترفض استعباد الإنسان ، ،و تنبذ مثل هذا الفعل ، فبأي مرجعية ،إذن ، يمكن تفسير هذه الجريمة التي اقترفها " الروائي " صدام حسين الذي غاب عن ذهنه المثل العربي القائل " تموت الحرة و لا تأكل بثدييها " ،و الأمثال الكردية التي تمجد المرأة العفيفة كثيرة في هذا المقام و لعل من سولت له نفسه تحويل " الحرة إلى أمة " كان مدركا لمدى القسوة التي ينطوي عليها هذا الفعل الأكثر رهبة من الموت .

يقال بان الأمر الأصعب من الموت هو أن تتمنى الموت فلا تناله وهؤلاء الفتيات الكرديات اللواتي جردن من كرامتهن كن يتمنين ولا شك موتا رحيما يجنبهن الوقوع في شرك المخططات (االصدامية ) ، سيما و إنهن لا ذنب لهن في كل ما كان يحدث فهن قد تعودن أن يعانقن الصباح بابتساماتهن المشرقة في تضاريس كردستان الجميلة و في الأفق المفتوح على المدى الرحب فكيف لهن إذن أن يمارسن طقوس المجون و العهر في علب الليل التي قذفت بهن إليها ألاعيب السياسة و مكائدها لا لذنب سوى إنهن يملكن عيونا جميلة و قواما ممشوقا و جسدا طاهرا تمت استباحته من دون أن يتمكن الأب من إنقاذهن !!!؟؟

فبأي لغة يمكن مواساة هؤلاء الفتيات و قد كن ذات صباح يرشقن الصباح بضحكاتهن الصافية و يقبلن الليالي المقمرات بأحلام خالية من لون الدماء و المجازر و يطرزن عبق الحياة بآمال لا تني تكبر في كنف اليأس و يزرعن الضوء في حلكة الأيام المريرة في انتظار حياة أجمل لكن هذه الحياة الجميلة التي غزلن خيوطها بالآهات و الأماني انطفأت في دهاليز حياة أخرى فصلت على مقاسهن فهن جميلات و يفين بالغرض طالما أنهن مجرد سلع و دمى جميلة و مسلية في عرف من استباح وطنا بكل ما فيه من البشر و الأشجار و الأطيار و المسرات

لا أدري إلى أي درجة مثل صدام الهدام المشنوق دور إستالين في قهر شعبه .. بل إلى أي درجة تفوق عليه..وكيف وهو كان ينافس دكتاتور رومانيا جاوجيسكو..في التفنن في الظلم..

و لم يكن الشاعر العراقي سعدي يوسف و هو الذي عانى مرارة المنفى مخطئا حين قال بان القوانين الوضعية لم تخترع عقوبات تعادل ما ارتكبه صدام من جرائم و هو قال هذا الكلام قبل أن تكتشف هذه الوثيقة فماذا عساه يقول حين يقرأ الوثيقة..؟؟