في الحب 2

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 13 سنة 23 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/08/2009

يقول ابن حزم الأندلسي في طوق الحمامة:ان الحب هو اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة في هذه الخليقة في أصل عنصرها الرفيع ,والحب أوله هزل وآخره جد ,دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف ,فلا تدرك حقيقتها الا بالمعاناة والحب هو العودة الى الذات حين كانت الانثى جزءا من الرجل قبل أن تنفصل عنه ,فهي قرينته المكملة له فسعادة الانسان هي في التكامل مع القرين والسكن اليه والعودة معه الى عالم النشأة الاولى مادة وروحا ,كانا متكملين جسديا ومتماثلين روحيا ,ولكن عند انفصالهما عن بعض جسديا وتباعدهما اصبحت بينهما فروقا جسدية واضحة صفتها التعاكس ووظيفتها التكامل ,هذا الانفصال بين الجسدين وتباعدهما وتعاكس خواصهما وتكامل وظائفهماالبيولوجية ولد شعورا بالحاجة الماسة عند كل منهما لما هو موجود عند الآخرومدى حاجة كل نصف لنصفه الآخر وظهرت مشاعر رغبة لكل منهما بالتعويض للآخر عما فقده بالأنفصال ,حيث تجلى ذلك بشكل فطري روحي انغرس في نفسيهما عاطفة غريزية ,ثم تحول هذا الميل الفطري المتبادل بين الرجل والمرأة لقوة تشدهما الى بعضهما البعض .وترجمت الروح تلك القوة بشكل تجاذب جمالي فتان له مظهران:احدهما عاطفي تطور روحيا فكان الحب والآخر غريزي تطور جسديا فكان الجنس بحيث تكون فلسفة الحب عند الانسان هي تذوق الجمال بالتكامل,وفلسفة الجنس لديه هي تذوق اللذة بالتعادل واللغة التنفيذية بينهما اتخذت شكل رغبة جنسية هدفها لقاء القرينين روحا وجسدا ,وهذا اللقاء هو غاية الروح قبل الجسد ,فالروح صنعت الجسد ليكون حصانها في البحث عن قرينها ,فالجسد يبدي محاسنه وجماله وكل مغرياته ليجذب الطرف الآخر
وهذه الجاذبية عبارة عن قوة تدعى المغناطيسيةوهي عبارة عن موجات سلبية وايجابية كالكهرباء ,وهي تنطلق من كل الجسم خصوصا من العينين واطراف الاصابع والدماغ والانفاس ....وليس السمع أذني فقط ,فاللمس سمع عن طريق الجلد,والتذوق سمع عن طريق اللسان ,والشم سمع عن طريق الانف والرؤية سمع عن طريق العين
وفي النهاية اختلف العلماء والشعراء في الحب وهل يحب الانسان بعينه أم بعقله أم بقلبه أم بكبده ؟؟...ولكن هناك من يحب بأذنه منهم الشاعر الضرير "بشار بن برد"الذي يقول :
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين احيانا

 

جربت ساعات العالم كلها ..لكن لم اجد اجمل من تلك الساعة التي كانت ترسمها لي امي بأسنانها على معصمي.