قراءة تدبر وتطور

7 ردود [اخر رد]
صورة  Shirzad's
User offline. Last seen 12 سنة 8 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 12/08/2006

** قراءة تدبر وتطور **

القراءة : هي عملية تنمية , تنمية للعقل , تنمية للروح , تنمية للرؤى, تنمية للفكر والأفكار , تنمية للفهم والمفاهيم , تنمية للذات . إذا لم تشعر بنمو أو رقي مع كل مقروء قيم تقرأه فيستنتج بوجود قصور وخلل ؟!
ولن يحصل النمو والرقي إلا إذا كان القارئ إيجابياً ...
وإن من صفات القارئ الإيجابي : امتلاك المرونة الذهنية لدمج المكتسبات التي يحصل عليها من خلال القراءة , والتفكير والتحليل لما قرأه , والتأمل والتدبر فيما تناوله مجدداً , حيث أرى من الضروري أن يجلس كل منا ساعة تدبر وتفكر بعد كل ساعة قراءة واطلاع وذلك شيء نسبي بحسب تقدير القارئ نفسه .
كم رأينا أناساً يقرؤون ويطالعون , ولكن تكاد تنعدم -أو تنعدم - فيهم أثر لكل تغير إيجابي أو تطور فكري أو تطور في رؤيتهم للمفاهيم أو تطور في أخلاقياتهم وتربيتهم ؟! وهذا يعود بنا إلى سبب القراءة المجردة من التفكير .
إن ما نقرأه يصبح ملك لنا حينما نفكر به ونتمعن فيه النظر , ومن ثم نأخذه لندخله ضمن برمجيتنا العصبية , ثم تدخل ضمن رؤانا المستقلة . وكثيراً ما تتولد من هذه العملية - عملية وقوفنا عند الأفكار – أفكار جديدة .
أقول لقد قرأت هذه الفكرة الجميلة , هذه المعلومة الجديدة , وحري بنا هنا أن نسأل أنفسنا : بناءاً على ذلك ما الذي يجب أن يتغير في شخصيتي ؟ في نظرياتي ؟

والآن أسقط شيئاً من هذا الكلام على أمر مشاهد في واقع المسلمين اليوم ..
يقول تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )
وفي آية أخرى : ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )
كما نلاحظ أن الله تكفل بحفظ كتابه القرآن الكريم في الآية الأولى , وفي الثانية يطلب منا تدبره , لكن ما الذي يفعله المسلمون ؟!!
إنهم يصرفون معظم جهودهم في حفظ القرآن الكريم الذي تكفل الله بحفظه , ولا يصرفون إلا النادر من جهودهم في التدبر الذي طالبنا به ربنا جل وعلا !!
لا أشك أبداً بأهمية حفظ القرآن , نعم فنحن نتعبد بتلاوته وحفظه فهو كتاب تعبد , ولكن عبادتنا لن تكتمل وستبقى مهزوزة ناقصة ضعيفة إلا إذا تحول إلى كتاب يتدبر فيه , يلجئ إليه , فيقود الحياة , ينظم الحياة , يجدد ويغير في الحياة , وهذه هي الغاية الأساسية من نزول القرآن , فهو دواء واقع وليس بنود نظرية جامدة .
لذا يجب أن يقرأ كل مقروء بتدبر لكي يتحقق التطور ...

~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~

لنحب كل الناس.. لنحب من يتفقون معنا لنتعاون معهم ، ونحب من يختلفون معنا لنتحاور معهم

User offline. Last seen 11 سنة 16 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 24/08/2007

فعلا الذي يقرأ لا بد أن يفكر فيما قرأه ويتامل فيه جيدا لكي ينال النتائج المرضية لبناء شخصيته وتطويرها .....
فما فائدة قراتنا اذا لم تحقق التطور على الصعيد العقلي والفكري والروحي ... واعجبني ما استشهد به من واقع المسلمين .....
افادني كثيرا افكار الموضوع ...
شكرا اخي شيرزاد العزيز

مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

إن الشيئ المرجو من القراءة هو اكتساب القيم والمفاهيم والوصول إلى الحقائق ولن يتأتى ذلك أو نجني ثمارها إلا بقراءة مصحوبة بالتفكير والتدبر .. وقد سئل صحابة رسول الله عن سر تفانيهم في سبيل الدين لهذه الدرجة فأجابوا بأنه ما كانت تنزل آية إلا وقاموا بحفظها والتدبر في معانيها وأحكامها وتطبيقها على أنفسهم حتى تغدو لهم سلوكا وواقعا يعيشونه والله يقول ( أفلا يتدبرون القرآن ) في إشارة واضحة إلى النزوع عن القراءة السطحية إلى الفهم والتدبر ... وأخيرا كل الشكر أخي وحبيبي الغالي شيرزاد على الموضوع

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع

صورة  Shirzad's
User offline. Last seen 12 سنة 8 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 12/08/2006

أحسنتم اولشير, عماديوسف, والشكر الجزيل لكما ..

فلا بد لكل عمل نبيل أن يولد ثماره المفيدة واللازمة , لا بد لكل عبادة أن تولد ثمارها المفيدة واللازمة , لابد من كل قراءة أن تولد ثمارها المفيدة واللازمة ...
ومن هذا المنطلق نرى من قال في الأثر : ( تفكر ساعة خير من قيام ليلة ) ... ( تفكر ساعة خير من ألف عبادة ) , فأي عمل نبيل لا نجني منه الثمار العملية اللازمة , يكون مجرد طلقات فارغة في الهواء .. لا تسمن ولا تغني من جوع ؟! فنبل هذا العمل كان لأنه يؤدي إلى الخير إلى التقدم والتطور ...

~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~

لنحب كل الناس.. لنحب من يتفقون معنا لنتعاون معهم ، ونحب من يختلفون معنا لنتحاور معهم

User offline. Last seen 13 سنة 30 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 16/07/2006

اضم صوتي إلى أصواتكم ...
فالقراءة الجادة تحتاج بعدها إلى هضم (تشرب ببسي ) :wink:
أن ننظر إلى الأمر المقروؤ بزوايا مسدسية ونقلب المسائل رأساً على عقب وبأعين جديدة , ناقدة , تحسن من الأمور وتأتينا بكل جديد ...
أعتقد أن المهم في القرآءة هي مايلي :
كيف تقرأ ؟ وماذا تقرأ ؟ ولماذا تقرأ ؟ ....
فعندها ستعرف ماذا تريد من نفسك ومن الكتاب ...
ولن تخرج بخفي حنين ... أو تخرج بترف فكري تحمله عبئاً على رأسك .. وعلى الآخرين ...
فالواقع أولاً في إرتباطه وتأثره بموضوع قرائتك , أولى فأولى , ثم أولى فأولى ...
شكراً شيرزاد ...أطربتنا ..

صورة  Shirzad's
User offline. Last seen 12 سنة 8 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 12/08/2006

تطرقت للموضع بشكل منطقي جميل .. ملاحظاتك وإضافاتك جديرة بالاهتمام أخي باتيار

وبالفعل لا بد من تساؤلات بناءة من قبل القارئ والانتباه لبعض القواعد التي عليه التزامها ..
فالكتب التي تستحق قراءة عميقة قليلة هي .. التي كلما تعمقت فيها كلما تشعر أنك تكبر معها .. تشعر بمزيد من الوعي والفهم والرقي .. بمزيد من التفتح الذهني ....يتجلى ذلك في كتاب الله , بعض الكتب التي نالت جهداً كبيراً من مؤلفيها المتمكنين, بعض الروايات.
أيضاً لا بد التنبه إلى اللغة .. فكثيراً ما يتحدث الإنسان وأنت تعرف كل مفرداته ومع ذلك لا تفهم مراد كلامه .! لذا كفاءة اللفظ أقل من الكفاءة التي يحتاجه وضوح المعنى ..
وعلى القارئ أن يهيئ آلية الفهم المناسبة لما يقرأ لأن الموضوع الذي نكتب فيه يفرض نوعية اللغة التي نكتب فيها . فعلى القارئ مثلاً أن يأخذ المسائل بحرفية عندما يقرأ في موضوع دقيق . أما عندما يقرأ في مجال أدبي أو حضاري فإنه لا يُستخدم لغة دقيقة .. بل يستدم لغة يكثر فيه المجاز .. لغة فيه الروح .
أما بالنسبة للسيطرة على الكتاب.. فلنتيقن أن سوء الفهم يعلب دوره وليس بغريب تواجده .. الشخص يقرأ عبر مفاهيم لديه .. يعتمد على خلفية خاصة من الرؤى والصور .. فربما يغيب التأكد التام من استيعاب قصد الكاتب , لكن للتقرب من التأكد من الاستيعاب وسيطرتنا على الكتاب علينا أن نأتي بالملاحظات والأمثلة على الأمور التي تناولها الكاتب وتلخيص ما قرأناه في عبارات ..

~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~

لنحب كل الناس.. لنحب من يتفقون معنا لنتعاون معهم ، ونحب من يختلفون معنا لنتحاور معهم

User offline. Last seen 7 سنة 31 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/07/2007

تحية لشيرزاد العزيز ..

بمثل هذه الموضوعات الفكرية يتألق المنتدى ويتطور ..

القراءة بتدبر .. هي القراءة التي ترسخ المفاهيم في العقل ليستفيد منها في الحياة:
1 - في التطبيق والتنفيذ وترجمة التصورات إلى واقع ملموس.
2 - في أخذ العبر والدروس من الماضي ومن أخبار الأمم وقصصهم لتصبح منارات على الطريق في المستقبل.
3 - في معرفة السنن الكونية ومعرفة الخطوط البيانية لحال الأمم والشعوب.
4 - في تربية الأجيال من الأبناء والبنات والطلاب والطالبات.
5 - في كشف أسرار هذا الكون والاستفادة منها في سعادة الإنسان وراحته.
وغيرها من مجالات الحياة المهمة..

بالنسبة لكتاب الله تعالى.. فهو كتاب هداية ودستور للناس لا بد من تدبره وتطبيق ما فيه حتى تتحقق الغاية من نزوله.. إضافة إلى أن الله تعالى تفضل على من يقرؤونه بالأجر والثواب..

وتقبلوا تحياتي..

صورة  Shirzad's
User offline. Last seen 12 سنة 8 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 12/08/2006

أهلاً بالعزيز سوار ..

نعم بالتدبر ثم بالتدبر .. حتى أنه قال أحدهم : إنني لا أفرق كثيراً بين الأمي وبين ذلك الإنسان القادر على القراءة والكتابة لكنه لا يقرأ ويكتب !! .... المهم النتائج , المهم المحصلة المولدة المفيدة , المهم ملاحظة الأثر ...

نقول فلان يجيد لعبة كرة القدم .. لكن لم نراه منذ سنوات يلعب مباراة .. فما قيمة هذه الرياضة لإنسان يعرفها لكنه لا يمارسها ..! فعمليا هو والذي لا يعرف لعب الكرة يكونان في مرتبة واحدة .. فكلاهما لا يساهم في الملعب ..

~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~

لنحب كل الناس.. لنحب من يتفقون معنا لنتعاون معهم ، ونحب من يختلفون معنا لنتحاور معهم