الكتابة الاحترافية بين السهولة والصعوبة
Mon, 08/12/2008 - 08:20
الكتابة الاحترافية بين السهولة والصعوبة
الحقيقة هذا الموضوع ليس من السهل تناوله ...وساحاول مقاربته ويبقى النقاش وتدافع الافكار كفيلا باتمامه ....
عندما قال الرسول الكريم كلموا الناس على قدر عقولهم ..كان يقصد (ربما) ان العقول قد تكون بسيطة يجب تبسيط الامور لها وقد تكون كبيرة لابد من محاولة تركيز المعاني وشحن الالفاظ لها ..ورب سامع اوعى من مبلغ ...
عندما نحاول ان نسوق سلعة او منتج ..فالتبسيط مهم جدا لكي يفهم الناس ماهية السلعة وكيفية الاستفادة منها ...
اما عند تسويق الافكار (ولا احب كلمة تسويق ) لاقل عند طرح الافكار ...فالامر مختلف ..بحسب هدفك من الكتابة والشريحة التي تخاطبها
اظن ان مربط الفرس او معقل الجمل هو في استخدام الفاظ سهلة وقصص معروفة وامثال مضروبة ومحاولة اعادة ترتيب هذه الامور بطريقة احترافية بحيث يفهمها السامع ..وبنفس الوقت تنشحن الالفاظ بمعاني يضيف اليها القارئ نفسه ...فيكون مشتركا في الكتابة من خلال قرائته للكلمات المشحونة والقابلة للشحن بالمعاني ...
ان براعة الكاتب تكمن في ان يجعل القارئ يقرا برهة ويفكر ساعات او ايام فيما قرا ليقرئ من كتاب الواقع والتجارب ويضيف الى ما كتب كتابات لها نكهة القارئ نفسه ...
اما الكتابة المباشرة فقد تعطي القارء الامور محسومة ولا تترك له فرصة الاضافة ....على مبدئ القصص مفتوحة النهاية او الدوائر المتسعة ...
احيانا الكتابة تاخذك خطوة الى الامام من خلال ايحائية الكلمة ..وجاذبية الفكرة فتدرب العقل على الاجتهاد والجهد ومن ثم ينعكس ذلك ايجابيا على طريقة تفكيره في امور اخرى
كثيرة هي الافكار تبقى معلقة في ذهني لتاتي فكرة محورية تجمع شتاتها في نسق او رتل واحد ...
ولكن قد يختبئ الكاتب وراء الكلمات والمصطلحات الصعبة ..ليخفي غموضه ضعف فهمه ...ويشعر الاخر بعقدة الاخصاء الفكري نحوه ومن ثم يخاف من الاستفهام عما لم يفهم
اما عن الكتابة الادبية فهي تخاطب العاطفة ومن رام منها فكرا فقد اورد الابل الى غير موردها وكان كمن قاس الحرارة بميزان الذهب ...والعاطفة كالفكر تحتاج الى زاد ومران وتدريب ...ومن ثم يكون التزاوج بين العاطفة المعقلنة والفكر العاطفي ...
وهناك كتبات هدفها تنمية الخيال وقد يسخر البعض منها ..ويحاول ان يعلم اولاده منذ الصغر كتب الكبار ...الا ان احلام سندباد في التعلق بحلق مارده السحري وروية سحرته الناس من خلال الكرة السحرية ...اصبح حقيقة بل ذهب الانسان ابعد منها ..ولا يتخيل الانسان شيئا ليس له واقع بشكل من الاشكال ...
اما عن مسالة الحاق الالقاب بالاشخاص العظماء عند الكتابة ..فكلما كبر الشخص في قلبك صغرت الالقاب وتساقطت وصار يستمد عظمته من اسمه واللقب يتشرف به وليس العكس
فابو بكر يقول عند موت الرسول من كان يعبد محمدا (هكذا محمدا دون القاب ) ونحن نعلم معزة محمد عليه الصلاة والسلام عند ابو بكر ...ونحن نقول ابو بكر وعمر وعلي ..وابوقراط وغاندي ومارتن لوثر وعمر بن عبد العزيز ...هكذا دون القاب لان اعمالهم ذهب ابعد بكثير من الالقاب ...بينما نقول فخامة الملك الفلاني ..وجلالة الرئيس العلاني ..وهذه الفخامة والجلالة تقف عند حافة القبر وتذهب معهم الى مزبلة التاريخ ...ان الصلاة والسلام على الرسل والترضي على الصحابة هو نوع من الطلب والدعاء من الله والدعاء علاقة بين العبد وربه وليس من الضرورة ان يكون مكتوبا ولكن يكفي ان يقوله الشخص عند ذكر الرسل او الرجال الصالحين...
اما عن اللغة فتختلف قوتها ومكانتها بحسب العصر وانت تختار منها ما يوصل الفكرة ويحرك مشاعر الناس مع الاهتمام بالفصحى
واتذكر استغراب اصدقائي لذكرالرسول في صحيح البخاري احدى الكلمات التي نستحي من ذكرها الان..فقلت له قد تكون هذه الكلمة قليلة الاستخدام وقتها وكلمة النكاح كانت اكثر مباشرة ...
واما عن تخريج الاحاديث والايات ...فاتذكر خطبا لماموم الحموش الله يذكروا بالخير تعج بالعنعنات (عن فلان وعن فلان) بحيث اذا (شفّيت)الخطبية بتطلع شي 10 دقائق
وانا لا افعل ذلك رحمة بالقارئ ويمكن للمهتم ان يبحث وقد اصبح الامر ميسرا مع التكنلوجيا
هذا ما لدي والله العالم
خورشيد كالغري
السبت, 13/12/2008 - 07:59
#2
شكرا اخي على التعليق المهم ..الحقيقة انا تكلمت بلسان القارئ ...اي ماذا اريد من الكاتب عندما اقرا ...اما الكاتب فعليه ان يغير نفسه لتكون الكتابة العفوية ثمرة للتغير والزخم الفكري والعاطفي الذي كونه ...ليخرج من جحيم الاحتراف والامتهان وصناعة الكتابة واللهاث وراء رغبة الجمهور ويبقى في جنة الهواية العفوية والصدق ,,,
الأحد, 14/12/2008 - 01:52
#3
khorsheed76 wrote:
ويبقى في جنة الهواية العفوية والصدق ,,,
تماما وقد يكون هذا هو سر نجاح الكاتب .....
.
.
.
شكرا اخي خورشيد :
من المعلوم ان الكتابة لايمكن اعتبارها حرفة أو مهنة , فمثلا هناك مهندسون واطباء وحقوقيون وغيرهم الكثير يكتبون وينشرون , وبذلك قد لايتطلب الأمر تلك الحرفية المطلوبة بقدر ماتتطلب قوة الفكرة خاصة اذا كان الأمر يتعلق بفنون كتابية مثل المقالة أو النقد أو التحليل .
فالكتابة تحتاج الى عنصرين اساسين وهما الموهبة والتي تشكل المضمون والثقافة التي تؤطر تلك الموهبة وتجملها وتعطيها شكلها النهائي , و أي شخص لايتحلى بهاذين المقومين لابد وان الفشل سيكون مصيره .
وهناك نقطة أخرى في غاية الأهمية وهي ان الناحية التعليمية تؤثر بشكل واضح على اسلوب الكاتب فمثلا نزار قباني كان خريجا لكلية الحقوق والدراسة هناك كما هو معروف تعتمد على بساطة طرح الأفكار من دساتير وقوانين ومواد وهذا ما أثر على اسلوب كتابة نزار فقصائده أغلبها تتصف بالبساطة ولكنها غامرة بالأحاسيس والمعاني .
أما سليم بركات فقد كان طالبا للادب العربي وهذا ما اكسبه كما من المفردات الجزلة والجمل المركبة وهذا ما ألقى بظلاله الوارفة على نمطه الكتابي الذي تحول الأن الى مدرسة حيث يصعب كثيرا على القارئ العادي الولوج الى معانيه وافكاره وغاياته الأدبية .
وانا لا ارى بان الكاتب يختبئ خلف كتاباته الصعبة او المعقدة ليخفي غموضه فان كانت غايته الاختباء خلف مايكتب فلما يقدم على الكتابة من الأصل لان اول قارئ للكاتب هو الكاتب نفسه , ويحضرني هنا احدى الندوات التي كنا نقيمها ايام الجامعة حيث كانت الندوة انذاك عن السينما والمؤثرات البصرية حيث قام أحدهم وقال بأن المخرجين الذين يقومون بتصوير اقلاهم ليلا انما يقومون بذلك من اجل اخفاء اخطائهم وعثراتهم وجاوبته بان لو كان ذلك صحيحا لما حصل أي من تلك الأفلام على جوائز وهذا ما لانلاحظه في اغلب المهرجانات والمسابقات السينمائية , وان كان المخرج غير واثق من نفسه لما سيقدم على اخراج فيلم بالاساس .
اما عن مسألة الخيال , فالأمر متوقف هنا أيضا على نوعية الفن الأدبي , فاذا كان شعرا او رواية او قصة او مسرحا فالامر يحتاج حتما الى خيال وفنتازيا , اما اذا كان الفن مقالا او نقدا فالخيال هنا سيكون دخبلا بالتاكيد .
والالقاب اتفق معك تماما , ولكنها بالنهاية تبقى حرية شخصية تخص الكاتب فلا يستطيع احد ان يمنعه من مدح شخص ما قد يكون قدوة له وقد يكون واجبا عليه تلقيبه - كما يراه هو في نفسه طبعا -
طبعا اخ خورشيد يمكن الموضوع ما اخد حقو من المناقشة لهلا لانو انت نزلتو بوقت مو كتير مناسب , وانا كمان هلا عم اكتب بالساعة 2 بعد بعد نص الليل الا انو موضوعك بيستحق الوقوف اكتر عندو والنا عودة تانية الو انشالله
صحيح اخ خورشيد بتمنى تكتب مواضيعك بخط اكبر لانو صراحة عم نتعذب شوي بالقراءة بهالخط الصغير
ودمت بسعادة
.
.
.
.