الإنسان المعياري في خدمة الإنسان

رد واحد [اخر رد]
User offline. Last seen 12 سنة 47 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 25/04/2007

بيمال


تمر بالإنسان أحياناً لحظات يستعيد فيها ما جرى معه, ويخضع فيها نفسه لأسئلة واستفسارات عدة, و قد يختلف الأشخاص فيما بينهم في درجة لوم النفس,أو اعتبار أنفسهم المسؤولين عما جرى معهم...
من منا لا يريد أن يكون معيارياً في كل الأمور ,كل أمور الحياة دون استثناء ,لكن لماذا نفشل في أن نكون معياريين؟ أو ماذا نقصد بكلمة معياري؟ .
حسناً , في كتب الرياضيات , وخلال السنوات الانتقالية , كانت كل فكرة ترفق بمثال توضيحي, يقوم مؤلّفو الكتاب من خلاله بشرح فكرتهم,و بنفس الوقت يكون هذا المثال المحلول عوناً للطالب على حل أسئلة مشابهة...
و مع ذلك كانت غالبية الطلاب تفشل في حل أسئلة مشابهة, مع أنهم كانوا يفهمون المثال المحلول بشكل جيد..في هذه الحالة يكون هذا التمرين مثالاً معيارياً, يستعين بها الطالب للفهم, و حل أسئلة أخرى ...
و عند الإنسان يصبح لمعنى(المعيارية) معانٍ أوسع ,مع اتساع قدرات الإنسان و امكاناته, وهنا لا نقول بأن هذه الكلمة ترادف (المثالية) في معناها,كون الأخيرة لها مدلول فلسفي ..
و أقرب ما يكون لكلمة معياري, كلمة (عملي), الإنسان العملي..
و الآن لنعود إلى سؤالنا الأول.. لماذا نفشل في أن نكون معياريين؟؟
لماذا لا يستطيع البعض من الناس,المضي في طريق يرسمونه ؟؟
قد تجيبون بأن عليهم أن يكونوا مقتنعين بما يفعلونه,أو بما يخططون له ..
لكن سؤال آخر يطرح في هذه الحالة...من أين لهم بهذه القناعة الغائبة؟؟؟
يقولون و نسمع كثيراً بأن(القناعة كنز لا يفنى)..وهنا أشير إلى أن صفة (لا يفنى) جاءت لوصف الكنز, وتشبيه القناعة بهذا الكنز الذي لا يفنى إنما هو جاء لمن يمتلك لهذه القناعة بالأصل, لأن القناعة قد تفنى عند البعض..و بذلك نستطيع و بكل هدوء القول(القناعة كنز قد يفنى) وفي هذه الحالة نشير إلى أن القناعة قد تفنى, دون الكنز..
القناعات عند الإنسان شيء مكتسب, يكتسبها الإنسان خلال حياته, وأقوى القناعات تلك التي تأتي مبكرة..وللثقة بالنفس دور مساعد و كبير في تقبل الحياة وفق قناعات معيّنة..
نعود لسؤالنا وهو التساؤل عن سبب الفشل ..و الإجابة هي أن نخطط لأعمالنا بشكل واضح , وسليم و علينا تحديد أهدافنا في الحياة..الجميع يتكلم هكذا ..لكن سؤال جديد يطرح...لماذا لا يفهم المقتنعون,اللامقتنعين؟..
و بينما نحن في انتظار الإجابة..نعرّف اللامقتنعين, وهم الذين يفشلون في أن يكونوا معياريين رغم المحاولة..
و لكي لا أكون من المعمّمين الذين يعمّمون تجربتهم , أشير إلى نقطة هامة
و هي الإنسان...هذا الإنسان الذي تتحقق إنسانيته عندما يكون في خدمة الإنسان ..لكن الملاحظ إن المسافر في الحياة , قد يتخلى شيئاً فشيئاً عن إنسانيته..وقد يدعها جانباً على أمل حملها مجدّداً في طريق العودة ,دون أن يعلم بأن من يفقد الإنسانية لا يلتقي معها مجدّداً...
إنساننا المعياري يمضي بشكل سليم..لكنه نسي نقطة في غاية الأهمية , وهي مسؤوليته عن تيه البعض من اللامقتنعين, و هنا لا أشير إلى أن هؤلاء سبب تيه هؤلاء, كما أنه غير مطلوب من المعياريين, إكساب الآخرين قناعات معينة, بل أشير إلى أن الإنسان يجب أن يكون في خدمة الإنسان..تصوروا معي الحياة في هذه الحالة..
لتكن غايتنا أن نكون معياريين حتى في إنسانيتنا...و أن لا تقتصر حياتنا على أن نكون عمليين في الأمور العملية فقط ,لأن كل شيء بات واضحاً في الحياة , لكن لا يستطيع الجميع الإقدام على هذه الخطوات الواضحة..
و هذا المستحيل ممكن في حالة واحدة فقط..وهي حالة كون الإنسان في خدمة الإنسان

صورة  dilo can's
User offline. Last seen 4 سنة 1 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 16/09/2006

كم يستحق هذا النص الوقوف أمامه طويلا ً طويلا ً

دعني أشكرك من صميم قلبي على هذا التخطيط السليم لسرد الكلمات
و استخراج المعاني من بين سطورها الخضراء .

لن أزيد حرفا ً عما قلته ......... فما كتبتَه واضح ٌ كالشمس ... و بقي علينا الإمتثال
و التطبيق .

سلاما ً

 

 

..................................****............................................

         كن ما شئت  ....  و لكن كن صادقاً .