لكل أمة شخصية تتميز بها عن غيرها من الأمم، وشخصيتها إنما تعبر عن هويتها الحضارية والتراثية. والأمم الأصيلة هي تلك التي تحافظ على مفاهيمها الحضارية وميولها العقائدية من الزوال والذوبان، وأما الأمم الهجينة فهي التي لا تملك ثوابت حضارية أو عقائدية، ويكون كل شيء في شخصيتها عرضة للتغيير والتبديل، وتكون حضارتها فيها قابلية للتزاوج والتداخل مع الحضارات الأخرى.
إلا أن الحضارات الرئيسية والتي تدعي أن لها شخصية منفتحة على غيرها تراعي دائماً حدوداً معينة لا تتجاوزها، وتحافظ على ما تعتبره ثوابت لديها فلا تتعداها لأنها تعتبرها خطوطاً حمراء يحظر تخطيها بأي وجه من الوجوه. ومن هنا كان لا بد من معرفة حدود تلك الحضارات وخطوط التمازج والتداخل فيها، لأن شخصية الأمة لا بد وأن يُراعى فيها سمات التميز والاستقلالية، وصفات التواصل والاستمرارية.
وحتى لا نُغرق في بحث الحضارات والشخصيات الحضارية بحثاً فكرياً نظرياً لا فائدة منه، دعونا نتناول الحضارة الكردية اليوم تناولاً سياسياً عملياً، نعالج فيه مسألتين مهمتين وهما تقبل الآخر والثابت والمتغير في حضارتنا.
لقد بدائنا ننتظر العون السياسي من الغرب وأمريكيا .هل نعتقد بان الدول الغربية ستحل لنا مشكلتنا وستجلب لنا حقوقنا المهدورة للأسف بعض الناس اعتقد ذلك ولا اعرف ان كان يعتقد ذلك إلى ألان .لان عندما اجتاحت أمريكيا العراق ذهبنا نردد ونسمي أمريكيا بابو أزاد وانه النصر القادم. وعلى ارض الواقع لم يفعل شيئا .اذا كل الدول الغربية تهتم بصالحها فقط ولا يهمها ان ماتت باقي الشعوب او حصلت على حضارتها.
.دعوني اقل لكم شيء هل تعلم ان بعض الاوربين يكرهوننا. اتعرف لماذا : يقولون صلاح الدين كردي وهو الذي اخرجنا من هذه الديار لولاه لكنا الان هونا . اذا دعونا نتكاتف لتحقيق هدفنا بعلمنا وثقافتنا وبايدينا وليس بالانتظار العون من غيرنا . امتنا راسخة منذ القدم والى الان ولم تندثر ولكننا لم نضع لانفسنا خطوطا حمراء كان علينا ان لا نتجاوزها لكن نحن جاوزنها :
اولا: اصبحنا نلفظ الكلمات العربية في احاديثنا بمقدار الربع تقريبا
ثانيا: موضوع الزواج بين الاكراد والجنسيات الاخرى وخاصة العرب. نعم اغلبية الاكراد مسلمون وديننا يقول لا فرق بين عربيا واعجميا الا بالتقوى ولكن انا ارى انها مشكلة كبرى لانك عندما تتزوج من العربية تكون قد شطبت القضية من قاموسك وكذالك اطفالك ولا تقل لي لا لان الاغلبية الكبرى نعم ونادرا ما تجد العكس.
حضارتنا لم تندثر ولكننا فرغنها من جوهرها جعلنها شعارات براقة فقط نصيح بها وللاسف الشديد .
لن أطيل الحديث عليكم ولكن انا بانتظار ردودكم الشافية لواقعنا الكردي .الواقع الذي نريد من الجميع الكرد ان ينهض به الى الافضل باذن الله
نشالله نرى بزوغ الفجر وشروق الشمس على ارضنا ووطننا الكردي ونشالله اذا لم نمت سنكمل حديثنا .