التخلف بين تعصب المتحجرين وأحلام اليافعين....
عندما كنت امشي في ربوع المدينة الجامعية..لمحت شاباً وسيماً يحمل عصى حديدية في يدهِ..هذه العصا كانت عيونه كونه فاقد البصر..وبالتالي فان هذا الشاب تعود على الانقياد وراء العصا مرغماً..وهنا راودني السؤال التالي..لماذا تعودنا على الانقياد وراء اناس يبعثرون مستقبلنا بجهلهم الواضح مع أننا نملك عيوناً ثاقبة وإرادة جامحة؟؟؟؟كالعادة جاء العيد..وقمنا بالطقوس الخاصة به ولا سيما..معانقة الأم والأب والأخوة والأحباب..وبعدها ذهبنا إلى بيوت أقربائنا من أبناء القرية(دائماً نقضي العيد في القرية)..والمحطة الأخيرة كانت غرفة الضيافة للمختار(عمي).. وهنا بدأ مشوارنا..حيث شهدت هذه الغرفة العديد من النقاشات التي تتعلق بمستقبل القرية..حيث مكث فيها أعضاء السلطة التشريعية (اليافعون).. بجانب السلطة التنفيذية الحاكمة (كبار السن من الختايرة)..ودار نقاش ٌ حار حول كيفية تطوير القرية بما يمكن فعله ..لكن كالعادة عندما وصلنا إلى صيغة تلك المشاريع وكيفية تنفيذها..انتفض الختايرة من سباتهم ليقولوا لا لكل شيء..وهذه ليست المرة الأولى التي يعارضون فيها كل ما يمكن أن يجدي نفعاً للقرية..حيث يذكر التاريخ العديد من المرات التي خطط للقرية شبابها من أجل تطويرها..إلا أن عقدة السيطرة تنبري كل مرةً على السطح من داخل شخصين بالتحديد من هؤلاء الختايرة..فعندما جاءت لجنة من الحكومة إلى القرية لكي يبنوا فيها مدرسة نموذجية..التقت هذه اللجنة ولسوء الحظ مع هذين العجوزين..فما كان منهم إلا أن عارضوا الفكرة.. متحججين بالأذى الذي يمكن أن يأتي للقرية من جراء قدوم أطفال القرى المجاورة وما سيعقبها من مشاجرات وخلافات بيننا وبينهم..هذا من جهة.. أما حجة العجوز الآخر فقد كانت في الأرض التي يمكن أن تعطى للمدرسة..ومن الذي سيتبرع بها..ولم يخطر ببال هذين العجوزين مقدار الفائدة التي يمكن أن تحصل عليها القرية من المدرسة من العلم بالدرجة الأولى..ومن الخدمات التي سترافق تأسيسها والتي ستكون الحكومة ملزمة بها من طرق معبدة وهواتف ثابتة وتمديد شبكة المياه..و..و..وكثيرةٌ هي المرات التي وقف فيها هذان العجوزان في وجه المشاريع التي يرسمها شباب القرية لتطويرها..من مد شبكة الهواتف الثابتة ..وتصريف المجاري ..شراء الابنة الفاخرة في المدينة..و..و..وبين إصرارهم على التخلف وتمسكنا بالتطور يكمن مصيرنا المجهول الذي يتلاعب به قلة من البشر العجز..أليس من الأفضل أن كنا عميان مثل ذلك الشاب الذي كان يتكئ على العصا في تعويض ما لا يُعوض(البصر)..أتوقع أن حالهُ كان أفضل من حالنا..لأنه على الأقل كان يملك عصا تقوده..أما نحن فلا نملك ما يمكن أن نستنير به في ظل فرض العتمة من قبل التيجان الذهبية!!!
إن مشكلة قريتنا هي مشكلة كل القرى..واجتماع مشاكل تلك القرى هي مشكلة الحلم الذي لن نصل إليه ما دام مثل أولئك الأشخاص موجودين.. هل تعلمون ما هو ذلك الحلم..انه موجود في كل أغنية لمحمد شيخو..وفي كل مرة يقوم بدور الختيارين أشخاص جدد يقومون بالتلاعب بمصيرنا مقابل ربط الأفواه بخيط من الكذب ومزايا الانجازات المزيفة وجرار الانشقاقات التي تحمل في كل مرة بروز ملوك جدد على هؤلاء الموتى الأحياء.. لن أضع النقاط على الحروف.. لأن كلماتي لا تحتاج إلى نقاط..
وكذلك لأن الوردة لا تنبت في ارض قاسية لا تسمح إلا للحجارة بالبزوغ والتعبير عن الأحقاد الدفينة في نفوس أعلية القوم..
ليس لنا مكان وأصدقاء إلا الأعالي(؟؟) حيث لا وجود للختايرة من ملتنا ومن غيرها (المضمون ذاته لكن تتغير الأشكال).. حيث نأكل مع اللواحم.. وندرأ عن جلودنا صقيع الشتاء بالمعاطف الثلجية.. نلملم قصاصات نارية من طيورهم الآلية مكتوب عليها {لا نريدك إلا ميتاً}..فحتى الرواسي لا تليق بنا في نظرهم!!! أصدقائي الذين أعقد عليهم الأمل(جمهور kulilk)..
يا أهلي بكل فخر.. لقدا ثبت التاريخ انه ليس لنا مأوى إلا تلك الأماكن التي
لا يسكن فيها أحد..لذلك أستطيع أن أقول لكم أنها مكاننا الوحيد..ولكي نجد مكاناً غيره..علينا أن نقتل هذين الختيارين..وكل من يتمثل بهم من؟؟ والى أن نقتلهم سيكون التخلف هو الحاكم الأوحد لكل قرانا..وبالتالي ل؟؟؟؟؟
Agiri في 19/12/2007 [/][/]