هل انتهى عصر الكتاب..؟
قبل كل شيء أيها الأعضاء الأعزاء أعيد التعريف بصديق قد هجره الشباب إنه يتكلم من دون
فم ,و أذا تكلم أفصح وكان بليغاً , وإذا طلبت منه حاجة لم يبخل , يحمل في طياته الماضي
و الحاضر و المستقبل , واذا تكلم كان الأصدق ولا يتكلم إلا اذا طلب من ناطق ينطق عن
الموتى , ويترجم عن الأحياء وهو المؤنس الذي لا ينام إلا بنومكم , ولا ينطق إلا بما تهوون
.. أمين للسر أكثر من صاحب السر ،أنه خير صديق وأفضل معلم ألا وهو الكتاب ..
رسول العلم والمعرفة فقد قال عنه شاعرنا العربي الكبير
أعز مكان في الدنيا سرج سابح وخير جليس في الأنام كتاب
ولكن الكتاب يمر في أزمة .. ويقاسي من تيارات معادية .. ويتألب عليه الخصوم من إذاعة
وتلفزيون .. الخ . كل هذه الأشياء هي خصوم للكتاب وعدو لدود له , تسلبه جماهيره وتبعد
عنه عشاقه والمتعلقين به إلا أن ثمة مؤشرات تشير الى أحتمال انتهاء عصر الكتاب بعد فترة
وجيزة من الزمن , حيث أفاد أحد أصحاب دور النشر أنه يتوقع ان تتوقف دور النشر عن
العمل بعد عامين إذ لن يكون هناك كتاب يباع , لأنه منذ أن أفتتح داره منذ سنوات قليلة
وهو في حال من الخسارة المتزايدة فلا أحد يشتري ..و..و.. ذلكم حال الكتاب !
هل الأمر يتعلق بتلك النسبة العالية للأمية في الأرض وتصل الى القيود حتى الجمركية المفروضة
وخاصة في الوطن العربي ولا سيما أن أكثر قراء الكتب في الوطن العربي هم الشباب والموظفين
و المثقفين بغض النظر عن العروق و الجنسية (عربي ,كردي ,تركماني.....) وايضاً أن أكثرهم
من أصحاب الدخول المنخفضة و التي تفرض عليهم أجراء المقارنة و أختيار الأولويات في
الأقتناء وتصل هذه المقارنة الى حد المقارنة بين الرغيف و الكتاب ! .
أيها الأعضاء الأعزاء .. هل يجوز لنا الأعلان عن الثقافة عبر التلفاز ؟ .. كما نرى في دعايات
للكازوز و البطاطا و مساحيق الغسيل .. ومن ثم نتساءل :بعد الكتاب ماذا سيحل بنا ؟ بل كيف
سيكون المستقبل الأدبي بعد انتهائه بمفهومه ووجوده التقليديين عند الناس ؟
وماذا ننتظر من المنظرين العرب من مؤلفين و ناشرين وموزعين . لتقديم حلول مستقبلية تجاه
الكتاب الذي يلفظ أنفاسه , نتيجة الخطر الذي يتعرض له , والذي كان سمير الملوك وأنيس العظماء
ورفيق الحكماء ... وبات اليوم ضحية هؤلاء الخصوم و الأعداء ... وأنا واثق بأنهم أليه راجعون
ولجواهره ولآلئه محتضنون مهما أعترضوا وأنصرفوا عنه واستهان بعضهم بأمره ..
وهذا قول الحسن اللؤلؤي : (لقد مرت أربعون سنة ما قمة ولا نمت إلا والكتاب على صدري )
.. وقد كان الكتاب يلازمهم حتى في أسفارهم وهناك الكثير من عشاق الكتاب آنذاك ..
وثمة تساؤل :
ما حال الكتاب اليوم ؟!!وهل انتهى عصر الكتاب؟!