الكورد أمة واحدة يا أردوغان

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 13 سنة 28 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 21/01/2006

سيتعجب "أبو الأتراك" مصطفى كمال وأولاده وأحفاده مما يسجله التاريخ اليوم لحظة بلحظة... فها هم الأرمن الذين كان من المفروض أن لاتقوم لهم قيامة بعد كل تلك المذابح الجماعية التي ارتكبها الطورانيون، يعودون إلى مسرح السياسة العالمية ويطالبون بأن تحاكم "الجمهورية الكمالية" على تلك الجرائم البشعة، ويشد أزرهم العالم المتحضر كله... وهاهم الكورد الذين رفع الترك بعد قضاء الجمهورية الأتاتوركية على ثورة آكرى عام 1927 التحررية راية رمزية على أعلى جبل في وطنهم كوردستان، كتب عليها "هكذا ندفن هنا حلم كوردستان"، يلوحون من جديد بعلمهم الأحمر والأبيض والأخضر الذي تتوسطه الشمس، على ذرى الجبال ومآذن المساجد، ودوائر الحكومة وعلى الحوانيت والمدارس والثكنات، بل إنهم يتحدون االجيش الجرار للطورانيين الذي حشدت أنقره منه حتى اليوم أكثر من 100.000 وزودتهم بالطائرات والمدافع وراجمات الصواريخ بهدف اخراج 3000 مقاتل من الكورد، يعتبرونهم سبب عدم استقرار تركيا وانهياراقتصادها وتعرضها لأزمة سياسية بعد أخرى... نعم إن الطورانيين يسوقون مئات الألوف دفعة واحدة لأنهم خائفون ومرتعدون، مع انهم أكبر ثاني قوة مسلحة في أعظم حلف عسكري عالمي هو حلف الناتو... وممن يخافون؟ طبعا من الكورد، إذ لايعقل ان يخافوا من القوات الأمريكية المنشغلة بحربها على الإرهاب في وسط وجنوب العراق، وليس في كوردستان... ولماذا يخافون الكورد؟ لأنهم يعلمون أن الكوردي يقاتل من أجل قضية عادلة بينما يقاتل التركي على أرض هي غير أرضه، وهو المعتدي على غيره... وإنهم يرتعدون لرؤية جبال الكورد الشاهقة لأنهم يقرؤون التاريخ ويعلمون جيدا ماذا فعل الكورد بالمعتدين قبلهم، منذ زمن اكسينوفون الاغريقي الذي عبر المنطقة بعشرة آلاف مرتزق يوناني وعانى على أيدي المقاومين الكاردوخيين "الكورد" ما سجله هو بنفسه للتاريخ...
االبرلمان التركي يقبل بان تقوم الحكومة بغزو عسكري خارج الحدود التركية، في اقليم كوردستان بأغلبية أصوات منتسبيه من سائر القوى والأحزاب والاتجاهات، ماعدا فئة كردية قليلة من نوابه، والشارع التركي المعروف بميله الشديد صوب الأفكار العدوانية الطورانية المكتسبة أبا عن جد، منذ أن خرجت جحافل الترك من صحارى آسيا باتجاه الغرب بهدف الغزو والنهب والتدمير، قد أيد برلمانه وشرع في القيام بمظاهرات مصحوبة باعتداءات شرسة على المواطنين الكورد في العديد من المدن التركية، وسط أجواء مشحونة بالكراهية والعنصرية والنزعة العدوانية التي يؤججها الإعلام التركي الرخيص ، منذ أن وجد هذا الإعلام وإلى اليوم، ويزيد السياسيون نار العنصرية والقومية السائدة اتقادا بسكبهم الزيت عليها ، من خلال تصريحاتهم الشديدة التطرف والانكار والازدراء تجاه الكورد، مما يجدر بنا المطالبة بمحاسبتهم دوليا على شحنهم وتأليبهم الشارع التركي على الشعب الكوردي بغية تحقيق مكاسب حزبية قذرة... ولكل فعل رد فعل كما تقول الحكمة العلمية... فهاهم الكورد يظهرون أمام العالم لأول مرة في تاريخهم متحدين ومتراصين كأسنان المشط، لاتفرق بينهم الحدود ولا الاتجاهات الفكرية والسياسية، ولا الأديان والمذاهب والطوائف، من أقصى الشرق في كوردستان إلى أقصى غربها، وفي كل مكان من العالم تجد الكوردي متخذا ذات الموقف:" تعالوا لنحل خلافاتنا سلميا وعن طريق الحوار، وإلا فسنجعل من أرضنا مقبرة لجنودكم، وسنضربكم في عمق بلادكم، في مدنكم وقراكم ومصانعكم وموانئكم، حتى تضطروا في النهاية إلى الاعتراف بنا كأمة بين الأمم...". وستكون ضربة الكورد للاقتصاد التركي قاصمة حقا، فإنهم قد يمتنعون بعد اليوم عن شراء البضائع التركية، وسيطردون شركاتهم العاملة في جنوب كوردستان، وسيقومون بتخريب شامل وتدمير كامل لمصالح تركيا الحيوية أينما كانت، والعالم سيدعم الكورد في كفاحهم من أجل الحرية، لأنه كفاح عادل وقائم على أساس دفع الظلم ومقاومة العنصرية الطورانية الفاشية المتخلفة عن ركب الحضارة البشرية... أقول "فاشية" لأن هذه الحكومة التركية التي تعتبر نفسها وبلادها قلعة من قلاع الديموقراطية والحرية هي أبعد الحكومات والبلدان عن الحرية والديموقراطية، إذ أن حكومة أردوغان " الإٍسلامية!" التي تواجه أهم مشكلة في البلاد ترفض أن يكون في اللجنة الثلاثية الأمريكية والتركية والعراقية الخاصة بمشكلة الكورد وكوردستان أي مسؤول كوردي... ولأنها لاتزال مستمرة في رفض النداء الكوردي للسلام والحوار والتلاقي على أساس من الاحترام المتبادل...
وهنا يجدر بنا أن نسأل: أين هي قوى الحرية والديموقراطية والسلام و الاشتراكية و"الإٍسلام" الأخرى في المنطقة؟ ومع من تقف هذه الزعامات التي تريد جلب الحرية والديموقراطية للمنطقة، أو اعادة الشعوب إلى مسيرة التقدمية والشيوعية أو إلى "حظيرة الإسلام".... ؟ لماذا لانراها في الشارع تستنكر وتتظاهر ضد تلويح السيف التركي في وجه أمة تطالب بحقها القومي العادل على أرض وطنها؟... وهل قضية فلسطين وحدها مقدسة؟ أم أن قضايا كل الشعوب مقدسة لأنها قضية الحرية والعدالة؟...
أقول للسيد أردوغان بصراحة: "ليست هناك أمة تطالب بربع الحرية أو نصفها، أو ترفض الاستقلال، ولكن أمتنا الكوردية تقاد اليوم من قبل زعامات سياسية "واقعية"، ولاتسعى إلى الاصطدام بكم، بل على العكس من ذلك فإنها مستعدة لاحتضانكم كجيران وشركاء، كما ساعدتكم في انتزاع النصر في الانتخابات الأخيرة، من خلال تشجيع الناخب الكوردي على التصويت لكم ولحزبكم ، ولكن هجوم جيشكم على جنوب كوردستان، سيغير الكثير من المفاهيم، وفي هذا ضرر بالتأكيد، بل سيؤدي إلى مطالبة القيادات الكوردية بالاستقلال التام لكوردستان، وهذا نيؤدي إلى نهاية دولة أتاتورك الحالية، وستخسرون كل أصدقائكم وحلفائكم في العالم، وستعضون الأنامل بسبب تقزيم حجم بلادكم وتغيير خريطتها الحمراء... كما أقول للسيد رئيس الجمهورية السورية، الدكتور بشار الاسد، الذي بات البعض يشك في سلامته العقلية والنفسية، هذا الذي وقف مع تركيا ضد العراق في هذه الأزمة السياسية علنا وصراحة، كما وقف أباه مع ايران ضد العراق من قبل:" ضع أنت أيضا اوقيتك الصغيرة في كفة الميزان مع الرطل التركي الثقيل، فهذا لن ينفعك ولن ينفع بلادك... وإذا كان أباك يتمتع ببعض التأييد من الكورد فإنك قد خسرتهم تماما بسياستكم الضارة بتلك العلاقات...
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون..."

منقول من شبكة الاخبار الكردية....