الإرادة و الحرية - الظل و النور

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 16 سنة 27 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/10/2007

الإرادة والحرية -النور و الظل

الزيف يملا المكان , حيث أن المكان يعطي للزيف صفته.

أنت تقف ,ترى الأشياء,المحيط كله, الأبنية, الأشجار

المزروعة عشوائيا,الأتربة و الإهمال , ترى وأنت

على السطح مآذن وهوائيات وترى الناس يمشون في الشارع,

أحدهم يسلم على الآخر والثاني يبيع الخضرة , وبعض

العصافير تطير من شجرة إلى منحدر آخر بشغف, تشاهد

في الجانب الآخر السيارات , وتحول بنظرك إلى الجوانب

الأخرى من البلدة فترى أو تسمع صياحا وحركة عشوائية.

تبدأ بالصمت بعد معاينة هذا العالم الخارجي , وتتوقف

فتقرب نظرك إلى مقربة منك فتلمح أسفل منك رجليك

وتنظر إلى هذا الصرح الرباني وتنظر إلى يديك ,

تريد أن تتعرف إلى ماهيتها ودلالتها وتنظر بتمعن إلى السماء

لتلمح الغيمة التي تسرح في الجو لا مبالية بما يجري تحتها ,

لا تعرف إن هطلت هل يكون على بحر أم يابسة أم على أرض

مزروعة أم على أناس لا يفقهون .

تعود بانتباهك إلى نفسك ثانية , تحدق في ظلك , انه يبدو

غير حقيقي , انه يتحرك وفق حركتك ,انه يقلدك تماما

فلا يميل قيد شعرة دون إرادتك , تميل برأسك فيستجيب

الظل ويحرك رأسه في نفس الوقت تماما وكأنه يعرف تماما

متى ستحرك رأسك ,ترى بعد ذلك بنصف ساعة أن ظلك

قد مال قليلا مقدار بوصتين ولكنك لم تحرك ساكنا .

ترى ما الذي غير وجهتها؟ ظلك هو وجودك, حركتها هي

حركتك ,لكنها تحركت الآن من دون إرادتك و لقد مالت ,

أعرف بعدها أن الشمس قد انحرفت حسب خطها المعتاد

فجعل ظلي مائلا إلى ناحية ما . ولكن ظلي شيء غير مادي

فكيف تحرك

إن الشمس لها نظامها المعروف وهو مادي

ولكن ظلي غير مادي فكيف جعلت الشمس التي هي مادة قد

حركت الغير مادي وهو الظل ؟؟؟.... أحاول أن أفصل

نفسي عن الموضوع لكني لا أستطيع, هناك شيء يجذبني

إلى معرفة الغموض وراء هذا ..إذا كنت أحرك ظلي بحركتي,

و الشمس تحرك ظلي بميلها حسب نظامها , ولكن كيف

تحركت الشمس.

إذا كانت الشمس تحرك الأشياء بشعاعها وحركتها ,

فما هو الشيء الذي يمكن أن يجعلنا أن نحرك الأشياء

من غير أن تريد؟ كيف يمكن أن نكون نورا مثل الشمس

فنحرك الظلال من دون أن يحركها صاحبها .

السؤال هو :

كيف نكون نورا لكي نجعل الآخرين يتعرفون على أنفسهم

من خلال ظلهم. أن تجعل ظل شخص يتحرك من دون إرادته

هذا يعني أننا نريد أن نحرك الشيء الغير المادي فيه وهو ظله .

هل يمكن أن نقنعه أن يميل بجسده وبهذا أصبحنا مثل الشمس

من غير أن ندفعه . كيف يكون هذا , هل ندفعه؟ أم نغريه بشيء .

انه عندما نتحرك فإننا نريد فيتحرك ظلنا. إذاً:

هذه هي فكرة الإرادة . كيف نتحكم في إرادة الآخرين

إن الإرادة مثل الشمس فهي تشع و تميل وتلتف فيتحرك الظل

من دون أن نريد ذلك إذاً الإرادة هو الحل ,الإرادة هي القوة.

ولكننا نعي إرادتنا إلى حد ما , فهل يا ترى الشمس لها إرادة .

إذاً يمكننا أن نقول أن الإرادة التي نملكها هي النور .

فالإرادة تحتاج إلى حرية , إن الشمس حرة إذاً بهذا المعنى..

ولكن الإرادة تفوق الحرية إن جاز التعبير ولكن ....

ولكن أي إرادة يحرك هذا الجرم المشع ؟؟؟!! هل

التشابه بين الأجرام والأشياء والذوات يحدد ماهيتها الجوهرية ؟

إذا كان هذا فان كل شيء يتحرك بغير إرادته حتى نحن ,

لذلك ,لماذا نريد أصلا ؟ هل لأننا أحرار ؟ فإذا كنا أحرارا ,

هذا يعني أننا موجودون . هل يمكن أن نصف وجودنا أنه

الحرية ذاتها , لكننا لم نرد لأنفسنا الوجود لأننا لم نكن موجودون

بالأصل فنريد.

إذاً من هذا المنطلق علينا أن نرضخ لوجودنا

و لطبيعتنا أيا كانت هذه الطبيعة فوجودنا في حريتنا و حريتنا

تمليها الإرادة ..إذاً إننا نريد لأن حريتنا مرتبطة بوجودنا.

إذاً الإرادة أو المشيئة تطلب الوجود ليكون حرا.فالحرية متأصلة

في الوجود ذاته. الإرادة هو أصل الوجود.

أعود بنظري إلى المحيط الخارجي بعد الوجول في العالم الداخلي

و أخرج من حالة التأمل مع الظل والنور و الحركة و السكون

ألمح السيارات و الناس وذلك وذاك .

أدرك أنني جزء من الوجود الحر بذاته و أن الوجود

يمثلني وأنا كائنا من كنت أتقبل طبيعتي وأفهم ذاتي

في أي دائرة كنت .

إذاً الوجود يناديني لأني حر بحريتها كما أعي هذا

و أعترف . فا أنا أمثل الوجود.

باختصار أنا أريد . أنا حر أنا مسئول .

سلمان حسين -كوباني خـ 0999069173
rozbe-seyda75@hotmail.com