بين الفكر والعاطفة
كنت أتناقش مع احد أعضاء المجموعة حول بعض الأفكار... فإذا ببذرة تهيج في فكري وتمد جذورها لتأخذ من أفكار قديمة واراها التراب ثم تظهر فوق السطح لتنضم إلى عائلة أخواتها

منذ الصغر يحصل فصام بين أفكارنا وعواطفنا بين ما نحن عليه وما نقدمه من صورة للآخرين ..أهلونا يريدوننا كاملين منذ البداية لأنهم لا يتحملون فكرة ضياع مشاريعهم فنحن جزء منها و(شيء) يجب أن نحقق ما لم يستطع هو ....
الأفكار تنمو والخارج ينمق والأرشيف يرتب والمشاعر تنمو في طريق اخر في اقبية سوداء وفي ظلمات بعضها فوق بعض ...
كيف سنعيد الوفاق إليهما ...لا تفكر عندما تكتب واكتب حالما تأتي الفكرة لتكون بقية المشاعر متعلقة بها فينموان مع بعضهما ومع الزمن يحدث الوفاق بينهما
حتى إذا ما أتتك فكرة تقض المشاعر مضجعك طلبا في الولادة معا.. فتكتبها أو تنقلها
ومهما طال الزمن إذا عدت إلى الفكرة التي كتبتها محملة بمشاعرها ستجدها ندية حية تنقل لك من حياتها إلا أن تكون قد صرت جسدا ميتا....
يحضرني مقطع من فلم الكرتون (حياة حشرة) ..عندما جاءت الأميرة الصغيرة إلى فلك وهو في طريقه إلى المدينة مرسلا من قرية النمل تخلصا من مشاكله وتفكيره المبدع وهو يظن انه مبعوث ليجلب النجدة لهم
كانت الأميرة الصغيرة الوحيدة المومنة (بفلك) فلحقته واشتكت له
أنا أميرة صغيرة وليس لي أجنحة
أنت مثل البذرة وأصبح يبحث عن بذرة فلم يجد إلا حجرا فقال تصوري أن هذه بذرة ..إنها لا تحتاج إلا إلى شمس وتربة وهواء وماء ووقت ثم تتحول إلى شجرة
ولكن هذا حجر
اعرف هل تظنيني غبي لقد قضيت نصف عمري بين الصخور!!!
مرت الأيام ونسي (فلك ) الحادثة
وعندما فشل مخططه في إنقاذ البلدة واكتشف حقيقة لاعبي السيرك الذين أحضرهم على أساس أنهم حشرات محاربين
خرج من القرية منبوذا يائسا
وهجم الجراد على البلدة وسمعت الأميرة الصغيرة تآمر(هبار) كبيرهم على قتل الملكة الأم فرت من القرية إلى فلك وحكت جناحيها وطارت إليه ولكنه كان يائسا
حاولت دون جدوى
فكرت قليلا ثم طارت وأحضرت حجرا وقالت تصور أن هذه بذرة
هنا أشرق وجهه عندما رأى الأميرة وهي تطير وتذكر كل شي تذكر كل العواطف والحماس المحملين مع تلك الفكرة واقفل راجعا وخلص قريته من ظلم الجراد إلى الأبد
وتوتة توتة خلصت الحدودة
خورشيد الإحساء 20\10\2007