[فلاسفة الفضائيات والانترنت
إن الانترنت فتح من فتوح الله للبشر بحيث أصبحت القدرة على التواصل بشكل لم يكن يحلم بها مارد السندباد ولا سحرة الأساطير ...
إلا أنها ولدت مشكلة كبيرة وإدمانا من نوع آخر ...
لقد تحول بعض مرتادوا النت إلى أناس دخلوا في حلم كبير وفصامية جمعية ..يبدوون معاركهم وينهونها دون سلاح أو جروح ...
تحولت معاركهم إلى معارك دونكشوتية يقاتلون فيها طواحين الهواء ويبحثون عن محبوبتهم التي لا وجود لها إلا في مخيلتهم ...
يزمجرون ويتوعدون ...يحبون ويغفرون وهم جالسون يحتسون الشاي ..أو يستمعون إلى الموسيقى ...
إذا رايتهم في مجلس لا يتكلمون إلا عن المواقع التي يشتركون بها والانجازات والردود والقصص والمغامرات ..لو قلت لهم رأيت اليوم كلبا لقال الكلب هذا موضوع ذكر في منتدانا وقد رددت كذا كمثل الأعمى الذي فتحت عينه للحظة فرأى عرف الدين فصار كلما سأله احد عن شي قال اهو اكبر من عرف الديك أم اصغر ....
يظنون أنهم اكتفوا بهذه المعارك وكفى الله المومنين القتال ورد الكافرين بغيظهم لم ينالوا خيرا
وتراهم يتكلمون بنون العظمة(فعلنا كذا...كنا أول من اختار كذا ..)
ويظهرون تعبهم وتأففهم ليمدحهم الآخرون (والله نشف ريقي من كتر ما عم احكي مع العالم ..الجواب المتوقع أنت كبير الأمة الله يعطيك العافية...اليوم ما نمت ...ليش...كنت عم حل مشكلة واحد...الله يعينك على هموم الناس..وهكذا) يعيش التورم والانتفاشة الكاذبة في عالمه الافتراضي والدنيا تسير من حوله والواقع يتغير والناس تتساقط ...
كما يتحول نادي النت إلى شي أشبه بنوادي الشعراء يطبقون فيه مبدأ(حكلي لحكلك) أو أغنية صباح فخري (طعماني و طعميتو)
يا جماعة ما أروع تبادل الفكر ولكن احذروا الإدمان
لن تكون الحياة متوازنة إلا بتلاوة آيات الله الواقعية والمكتوبة وتعلم الدين من خلال الكتاب والحكمة من خلال التجربة والمعاناة والتزكية من خلال الطاعات والكفارات

(هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (ابراهيم:52)

والحمد لله رب العالمين
خورشيد
الإحساء
2007-10-17 [/