آه لو تسمعها بالكردي
هذه الرسالة كتبتها لأحد الأصدقاء العرب الذي كنت أعول عليه كثيرا لصدقه وحياديته وإظهاره الاهتمام بالقضية الكردية
في أحداث العراق قرر الخروج في مسيرة صامتة ضد الاحتلال الأمريكي وخرجنا معه وقتها وفي ليلة المسيرة قرأ بيانه وذكر فيه المظلومين في كل مكان ونسي الأكراد فكان أن أرسلت له هذه الرسالة :

كان أحد الأكراد يمشي مع صديق له عربي فأنشد الكردي أغنية وصارت دموعه تنهمر فتسائل الصديق هلا ترجمت لي هذه الأغنية التي جعلتك تبكي وعندما ترجمها قال الصديق ولكنها لا تبكي فقال له : آه لو تسمعها بالكردي ( يعني بالكردية) .

عندما بدأت أحمل قضية شعبي كنت أواجه دائماً بأن العرب لا يمكن أن يشعروا بلأكراد لأنهم طرف في قضية الظلم لم أكن بعد قد فصلت بين الفهم والإدراك ولم تكن فكرة الإستضعاف بعد قد تبلورت في ذهني .
كنت أدرك قضايا الآخرين دون علمي بخصوصية موقعي كمستضعف ومن باب العدالة مع النفس وحسن الظن كنت أقول لا بد أن يكون في العرب من يشعرون ويتجاوبون مع هذه القضية ....

أما الفهم و الإدراك فقد عرفت رأيي فيه وعلاقة ذلك مع الشهادة ولكن ماذا عن الإستضعاف , المستضعف هو الذي فرض عليه الضعف ولكنه ليس ضعيفا,
هذا الإنسان بسبب معاناته يستطيع أن يشعر بمعاناة الأخرين يستطيع أن يشعر بالظلم الواقع بالشعوب لانه عانى أو يعاني منه لذلك فهو أهل بأن يكون إماما ويكون من الوارثين
(ويريد الله أن يمن على الذين أستضعفوا في الأرض ويجعلهم أإمة ويجعلهم الوارثين )
عندما تكلمت لكم عن الأكراد وبدأت دموعي تنزل قلتم ليتحدث لنا عنهم ولما تكلمت لكم كان لسان الحال يقول هذا لا يبكي ولكني أوهمت نفسي بأنكم تبكون مع أنه كان من الواضح أن المسألة لا تأخذ حيرا من اهتمامكم وكانت المنة التي مننتم بها هي القبول بسماع القضية وهذا ما لم يفعله أحد من قبلكم وهو أكثر من حقها مع أنني لم أكن أتعامل مع قضاياكم – وأنا ليس لدي هذا الفصل فهمومكم هي همومي- كما تفعلون وفعلتم لا أعتقد أن هذا لإحساس بالنقص أو صغر قضيتي أمام إهتماماتكم الكبيرة ولكن ياصديقي ليست البطولة أن تستغرق في هدف يستحوذ عليك ولكن البطولة أن تفكر بالآخرين (وإصبر نفسك.......) وإن خفت عيلة (عيلة في عدد الناس أو المناصرين ) فسوف يغنيك الله من فضله
عندما لم يأخذ الأمر (ولاخلية من دماغك ) وأصبحت تبحث عن مسوغات جاءت متأخرة عن القرار لتبرره لا لتصنعه أحسست بالغبن يا صديقي وبالحزن عليك وعلى نفسي سمعتك تقول لي إن هذه الأغنية لاتستحق البكاء
فقلت في نفسي ( آه لو تسمعها بالكردي ) .

ملاحظة:
هذا درس يجب أن تستفيد منه إذا أردت أن تكون قدوة في المستقبل وهي الاهتمام بالقضايا
كلها وعدم إغفال أي أمر مهما كان صغيرا
القائد والقدوة هو شخص عادل مرهف الإحساس لا يهمل شيئا على حساب آخر
ليست المسألة أولويات ولكنه إغفال وهذا فرق مهم .
والحمد لله رب العالمين