يوم رمضاني ؟؟؟
كل عام وأنتم بخير، حل شهر رمضان المبارك، فطول ثلاثين يوماً سيتغير الإيقاع الرتيب لحياتنا،سننهض أكثر كسلاً لنلتحق بأعمالنا ووظائفنا، وقد احمرت عيوننا من السهر،وتقليب المحطات التلفزيونية بحثاً عن الجديد والمتميز من الدراما الرمضانية، سيتأفف الجميع من غلاء السلع والمواد الغذائية، وسيكون هذا الموضوع الأثير لدينا جميعاً. و مع ذلك لن ينسى أحدنا أن يعود إلى المنزل محملاً بما لذ وطاب،وبكميات كبيرة. فلرمضان خصوصية لم تنفع معها مواعظ الشيوخ في الجوامع، وعلى محطات التلفزة في وقف هذا الجموح الهائل نحو سلعنة هذا الشهر الإيماني. فصنفان أو ثلاثة أصناف من الطعام لا تعود مقبولة في هذا الشهر. ولا بد أن تتهرب الموظفة من الساعة الأخيرة في دوامها لتلتحق بمطبخها لإعداد ما يرضي زوجها مما لذ وطاب،فيما تستيقظ ربات البيوت غير العاملات متثاقلات عند الظهيرة لينقلن المطبخ إلى الصالون أو غرفة الجلوس حتى لا تفوتهن أي حلقة من مسلسل درامي أو كوميدي أو تاريخي أو برنامج محبب.
عند العصر يكون الجوع قد فعل فعله نسبياً في البطون المتخمة من سحور الليلة الماضية، ورغم ذلك فالتأفف من الوضع سمة واضحة، ضجر وملل واستياء ضمني، وعصبية، ومع اقتراب موعد الأذان تعلو أبواق السيارات وتزداد الرعونة. لا بد لك أن تسمع شتيمة من هنا (وكفرية) من هناك قد لا تسمعها في الأيام العادية، وكثيراً ما يتبعها مطلقها بعبارة اللهم إني صائم أستغفر الله... خلوني أكفر!.
تضيق الشوارع بالسيارات التي كانت نفسها قبل أيام من رمضان لا تشكل ازدحاماً، حالة من الهياج المفاجىء تسيطر على السائقين، غريزة القطيع تسيطر، وشعار الجميع إن وجدت فراغاً عليك أن (تشك) فيه، ولو كان بعكس السير، والنتيجة بطء حركة السير، المشاجرات التي قد تتطور إلى عراك بالأيدي، وضرب، و ما لا تحمد عقباه أحياناً.
بعد دقائق من الغروب تسكن الشوارع وتلتم معظم الأسر على مائدة الإفطار، ويقول الكريم خذوا! تمتلىء المعد الخاوية بأصناف متضاربة من الطعام والشراب، وتأتي بعدها الفواكه والحلويات ثم يستلقي الصائم، وقد يحتاج إلى تنفس اصطناعي، وقد يسارع إلى الحمام ليتقيأ ما تناوله بشراهة.
ليس هذا حال كل الأسر في حلب ومعظم بلدنا، ففي الأحياء المسحوقة لا يوجد هذا المعنى لرمضان عملياً، فمهما تضاعف الإنفاق والتنوع في هذا الشهر فبالكاد يبلغ الحد الطبيعي لما يجب أن يحصل عليه الإنسان من سعرات حرارية كافية قائمة على سلة غذائية متنوعة.
في حلب رمضان موسم مهم لأطباء الداخلية والقلبية، بعد الأسبوع الأول تبدأ المراجعات والإسعافات: كولون - بواسير - معدة - توتر شرياني..كما تشهد المشافي حالات إسعاف كثيرة بسبب فرط تناول الطعام.
لكن لعل المشروبات الروحية (الكحولية) هي الوحيدة التي يخف استهلاكها في رمضان، فالمطاعم التي تقدمها إما أن تغلق أبوابها، أو تعمل بعُشْر روادها في الأيام العادية. لكن العقل المؤمن الذي يتعامل مع الطعام بعكس ما أريد من فرض الصيام عليه سيرى أن رمضان كله هو صوم دائم عن الشراب، سيعوضه مع أول أيام عيد الفطر كما يفعل مع الطعام عند الإفطار، وكأنك يا أبا زيد ما غزيت، وكل رمضان وأنتم بخير.
هذا امر واقعي ........فالاشياء التي ذكرتها تفقد هذا الشهر الفضيل قيمته وهدفه ومغزاهالاساسي ........وللاسف معظم الاشخاص في مجتمعنا لا يكترثون سوى بالشكليات وينسون المضمون ......
شكرا siwar,
لازم يكون محطة تغيير لطريقة تعاملنا مع الحياة
سباس سوار
:arrow: :arrow: :arrow:
معك حق اخي سوار
هاد حال الاغلبية
وهون المشكلة انو نحن عم نقلل من قيمة الشهر
اللي المفروض يكون فترة استراحة للانسان ليفكر بالماضي شوي ويشوف وين كان الصح والغلط
هالشهر اللي لازم يكون محطة تغيير لطريقة تعاملنا مع الحياة
يعني فرصة للتجديد ومحاولة البلوغ للافضل
هو اكيد السعي للتنوع مطلوب بكل المجالات بس يا حسرة نحن ما بنشوف هالتغيير والتنوع غير بالاكل
كان الرسول عليه الصلاة والسلام ينوع في مائدة رمضان بكل الاشكال والالوان
ولكنه كان تنوع في العبادت وهذا ما يجب ان نقوم به
بس شو بدنا نعمل ... :cry:
الله يهدينا ويغفرلنا اجمعين
يسلمو كتير اخي سوار