في انتظار الذي لابد أن يأتي ....

2 ردود [اخر رد]
صورة  Saze's
User offline. Last seen 6 سنة 4 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 06/12/2005

بعد كل مرحلة من حياتنا ، نعيد النظر في دواخلنا ، نعيد تشكيل ذواتنا ، ونضع معايير جديدة لأمالنا ولأحلامنا . أنا قلت بعد كل مرحلة ؟ أكاد أجزم اننا – أو بعضنا على الأقل – يفعل ذلك كل يوم . في عملية التشكيل الجديدة هذه ، ننزع نحو (المثالية) ، الخاصة بنا نحـن . في عملية التحول هذه أيضا ، نعيد النظر في اشياء كثيرة . نعيد النظر في اصدقائنا ، وفي علاقاتنا ، وفي نظرتنا للحياة . فيما نأكل وفيما نلبس ، فيما ندع وفيما نأخذ . نعيد النظر حتى في أحب الناس إلينا : كيف يجب أن يكونوا .
هنا تبدأ المعاناة .. حينما نبدأ عملية تحول ضخمة لأنفسنا ، ثم لمن حولنا . حينما نعتقد أننا دخلنا مرحلة جديدة تتطلب أن نغير – أو نضيف إلى – البيئة التي تحيط بنا ، ما يجعلها مؤهلة لاستيعاب طموحاتنا وآمالنا . بل ، وحتى آلامنا في طورها الجديد . أشق ما في هذا المرحلة ، ليس تغيير أنفسنا وأسلوبنا في التفكير ، وطريقتنا في الحياة ، ولا أعادة النظر في غاياتنا .. على ما في ذلك من صعوبة ، بل تغيير من حولنا ، ممن نقدر عليه ، وممن لا نقدر عليه . أو إعادة (اختيار) من نريد أن (نضيفهم) إلى عالمنا الجديد ، من الذين نعتقد أنهم يتفقون مع (قناعاتنا) الجديدة .
قد يكون الانسان قادرا على ان يسعف نفسه على منهجه الجديد ، الذي خططه للمرحلة التالية من حياته ، لأنه يمثل له (عالمه المثالي) ، الذي يطمح أن يصل إليه . لذلك ، في سبيـل هذا الهـدف ، الذي يراه ساميا ، يتلذذ بالمعاناة لوحده ، لكن عينيه ترنوان إلى الافق .. إلى (رفيق) ، أو اكثر يقتسم معه البسمة ، أو حتى الدموع . الانسان ايضا ، قادر على ان يستمر ، لفترة قد تطول ، على مقاومة الضغوط التي تواجهه ، وهو يحاول أن يشكل البيئة التي تحيط به ، في (مرحلته الجديدة) . لكنه قد يدرك في الأخير ، أن تغيير الناس ليس بالأمر الهين ، خاصة إذا كان هذا التغيير ، يهدف إلى ضم (أولئك الناس) إلى عالمه المثالي . كما أن رفض التغيير ومقاومته ، تكونان أشد ، إذا كان هناك شعور ، أن التغيير يؤدي إلى نوع من الانقياد والتبعية .

هنا قد يتدخل عامل آخر ، وهو (الحب) . قد يتبعك من يحبك تعلقا أو أعجابا ، لكن ليس قناعة ، لكن التعلق قد يضعف ، والاعجاب قد يزول ، فتبقى وحدك مع حطام الذكريات الدامية .
ماذا بقى ..، بقيت (الاضافة) . بقى ذلك الرفيق ، أو حتى الرفاق ، بمختلف أدوارهم في عالمك الجديد . كيف تضيف ؟ ما هي معاييرك ؟ هل تريد شريكا أم تابعا .. أي هل تريد القناعة ، أم الحب والأعجاب ؟ أنت تريد كليهما ، تحتاج الحب والقناعة .. والعهد . لأنك في عالمك الجديد ، في عالمك المثالي ، لابد أن يكون رفيقك مثاليا حتى يقاسمك عناءك . يجب أن يكون مثاليا أكثر منك ، لأنه سيتعامل معك ، وانت المقسوم بين عالمين : ما قبل المثالي ، بكل ما تتصوره انت عنه من قصور ، والمثالي الذي تحتاج فيه هذا (الرفيق) ، الذي قبلته ، وقبلك (هو) أيضا ، لتصنعا عالمكما المثالي . الشيء الذي يجب ان تعلمه ، أن (رفيقك) ، كان أيضا ، في رحلة بحث عن شريك ، ليصنع ذلك العالم . أي أن كلا منكما محتاج للآخر ، لكن برؤى مختلفة . وهنا أيضا ، انت لابد ان تكون مستعدا للتضحية .
في مسيرتك الطويلة هذه ، تستعرض كل (الاسماء) التي تمر عليك يوميا . صحيح أنك ترنو إلى الافق ، متوجسا ، خائفا ، تتوق إلى شريك . لكنك أيضا ، اكثر توجسا وخوفا ، من (شريك) لا تفهمه ، قد يدخل حياتك فجأة ، لأنه كان يحمل (شعارا) مشابها ، لكن تفصيلات عالمه المثالي غير ذاك الذي تريد . وهنا قد تقع الكارثة التي تزيد احزانك في مسيرتك الطويلة .
ماذا تصنع .. هل تلغي مشروعك ، هل توقف مسيرتك ..، لا تستطيع بدون ثمن باهظ ، بل لا تريد . ستبقى تكابد .. وتكابد ، وتضيف إلى رصيدك تجارب ، وإلى (شريكك) مواصفات ، وأنت تحمل عالمك في قلبك .

في انتظار الذي لابد أن يأتي ....

منقول لروعته

User offline. Last seen 10 سنة 51 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 05/03/2007

نحن كبشر لن نُغير واقع تلك الحياة ولكن بكل تأكيد نستطيع أن نُغير
نظرتنا وتعاملنا مع هذا الواقع ..
والكثير من واقع حياتنا ينشأ من عوامل خارجة عن نطاق سيطرتنا
ولكن نستطيع أن نتحكم بمواقفنا العقلية من هذه العوامل ونُخضعها
لسيطرتنا ..!
سباس saze بو تى .. :wink:

User offline. Last seen 11 سنة 51 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/04/2005

في الأنتظار

منذ الصغر ونحن نخبىء داخل قلوبنا الصغيرة حلم قادم سواء أكان الحلم متمثلاً بعاطفة قوية تجاه شخص من هذا الكون

دون سواه أو ووجه سطر هواه على جبين عمرنا...او حلم تحقيق جزءٍ ولو بسيط من طموحاتٍ إنسانية قيد الإكتمال

كالبدر في ليلة أكتماله حيث لا نصل إلا للهالة التي تحيط به

هكذا هو أنتظارنا للآتي....

نتماسك بقوة تمسكنا بالحياة لحظة خروجنا إلى هذه الحياة على آمل لقاء القادم الذي سيمسح كل تلك الدموع

من لحظة ولادتنا وحتى لحظة دخوله لروحنا ونحن نرمي عليه سبب كل دمعة من دموعنا....وكأنه سبب كل تلك الآهات

على مفترق روحنا...

وما أن نلتقي به حتى ننسى الدموع والأحزان ونتوحد مع العبق والبيلسان ننام على ألحان الغرام ونستيقظ على أشعار الهيام

هو القادم بقوة أنتظارنا وربيع أحلامنا ...وتأوهات صلاتنا في محراب عشقنا...

هو ذا الآتي الحامل سيف فتح عقولنا قبل قلوبنا بإستيعاب لغة وغربة أرواحنا في أرضٍ ملت من أكتئابنا

كان الحب الأوح والأول هو حب خالقنا وإيماننا الكامل بداخلنا وبإننا سنلتقي بالقادم على خريف أيامنا