تاريخ العقل بين الماضي والحاضر (لا للرجعية)

4 ردود [اخر رد]
صورة  غيفارا's
User offline. Last seen 23 اسبوع 1 يوم ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 13/07/2006

تاريخ العقل :
قبل أن نخوض في هذا المقال علينا في البداية أن نسأل أنفسنا , إن كان التاريخ البشري يمثل حلقة متتالية مترابطة بعضها مع البعض , والتطور البشري هو جزء من التطور الفكري عبر المراحل التي عاشها الإنسان منذ الأزل
- هل العقل الإنساني منعزلٌ عن الماضي ؟ أي أن الإنساني يولد ولا يمتلك عقله أية عوامل أو مؤثرات ورثها من الأجيال السابقة ؟
- لقد كشف علم النفس الحديث وكذلك علماء الوراثة أن الإنسان يتوارث عن الآباء والأجداد الكثير من العادات الفطرية وهي ما تسمى بالذاكرة الجمعية.
- فقد بلغ العقل الإنساني في عصرنا هذا مرحلةً متقدمة ومتطورة عما كان عليه العقل في العصور السابقة , هذا يعني أن لا عقل سابقاً يفوق العقل الحاضر وبمعنى آخر أن العظماء في العصور السابقة كانوا عظماء في عصورهم فقط .
ومثال على ذلك الفيلسوف " أرسطو" عندما جاء بفلسفته بلغ مرحلة العظمة والإبداع الفكري في عصره , ولكن في العصور التالية لعصره جاء علماء وفلاسفة طوروا منهجه وأفكاره , فباتت أكثر تطوراً وأكثر عظمة مما كانت عليها في زمن "أرسطو" ذاته .
- إذن العقل الإنساني في تطور نحو الأفضل وهنا نسقط كل النظريات والأفكار التي تطالبنا بالعودة إلى " فلان " من العظماء لنقتدي به فقط لأنه كان عظيماً في عصره على العلم أن العقل في عصرنا تطور عن العقل في عصره هو .
- ومن هنا ندخل في مسألة غاية في الحساسية والتشابك ألا وهي مسألة الدين , لقد جاءت الأديان بدأت بأفكار ومعتقدات متباينة ثم تطور العقل البشري في العصور التالية حتى بلغ مرحلة التوحيد والتي اعتبرت قمة التطور الفكري والنضوج العقلي , وحتى مرحلة التوحيد لم تأتي هكذا متكاملة دفعةً واحدة وإنما تطورت عبر مراحل متتالية بدأت من عصر (زردشت) المشرع الأول للديانات السماوية مروراً بالعصر الديانة اليهودية والنصرانية وصولاً إلى العصر الإسلامي والذي أعتبر فيه أن الدين بلغ مرحلة الكمال وهذا ما أقرّ به القرأن الكريم والسنة النبوية .
- إذن توقف الدين عند مرحلة معينة , ولكن العقل مازال مستمراً يتطور ويتطور يوماً بعد يوم , وهنا نطرح نظريتنا وهي :
- لا يمكن لعقل الحاضر أن يعود للعقل الماضي يمكن أن يستفيد منه ولكن أن يعود بشكلٍ تام هذا أمرٌ مرفوض تماماً وهنا ندحض فكرة التصوف والسلفية .
- لقد تطور العقل الإنساني حقا ًو ترسخت القيم الإنساني مع الاستمرار في ترسيخها بشكل يخدم البشرية بشكل أفضل فأفضل .
- والذي أتمناه بالفعل أن يشعر كل واحد منا بعظمة هذا العقل الذي هو نتاج لمراحل سابقة بلغ الإنسان فيها من التطور ما بلغه
- طبعاً كلامي هذا ليس من باب نفي انجازات العصور السابقة وإنما هو طلبٌ من جميع المفكرين أن نستفيد من الماضي كذخيرة ونستمر في الحاضر بإشراف العقل الذي بات أكثر تطوراً وأكثر قدرة بالحكم على القضايا السابقة واللاحقة , هذا يعني على سبيل المثال : إن كان الحضارة الإنسانية قطعت مراحلاً من 1- 2 -3 – 4 – 5 فلا يمكننا أن نبدأ من الأول أي من (1) ولا يمكننا أن نبدأ من (3) وإنما علينا أن نبدأ من حيث انتهوا إليه وهو (5) ونكمل ويأتي من بعدنا ويكمل وهكذا..
- ولكن الواقع الذي نعيشه هناك مجتمعات استوعبت المسألة ووصلت إلى الفكرة هذه قبل مجتمعات أخرى فأدى بهم التطور النوعي في طبيعة الحياة والفكر وهناك مجتمعات ظلت تعيش على أمجاد العظماء السابقين متناسين أنهم يمتلكون عقولاً هي أكثر تطوراً مما كانوا عليهم أولئك الذين يتفاخرون بأمجادهم ويظلون يعيشون في حالتهم الرجعية ومن هنا كان مصطلح( الرجعي)
- أتمنى من جيل الشباب وبخاصة روّاد موقعنا هذا والذي يمثل فئة لا بأس فيها من النخبة الفكرية في المجتمع الكردي أن ندرك المسألة تماماً وأن لا نبقى أسرى لأفكار ومعتقدات سابقة بل علينا أن نطورها ونتقدم بها نحو ما يناسب تطور العقل الإنساني وبذلك نكون قد بلغنا مرحلة متطورة عن المراحل السابقة ...
- نحو غدٍ كردي مشرقٍ ومشرف .................. غيفارا

وراء كل غيمة سوداء شمسٌ ساطعةٌ حمراء

User offline. Last seen 12 سنة 30 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 18/07/2006

شكرا غيفارا على المقال الرائع نحن بحق نحتاج الى هكذا دراسات.
و انا معك في ان المبادئ وليس الأديان فقط لايمكن ان نسترجعها و نطبقها الآن كما كانت قبل قرون .. بل قبل عشرات السنين فقط
بل علينا ان ناخذ حركيتها و مقاصدها العليا و أمورها الثابتة التي لا تتغير و إفساح المجال للعقل البشري الرائع هذا المخلوق الإلهي الرائع أن يبدع الحلول المختلفة للوقائع المختلفة و المشاكل المستجدة
انني أؤمن بأن الدين الإسلامي جاء كخاتم الأديان لإن عقل الإنسان بات قادرا على ان يستلهم من مقاصده مثل العدالة و المساواة و التحرر ..... كل القوانين التي يريدها,
فالجمود لا يحقق هذه المقاصد فما كان عدلا قبل 1400 سنة قد لا يكون كذلك الآن مثال
( إذا استغل انسان أرض مهجورة و زرعها أصبحت له كان هذا قانون رائع في الماضي يحث على العمل و إستغلال الثروات و يحقق العدالة و لكنه لو طبق الآن لاستطاع رجل ذو نفوذ و غنى أن يفلح بالآلات كل البلاد و سيبقى الفقير صفر اليدين )
وهكذا
أنا أؤمن بقدرة العقل البشري على تحقيق العدالة و المساواة و تحقيق السعادة الروحية و المادية و الوصول الى صورة أكثر جمالا عن نفسه و الكون و الإله
كل الشكر

User offline. Last seen 12 سنة 30 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 18/07/2006

سؤال مهم :
ما هو الدليل على وراثة العادات ( يمكنك إعطاثي اسم المرجع )
zooooor sipas

صورة  غيفارا's
User offline. Last seen 23 اسبوع 1 يوم ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 13/07/2006

شكراً لك دكتور metin

على هذه المداخلة القيمة وأنا متفق معك فيما أوردته تماماً

أما بالنسبة للدليل على وراثة العادات فلن أقدم لك مرجع في الكتب والمجلدات التي تهتم بمسائل علم الوراثة الجينية وما إلى ذلك
وإنما سأكتفي بأن أذكر لك ما قمت باكتشافه بأحد أطفال من أبناء أقاربي
الجد الثالث لهذا الطفل كان معتاد على أن يجلس إلى الطعام بطريقة معينة
بعد مرور ثلاثة أجيال يأتي هذا الطفل ويجلس بنفس الطريقة التي كان يجلسها ذلك الجد منذ أكثر من 80 عام فماذا يمكننا أن نعزي هذه المسألة هل هي عن طريق الصدفة أم هي واقعٌ يثبته علم الوراثة..
ونحن نعلم تماماً ما يسمى بمبدأ المورثات المتنحية التي تختفي فترة من الزمن وتعود في الأجيال التالية وطبعاً هناك الكثير من الأمثلة المشابهة التي تأكد توارث الأجيال العادات الفكرية أيضاً ...
أرجو أن أكون وفقت في إيصال الفكرة بشكل تام إليك وأتمنى لك دوام الصحة والعافية
مع تحياتي.......

وراء كل غيمة سوداء شمسٌ ساطعةٌ حمراء

صورة  rojava's
User offline. Last seen 8 سنة 13 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 26/08/2006

شكراً لكم أعزائي وهنا أجد نفسي بأنني سوف أتلكم نوعاً ما بصفة علمية:
المورثة لا تتأثر بالعوامل الخارجية بشكل مبسّط وهي التي تكسب الشخص الصفاة التي ورثها عن مورثة أبيه ومورثة أمّه ولكن أثبتت الدراسات الحديثة بأن هناك عوامل فوق مورثيّة تتدخل في تكوين الشخص وهذه العوامل يمكن أن تسلك سلوك المورثة العادية وتنتقل من جيل إلى آخر وهذه العوامل الفوق مورثية تنشأ عندما يكون الجنين في رحم الأم أي في مرحلة التكوين الجنيني فيتأثر هذا الجنين يالعوامل المحيطة من حوله وبالأحرى من حول أمه ... فهذه العوامل الفوق مورثية تلعب دوراً هاماً في تكوين الشخصية المستقبلية للجنين ... وشكراً... :idea:

رغم تعاستنا مازلنا نملك إبتسامة تخفي آلامنا..جراح قلوبنا..تشّرد أرواحنا..
 http://www.facebook.com/hesen.rojava