ابن كلب[ليلة طويلة من عمر قصير]

5 ردود [اخر رد]
صورة  rojava's
User offline. Last seen 8 سنة 10 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 26/08/2006

[عبد الحليم يوسف]
لم يعد "دلدار" يعرف كم أصبح له من الأيام أو الشهور أو السنوات، وهو في هذه الحال!! كان صدره يضيق، وتكاد أنفاسه أن تنقطع, وأحياناً كانت عيناه تغيمان، فلا يرى ما حوله، ويخطئ في التعرف على وجوه أصدقائه, ما عاد يستطيع الضحك, كان ذهنه مشتتاً، فلا يدرك ما يقوله الآخرون حين يصغي إليهم.
أحياناً كان يتناهى إلى سمعه صوت امرأة خضراء العينين, فيلتفت ولا يرى أحداً. وعندما كان يتبع أثر رائحتها يصطدم برجل كث الشاربين. حال ليله نهاراً مليئاً بالاحلام, ونهاره سنوات من الانتظار والكوابيس. انقلبت حياته رأساً على عقب, لكنه لم يستطع ايجاد اسم لما يعانيه. فكان مثل كل من أصيب بطلقة في الظهر، يبحث عن صاحب البندقية. أراد أن يعرف من الذي أوصله إلى هذه الحالة, ومع أن الأشخاص الذين يمكنهم أن يسببوا له الألم كثيرون, إلا أنه أراد أن يعرف غريمه الأساسي الذي وضعه بين فكي الكماشة ليثأر لنفسه وينتقم منه. لم يبق مكان إلا وبحث فيه، عنه، إلى أن وصل أخيراً إلى غايته في تلك الليلة مثل جميع أهل العزائم.
كان يمشي في الشارع حين سمع وقع خطوات متسارعة, في تلك اللحظة، عرف غريمه الذي يبحث عنه, لاحقه خطوة إثر خطوة, شارعاً بعد شارع, قطع عليه الدرب في أحد الشوارع، فتقابلا وجهاً لوجه, أمسك دلدار بكل قوته برقبة خصمه، وساقه نحو غرفته الصغيرة, لوى ذراعه بعنف ودفعه إلى الداخل, أوصد الباب وأجلسه على سرير، مقابل سريره الذي جلس هو عليه. كان وجه الذي معه مخطوفاً أصفرَ، تعلوه الدهشة, ينظر إلى دلدار الغاضب بعينين فارغتين, مدهوشاً من الصراخ الذي كان يظهره دلدار في تلك اللحظة.
كانت الغرفة فارغة وهادئة, والدنيا خرساء، وقد عميت السموات والأرض, لم يكن ثمة صوت يسمع سوى صراخ دلدار الغاضب الذي كان قد فقد سيطرته على نفسه.
ـ أنت رفيق خائن, أنت خائن يا, أتسمعني..ها؟ كان المئات يحذرونني منك، فلم أستمع لنصح أحد، واتبعتك أنت.أريد أن تجيبني فقط على هذا السؤال اليتيم: لماذا فعلت بي هكذا؟ ها.... تكلم.. قل شيئاً إن كنت تقدر.
سأحطم الليلة ظهرك, سأطويك, سأسحق عظامك في جلدك، وأرميك هكذا في زيت يغلي على نار الخيانة, ولتحترق وتتفحم, سأسحقك ثانية وأرميك أمام أقدام الناس, الناس الذين يمشون فاغري الأفواه دون أن يشعروا بما ينسجه القدر.
سأسحبك من أذنيك، فإن قطعتا، وضعتهما على مخدتي مثل راية وطن محتل، لكيلا تخمد نار الحقد التي تغلي في داخلي, وإن طالتا، جعلتهما حذاء لإحدى المومسات, سأدقهما بمسمار إلى الجدار، وأعلقك، لتبقى هكذا ما دمت حياً، أنام على وقع أنينك، وأصحو على صدى صراخ آلامك, سأشدك الآن من أذنيك، وأهوي بك على صخرة نقضك للعهود والمواثيق، حتى تلتصق جلدة رأسك بالصخرة, سآتي بذئب يتضور جوعاً إلى هذه الغرفةـ، وأدعك عارياً معه، لأرى ماذا يحدث. وكما كنت تتلذذ بآلامي، سأتلذذ برؤية عظامك وهي تنفصل، لحمك وهو يتقطع، ودمك وهو يسيل, سأريك مقدار سعادتي بعذابك وحيداً في هذه الغرفة دون أن يشعر بك أحد.
لقد كنت طيباً معي فيما مضى, وما كنت أتوقع انك ستسبب لي كل هذه المصائب الكبيرة, أنا المسكين الغريب الوحيد, قل ما هذه السكاكين التي تأخذني إليها؟ ارفع رأسك العديم الناموس، وأجبني, قل, لقد أوشكت على الانفجار, تكلم، وقل أين ذهب لسانك الطويل ذاك؟ أين ذهب الخبز والملح والصداقة العتيدة!! نعم، نعم، فلم يكن لي من صاحب سواك في هذه الدنيا العاهرة, كنت الوحيد، وكنت ألجأ إلى يديك الرحيمتين, أتذكر جيداً ذلك اليوم الذي لذتُ فيه بك، وصرنا، مذاك صديقين... كان الوقت شتاء وكان البرد يأكلني كلما التقيت بتلك المرأة الجميلة السوداء العينين.
كان حضنها دافئاً, ودون التفات إلى أحد، ارتميت في ذلك الحضن. وخرجتَ لي, نعم، أنت خرجت لي، وحذرتني من تلك المرأة قائلا: إنها لا تحبك. بعد مدة شاهدت تلك المرأة الجميلة وهي تحتضن رجلاً آخر وتلتهمه, نعم، كانت تلتهمه، ولم يكن ما أراه حلماً. لقد كانت تأكل الرجال كما تأكل الكلابُ الجيفَ. لا أنسى ذلك اليوم الذي ارتميتُ فيه أمام بابك حزيناً, تركتَ جميع أعمالك وأغثتني مثل طفل حنون, كنت أضع رأسي على ركبتيك وأبكي, لقد كنت أهلي وصديقي، ولكن ما الذي حصل حتى انقلبتَ كالأعداء علي هكذا، ودفعتني إلى هذا الداء الذي لا برء منه؟.
لقد كنتُ أمني نفسي قائلاً: لو مرضت ذات يوم، فإنني سأجد دوائي عندك لا محالة, ولكن يا كافر الأب، ها ـنت ترميني أمام باب هذه المرأة الغريبة جريحاً محطماً مثل بقايا عظمة ازدردها كلب جائع.
امرأة ذات قلب بلا عينين، تريان الجرح في جبهتي, ولم تذق طعم النار في أناملها لتعرفني من احتراق أصابعي وتدرك معنى احتراق الأصابع, إنها لا تراني عندما تمر بجانبي، أنا قتيلها.
إنني أموت وتتظاهر بأنك بريء!! أو تظن أن ذلك سيدوم لك: أن أموت رويداً رويداً، غارقاً في هذه الجراح، وتنام أنت قرير العين؟! وكأن لا دماء تيبست على أفواه جراح، ولا بيوت دمرت على رؤوس أصحابها.
لا مرض يشبه ما أعانيه مثل السرطان, يبدأ دون ألم، وبعد أن يتغلغل في الجسم، يشعر المرء به بعد فوات الأوان، فلا يستطيع سوى الموت انقاذ المريض من آلامه. وأنا الآن لا أستطيع بتر مكان الألم القاتل، لأنه موجود في كل الخلايا والأنسجة والشرايين، ولا أستطيع الموت والخروج من هذه الماساة.
قبل مدة، ذهبت لزيارة صديق لي مصاب بالسرطان، كان الأطباء قد أجروا له عملية، وبتروا في أربعة مناطق من الأحشاء, كان يقول: إذا لم يعد المرض، فإنني قد نجوت منه إلى الأبد!! كنت أواسيه من جهة، ومن جهة أخرى أتمنى أن أكون في مكانه!!
كنت أمني نفسي بأن أكون في مكانه، وهو مخيط البطن من السرة حتى العنق! وكنت أحدق في كيس الدم الذي يسيل من مكان الجرح, لقد بتر الأطباء أورامه المصابة، وألقوها بعيداً عن جسمه، لكن من يبتر لي هذا المرض الخبيث الذي تغلغل في أرجاء جسمي وشراييني؟
كانت زوجته تساعده وتأخذ بيده، وابنه يحوم حوله منتظراً خدمة يسديها له، أما أنا فأي يد ستمتد لمساعدتي، وأية امراة ستحنو علي، أنا الطائر المهيض الجناح الذي ولد في عش غريب، وترعرع في ارض غريبة، والآن، وفي هذه البلاد الغريبة أصبح أسير هذا الداء الوبيل الذي سببته لي!! ليتني أعلم ما الذي سيبرد نار غضبي عليك الليلة!!
إن قتلك سهل، لكنني لن أحقق هذه الأمنية لك بالراحة التي تنشدها! سأملأ جراحك بسكين، ملحاً، وأضعك على ثلوج لا تذوب في قمة جبل بعيد لا تستطيع حتى الذئاب الوصول إليه.
ها أنت تملك عينين يا صديقي!! ارفع رأسك يا ابن البغال، وانظر إلي, ومثلما أعميتني ودفعتني إلى هذه الأوساخ والنتن والموت, سأقتلع الليلة عينيك بأصابعي المحترقة هذه، وأضعهما في ملعقتين على طريق طويل ومغبر حتى يغشاهما الغبار قبل أن يصل أحد لنجدتهما.
ومثلما أبقى أياما في انتظار المرأة التي أوقعتني في شراكها، دون أن تأتي, سأبقيك في انتظار مخلبين طويلين يرميانك أمام مناقير الطيور, بعد ذلك، ومن الخلف (تماماً كما باغتتني من الخلف دون أن أحس) سيرميك المخلبان على أرض لا تشعر بآلامك.
وحدهم العشاق يفهمون قصص الحب, يتأوهون مع الأغنياتن ويدركون معاني الدموع, وحدهم العشاق يعرفون كيف يعمي رماد الحب العيون. لذلك سأوصي كل عاشق أن لا يحكي قصة حبه للذين لم يذوقوا طعم الحب، وبالتالي يجددون آلام الجراح بجهلهم، ويعيدوا القتل مرتين.
من أين لك أن تفهم هذه الامور يا.....؟ من أين لك أن تدرك أنك وضعت قدم روحي في حذاء ضيق يعج بالشوك!! إنني أموت وأنت السبب, ألا يقولون: الدهر بزمان، يوم لك ويوم عليك؟!! ها قد جاء دورك الآن, لقد صار لي عدة شهور وأنا أسعى وراءك, كنت تتهرب وتفلت من يدي, وأخيراً، ها نحن الاثنان وحيدين في هذه الغرفة الصغيرة التي ستصبح مقراً لمحاكمتك, أنا القاضي هذه الليلة وسأحكم عليك بالعقوبة التي تليق بجريمتك, سأعلقك من قدميك في الهواء, أعري قفاك وأجلدها بسوط غليظ حتى يسيل الدم منها، ويجري من تحت هذا السرير الشاهد على انسكاب دمي بصمت وبرودة!!
إنني أشتهي الليلة أن أسلخ جلدك مثل برتقالة لذيذة وألتهمك, سأتفنن في تعذيبك حتى تصبح عبرة لمن يأتي بعدك بآلاف السنين، فلا يفكروا باقتراف فعلتك في حق الآخرين.سأفعل بك الليلة ما لم يفعله أحد بآخر منذ ألف سنة, سأعصب عينيك وأضع كيساً في رأسك، وأغرز خنجراً حاداً في صدرك منتظراً موتك البطيء لكي تفهم ما أنا فيه الآن.
لن أطعن طعنات كثيرة وأريحك من العذاب، ومثلما لم تسمع أنيني ولم ترَ دمي, لن أسمع ولن أرى شيئا, سأدخن لفافة حشيش، بينما أنت تسلم الروح, سأضعك مثل خرقة مهترئة على الارض وأدوسك بحذاء متسخ، ماسحاً بك أرض غرفتي الصغيرة هذه, سارميك بين شدقي أسد جريح، لكي تمضغ أكثر من قطعة لبان, لن تستطيع أن تبرئ نفسك, إذاً، من الذي أوصلني إلى هذه الدرجة، حتى أتوسل الرحمة من هذه المرأة العنيفة مثل عسكري!! بل لماذا أتجنى على العساكر؟ إن أنت أحببت عسكريا فلن يسميك عدواً. إنها تنظر إلي كعدو وأنا ما زلت أتبعها مثل عبد مقيد بسلسلة ثقيلة إلى عربة سيد.
ويل لك، وهل هناك ما هو أبعد من العبودية؟! لقد جعلتني أتلذذ بعبوديتي، وأفتخر بها. نعم.. تستطيع الآن أن تشبع من السخرية مني, أنت تستحق قبل تعذيبك وقتلك أن أدخل السرور إلى قلبك.
ذلك اليوم قالت لي تلك المرأة مرحباً, لو لم لكن قريبة جداً لقلت إنها تسلم على آخرين. لقد تلاشيت ياصديقي ولم يبق مني شيء. واقف أنا على حافة الصفر، أنظر إلى الدنيا كيف تسير بدوني، كما كانت تسير وأنا فيها. لقد ذبت وتلاشيت، لقد فنيت. أي ألم رهيب يعتريك وأنت ترى أن وجودك ولا وجودك سيان لا يزيد ولا ينقص, كنت أظن أنك صديقي وستسأل عني, عندها كنت سأجد نفسي.
ما حدث كان العكس، لقد ألقت بقاياي إلى النار, مدت يدها وبمجرد أن لامست يدها يدي أصبحت أطول, دهشت وظننت أنني تمددت، ولكن بعد ذهابها أدركت أن قدمي قد ارتفعتا عن الأرض!!
منذ ذلك اليوم وقدماي مرتفعتان عن الأرض ولا تحملانني, لم أعد أعرف المشي, أكره قدمي لأنهما تسيران بي وراء وقع قدميها, أكره أصابع يدي اليمنى لأنها لم تعد تنسى دفء أصابعها.
في عينيها سمقت شجرتان خضراوان أضحتا هدفاً لأسراب العصافير الهائجة من عيني, منذ ذلك اليوم أود أن أفقأ عيني، حتى لا أتتبع أثر خطواتها, أكره شفاهي لأنها تشتاق إلى شفتيها.
عندما تأتي إلى مكان، أسعى لأن أكون قبلها هناك, وعندما تغادر أراقبها بمشاعر لا توصف, أبقى متأملا مقعدها الشاغر لساعات, أرغب في وضع وردة على الكرسي، ثم أمشي دون أن تعرف أنني صاحب الوردة. ذات يوم و في الرابع عشر من شباط, ومثل كل العشاق حملت وردة حمراء وذهبت إليها, عندما مددت يدي بالوردة لها وبقيت في يدي، عرفت أن كل ما في الأمر محض خيال، وأنني قد فنيت عن نفسي, وهل بمقدور رجل تلاشى وجوده أن يهدي الوردة لامراة؟ توجهت إلى كرسيها الشاغر ورميت بالوردة الحمراء على الكرسي, قبل أن أغادر المكان، التفت فرأيت يدي قد ذهبت مع الوردة, منذ ذلك اليوم وأنا بيد واحدة, بهذه اليد الواحدة سأسلخ جلدك كما يقشر المرء بصلة وأضعك قشرة قشرة أمامي ثم أنزع من كل قشرة آلاف القطع!!
سأبتهج الليلة بتعذيبك, إن المحكومين بالإعدام يحق لهم تمني أي شيء وتحقيقه, أما أنا فلن أعطيك هذا الحق, سأقتلك الليلة بجميع آمالك الخائبة وحسراتك, وقبل موتك سأذيقك من نفس الألم الذي سببته لي, سأشق صدرك وأنظر فيه, يا هذا، إن دائي عظيم, لا هو يقتلني ولا هو يمنحني فرصة الحياة, لقد شاهدت ناكري جميل، ولكن مثلك لا, صادفت أنذالاً ودساسين ولكن مثلك لا, عرفت أعداء، ولكن مثلك عديمي إنصاف وغدارين لا, سأشق صدرك وأدهن جبهة حياتي بدمك.
هل نسيتَ كم كنت عطوفا عليك؟ كنت تمرض وأنا أسهر ليال طوال مثل الأمهات على راحتك, كنت تتكشف في الليل فأغطيك ملهوفأ حتى أبعد عنك البرد, كنت تجوع فأقدم لك الطعام, تعطش فأسقيك دون أن تطلب الماء, تصاب بالحمى فامسح عرق جبينك, أواسيك عند الهموم وأقاسمك الفرح, تسقط فأتلقاك بيدي, كنتُ ظهيراً لك.
فلماذا جعلتني أنت قشة محطمة، ورميتني لهذه الأمواج الهائجة التي تتقاذفني، دون ن يسمع أحد صراخي, يصيبني النعاس في المطبخ, أجوع على السرير,أمشي نائماً, أحلم مستيقظاً, أضحك للموت, وأخاصم الضحك, أفكر باقدامي, وأميط الحجارة عن طريقي برأسي, أرى بأذني, أطير العصافير والطيور عن جسدي المنسي بعيني. أبعثر عصافير الحب المقتولة في حضني, يتعثر لساني في رماد الصمت, لقد أوقعتني في ورطة، بحيث لا يستطيع أحد أن يهب لنجدتي, أهذه نهاية صداقتنا المديدة يا صاحبي!! لا بأس فها أنت اليوم في قبضتي وأعرف ما الذي سأفعله بك.
لا أعرف لماذا تأخرتك في دفعي إلى تلك الورطة, لو كان ذلك في السابق, لكان من الممكن أن أحمل هذا العبء, الآن ومتأخراً عرفت أني تعرضت للخداع, ولا أصعب من أن يدرك المرء بعد فوات الأوان، حين لا ينفع الادراك في شيء, كان علي أن أدرك منذ ذلك الوقت السحيق, عندما جعلتني أتعثر وتزل قدمي, لم أفهم وقتها من عثرتي المفاجئة, لأنني قمت واقفاً من جديد, الآن يبدو الوقوف صعباً، ومع مضي الوقت تزداد الطعنات المفاجئة والتي تأتي من الخلف إيغالاً, وتتسع الجراح, إن سقوط الكبار لا يشبه سقوط الصغار, بل هو أصعب وكارثي أكثر وأحلى أيضاً, هذا هو ألم الانزلاق، والقدم التي تنزلق لا أحد ينجدها, أينبغي أن أتحدث لك عن الحب!! الحب هو ذاك الرجل الذي يحمل في يده كأساً من دمك ويشربه، بينما أنت لا تريد الابتعاد عنه، ولا تستطيع العيش بدونه!
الحب هو ذلك الشعور الذي يجعلك إما عبداص و إما قاتلا.
أنا "مم" بدون "زين" يا صاحبي, مم حزين مثل جبل أجرد ينوء تحت ثقل الثلوج, وحيد مثل قاتل!!
كان "دلدار" المتردد فرحاً في تلك الليلة لأنه قبض على عدوه الغادر من جهة، ومن جهة أخرى كان حزيناً لأنه قد دنت نهاية ذلك الألم الجميل, ذلك الحب اليائس, حب امرأة لديها وقت لكل شيء إلا للحب.
نفرت دمعتان خجولتان من عينيه، وطوقتا أسئلته التي لم يجد لها جواباً, كيف أصبح مم من دون أن تكون ثمة زين؟ كيف بوسع الحب أن يدع المرء يفتح فمه متسولاً أمام كل حذاء؟ كيف يهزم المرء هكذا ويتقوض ظهره؟ كيف وكيف وكيف؟
خاطب دلدار المحطم قلبَه مرة أخرى قائلاً:
ـ لماذا تفعل بي هكذا يا ابن الكلب؟
ثم أمسكه من عنقه ووضعه على الطاولة كتفاحة حمراء، وأخرج من تحت مخدته مسدسه، الذي كان قد هيأه لهذه المناسبة منذ أيام أو شهور أو سنين, لم يعد يعرف, وجعل التفاحة هدفاً له, ومع انطلاق الرصاصة تناثرت أشلاء التفاحة في أرجاء الغرفة الصغيرة ذات السريرين الفارغين والطاولة، وغرقت الغرفة صامتة في الحب والدماء.

رغم تعاستنا مازلنا نملك إبتسامة تخفي آلامنا..جراح قلوبنا..تشّرد أرواحنا..
 http://www.facebook.com/hesen.rojava

User offline. Last seen 3 سنة 50 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/08/2006

ما قصر الله يعطيه العافية هاد جزاء كل خائن
وشكرا على هذه القصة

User offline. Last seen 12 سنة 32 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/08/2006

مشكوررررررررررر على المجهود اخ rojava
موضوع طويل ولاكن يستحق القرائة :wink: :wink:

User offline. Last seen 15 سنة 30 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/09/2006

شكرا يا دلوفان على هذه القصة

User offline. Last seen 12 سنة 32 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/08/2006

هههههههههههه
ولاط قصدك يعني شكررررررررا لــــrojava
:wink: :wink: :wink:

صورة  hiam's
User offline. Last seen 8 سنة 14 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 18/08/2007

رائعة فعلا ً ............شكرا لكاتبها rojava,