التفوق

لا شك في أن كل شخص علي وجه الأرض يحب النجاح, كما يحب أن يكون متفوقاً على أقرانه وزملائه فيها .وهذه سنه الله في خلقه، وليس النجاح فقط في الحصول علي درجات تامة والحصول علي الشهرة العريضة، بل إن النجاح الحقيقي هو شعور ذاتي داخلي بتحقيق ما يصبو إليه الإنسان من خير, وزيادة الثقة بالنفس وتنمية القدرات الذاتية الكامنة. إن أشقى الأشقياء, وأتعس التعساء هو الذي حرم نفسه من كافه الخيارات المتوفرة له للنجاح في هذه الحياة، ولابد من توفر المواهب والإمكانات لتحقيق المزيد من الأحلام والطموحات والآمال الواسعة العريضة. وإن الثروة الذاتية التي حباك الله بها في شخصيتك, وعقلك, وفكرك, وطاقتك ومواهبك الخاصة هي خير رصيد يمكن استغلاله والإفادة منه لتحقيق أعلى مستويات النجاح التي تريدها في حياتك، ولا غرو أن "الثقافة" العامة, أو التعليم الرصين هو أحد الأرصدة الكبيرة التي يمكن أن تسخّرها للنجاح في الحياة بشكل عام. فيحرص الإنسان على ما ينفعه ويستغل إمكاناته الكامنة ويطوّر قدراته بالشكل الذي يفيده حالاً ومستقبلاً.
والتفوق هو حالة من حالات الطموح الذي تكتنفه النفس البشرية، فكلما زاد الطموح في الترقي للمعالي سواءً في العبادات أو المعاملات أو طلب العلم أو غيرها من مطالب الحياة و أعمالها التي ينشدها الناس و يحبون التفوق فيها على أقرانهم، زاد التفوق لدى الإنسان و تقدم على غيره، إذا أخلص لله و أحسن النية في ذلك، فإن الله تعالى يوفقه و يزيده من ذلك، قال تعالى { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } (محمد:17) .
و هذا التفوق له أسرار و عوامل لا بد من معرفتها و قد لا يولد الإنسان متفوقاً بل هو أمر مكتسب بتوفيق الله تعالى للعبد كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال [ إنما الحلم بالتحلم، و إنما العلم بالتعلم، و من يتصبر يصبره الله ... أو كما قال عليه الصلاة و السلام]، فمن هذه العوامل ما يلي:
· الاستقامة والشخصية العملية التي لا تضيّع الوقت إطلاقا بل تتقن استغلاله في العمل والترويح عن النفس أيضا.
· الاهتمام و الجدية في جميع الأمور العملية، الثقة بالنفس وبقدرتها على التفوق طالما تم بذل الجهد.
· عدم الاعتماد الكلي على الآخرين في متابعة أمورك، بل على التحصيل الذاتي والمراجعة.
· الاستعداد الجيد لأي عمل مطلوب منك القيام به مع الاحتفاظ بحالة نفسية هادئة وروح معنوية عالية، و البعد عن التوتر والتزام الهدوء.
· التأكد من أن المثابرة عامل هام جدا وأساسي في التفوق مع تذليل الصعوبات أولا بأول دون يأس.
· تنظيم الحياة بشكل عام و نبذ الفوضوية في الحياة اليومية.
و هذا التفوق الذي ينشده كل الناس له معوقات لا بد لطالب التفوق أن يدركها حتى يتخلص منها و يبتعد عنها، و هي تحتاج إلى صبر و تعامل جاد مع الظروف المحيطة بالإنسان و من هذه المعوقات ما يلي:
· التخلص من العادات و السلوكيات السيئة.
· التخلص من إحباط النفس بالكسل و التردد في كسب كل ما هو جديد.
· لا بد أن تثق أن عندك القدرة بعد الاستعانة بالله تعالى و التوكل عليه على التعلم و حل المشكلات.
هذا بالنسبة للتفوق بشكل عام، أما بالنسبة للتفوق الدراسي فيشمل هذه الأشياء و غيرها مثل اهتمام الوالدين بالأبناء منذُ الصغر، غرس الثقة في نفوسهم، إظهار الإعجاب بالطفل و تشجيعه، خلق جو دراسي جاد في البيت، التحدث مع الأطفال باستمرار عن أهمية الدراسة و تعويدهم على حب الكتاب و المناقشة و الحوار و إبداء الرأي، كل هذه أشياء تدعو إلى التفوق، لأن التفوق شيء محبب للنفوس فبقليل من الجهد المتواصل و العمل الجاد يصل الإنسان إلى التفوق.
وضوح الأهداف في الحياة مهم للتفوق، فلا بد من وضع خطط معينة لرسم الأهداف في الحياة، حتى تعين المرء على التفوق، كذلك استثمار مواهب الشخص لتحويله إلى أعمال جادة إذا كانت طبعاً مواهب مفيدة، حتى تنفع في مسألة التفوق، الاهتمام بالصحة الشخصية و الصحة العامة تعين المرء بإذن الله تعالى على أن يكون متفوقاً، الاستقرار العائلي له دور كبير في التفوق، النوم، التغذية السليمة، الاستقرار النفسي عوامل مفيدة في التفوق. و الله أعلم
نحو غد كردي افضل
اخاكم في الله والقومية