الاكراد و ما خدموا به المدنية الاسلامية و الثقافة العربية
الاكراد و ما خدموا به
المدنية الاسلامية و الثقافة العربية
لا يعرف غير القليل من الناس ما قدمه الشعب الكردي و أمراؤه و قواده و علماؤه , في مختلف أدوار التاريخ الاسلامي , من الخِدم العظيمة و التضحيات الكبيرة , في سبيل الدفاع عن الحضارة الاسلامية و الثقافة العربية .
و من ألقى نظرة إمعان على أمهات التواريخ الاسلامية , و لا سيما كتب الترامج التي تحتوي على شيئ كثير من الوقائع السياسية و الحربية فضلاً عن الأحوال الاجتماعية و سبر العلوم و الفنون , رأى شواهد كثيرة تدله على ما كان لأكراد , في بدء ظهور الحضارة الاسلامية و ما تلها من الأدوار المختلفة , من أثر واضح في كثير من مناحي الحياة الاجتماعية و السياسية و العلمية .
و ليس هنا مجال الافاضة في استعرض ما قاموا به في بدء انشاء الدولة العباسية , إذ كانوا من القوى المؤثرة في في فارس و العراق , بل يكفي أن نذكر منهم القائد الكبير مؤسس دولة آل عباس " أبا مسلم الخرساني " فهو من رجال الكرد المعروفين . و ما من شك في أن قومته المعروفة حولت مظاهر الدولة في الاسلام , و كانت مبدأ العصر الذهبي في العلم و العمران . و يليه " الامير أحمد بن مروان الكردي " مؤسس الامارة الكردية المروانية في ميافارقين و ديار بكر , فقد أحسن الدفاع عن سلطة الخلفاء و اوم نفوذ غلمان الترك , حتى عرف له صدق الخدمة معاصره الخليفة العباسي القادر بالله , فلقبه بنصر الدولة و أولاه ثقته. و لهذا الأمير و خلفائه من بعده آثار تعد من مفاخر الحضارة الاسلامية في بلاد ديار بكر و ميافارقين و ماردين و غيرها . و تاريخ العرب لم يغفل الاشارة و التعريف بكبراء الاكراد الذين انتشرت آثارهم بالعربية في مختلف العلوم و الفنون الاسلامية من فقه و اصول و توحيد و فلسفة و تاريخ و سير و تراجم و منطق و حديث , قكانت كتبهم تدرس في مدارس بغداد و القاهرة و الحرمين الشريفين و أصفهان و مراغة و بدليس و آمد و دمشق و حلب و شهرزور ( أقليم السليمانية الآن ) و غيرها من العواصم الاسلامية .
و كامن بلاد الكرد ... كردستان ... في العصر العباسي , الحن الأمنع للخلافة في وقوفها امام تيار الروم المتاخمين للبلاد الاسلامية على طول نهر الفرات من الشمال إلى اقصى الغرب في البيرة, حيث كان القسم الغربي من بلاد الكرد الحالي يسمى حينئذ بلاد الثغور , يرابط بها المجاهدين من أهالي تللك البلاد و غيرها من المسلمين . و لهذا ترى بلاد الكرد ملأى حتى الآن بالقلاع و الحصون من أدناها و يصح أن نسميها بالعرف الحديث " القلاع الامامية للاسلام " .
و ناهيكم بما قامت به الدلة الأيوبية الكردية العظمى التي أسسها السلطان صلاح الدين الأيوبي , فخفقت أعلامها في مصر و الشام و كوردستان و الحجاز و اليمن و طرابلس الغرب . و قد وفى المؤرخون قديماً و حديثاً هذه الدولة الاسلامية حقها من الناحيتين الساسية و الحربية , مما يغنينا عن الاطالة في تعديد آثارها و مآثرها .
و شكرا أخوكم آراس
و الاتمنى الفائدة من هذا المقال
8O
sbas