عــــــدنا

نتابع مع ازاد والحلقة الثالثة

ازاد المتشحط ودوري المرحوم حميدو الجرثومي..

يوم أخر من حياة ازاد المنحوس

كان صباح يوم الخميس مشرقا وكانت السماء تضج زرقة و أشعة الشمس تلقي بأشعتها على حارة ازاد المتشحط
- ازاد ازاد ازااااااادو

أخذ احدهم يصيح أمام منزل ازاد مستخدما جميع وسائل المناداة من صوت وجرس وحتى الطرق بواسطة الحجارة على الباب المهترئ

- طيب ولك كسرت الباب .....جاي جاي
وثواني وكان ازاد أمام باب بيتهم ،
- أيوا يا عليكو شو أخبارك ... انفك طولان ثلاتة سانتي على أخر مرة رأيتك فيها
- شو ما نحنة تلاقينا أمس يا ازاد ،
- ياساتر ثلاتة سانتي في ليلة .... ربك يستر بعد ثلاتة شهور شو بيصير فيك ...شو بدك جاييني على راس الصبح ،
- جماعة شارع الوسطى بدون ياك تلعب مع جماعة الشارع العام مشان يخسرو ..... اليوم نهائي دوري المرحوم حميدو الجرثومي ....أوكى يا ازاد ،
- ألف طلب مثل هذا الطلب يا عليكو ....ازاد المنحوس في الخدمة دائما ...وين بدكون ألعب ،
- بدنا ياك تلعب مهاجم ... ونحنى مستعدين نخلي المرمى فاضي .

ودع ازاد صديقه عليكو ودخل إلى البيت وأخذ يبحث عن حذائه الرياضي المهترئ الذي أكل عليه الدهر وشرب .

أخذ يبحث عن والدته ليجدها جالسة بجانب التلفاز تبحث على إحدى القنوات
- في شي أمي على شو عمتدوري
- ادور على قناة mbc ...اليوم الحلقة الأخيرة من المسلسل التركي أللي صايرلي ثلاتة شهور أتابعه

جلست والدة ازاد وهي في قمة الشوق واللهفة لمتابعة أحداث الحلقة الأخيرة التي على وشك أن تبدأ
- شوقتيني مام ....حتى أنى مو شايفها أبداً ،

بدأت الحلقة ... ولم يكد ازاد يجلس على كرسيه ....حتى إنقطع التيار الكهربائي
أخذت والدة ازاد ترمق إبنها بنظرة الغضب ...
- ثلاتة شهور وأني أتابع في المسلسل وأنتظر الحلقة الأخيرة .... وقد نزعت فرحتي .
أطلق ازاد ضحكة قصيرة ....وغادر المكان وهو يلوح بيديه
- عادي مام .... بدهون يعيدو المسلسل كلها ثلاتة شهور وتحضري الحلقة الأخيرة ،

تناول ازاد الغداء على عجل ....وقام بتغيير ملابسه وارتدى ملابس الكورة ....قميص فريق الإنتر الإيطالي " أكبر فريق منحوس في العالم " والشورت الأخضروالبلوزة الفسفوري وحذائه المهتري .
توجه نحو الملعب الذي ستقام عليه المباراة .... إجتاز الشارع المحادي لشارعهم ليفاجئ بسيارة قادمة بسرعة مذهلة .....قام صاحبها بمضايقة ازاد حتى كاد أن يصدمه ....ليتبين له أنه اكرمو المحظوظ إبن عمه ،
- مبروك الهونداي اكرمو ....أيمت أشتريتها ،

أخرج اكرمو رأسه من النافذة وهو يلوح بيديه
- ما أشتريتها ....ربحتها في علبة المحارم
شعر ازاد بالحسرة .... وتمنى أن يسانده الحظ ولو مرة مثل إبن عمه اكرمو
- 6 مليون قسيمة ..... وقسيمة اكرمو هو ألي ربح .... وااااخ وأنا اللي إشتركت بعشرين قسيمة ماطلعلي حتى ساعة

كان هذا حوارا داخليا ....أخد ازاد يذنب حظه العاتر ...والنحس الذي يرافقه أينما ذهب وتذكر في تلك اللحظة وصية والده له قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ،

" ياولدي يا ازاد ...إنت منحوس كبير هاي مافيها كلام...من أول يوم إنجبتك فيه يا ازاد أني فلست وصرت على الحديدة ... وهاهو اليوم أخر يوم ليي في هالدنيا مع أني مو عايش غير 40 سنة..يعني في عز شبابي ....اللي بدي أقولو ألك .... لا تيأس ..قاوم النحس تبعك و بيجي يوم وبتنتصر على نحسك "

أحس ازاد بالنشاط والحيوية يمتلئ في جسمه .... أخذ يركض نحو الملعب الذي ستقام فيه مباراة شارع الوسطى والشارع العام ....تخيل نفسه في تلك اللحظات وكأنه الكابتن ماجد يركض نحو مرمى فريق الحرية ...دخل الى الملعب الذي أزدحم بالجماهير ....كانو يملؤن الأسوار... واللاعبين يقومون بالإحماء ....
كانت أجواء المباراة النهائية لدوري المرحوم حميدو الجرثومي حماسية ...واشتعلت المدرجات عند دخول ازاد أرض الملعب .....وأخذت الجماهير تهتف و تصيح

- هى تعالى يا ازاد ...تعالى يا مهاجم البلاد ،

أخد ازاد يلوح للجماهير الحاضرة بعلامة النصر .... وقام بالأحماء كالثور الهائج ....
بدأت المباراة ...ولعب ازاد في صفوف الشارع العام ....ولم يخيب ازاد ظن شارع الوسطى ...فقد إنتهت المباراة بهزيمة فريق ازاد بخمسة أهداف دون مقابل رغم حصول فريقه على ستة ركلات جزاء تكفل ازاد بإضاعتها جميعاً ... ولم تترك الجماهير المساندة لفريق الشارع العام ...حجارة في الملعب إلا ورمتها على ازاد وأخذت تهتف ...
- ازاد يافاشل ....أطلع برا الملعب .....

إلى اللقاء في المغامرة المقبلة ل أزاد المتشحط