نتابع مع الحلقة الثانية من مغامرات أزاد!!

أشراقة شمس ساطعة يستقبل ازاد في يوم جديد....

-أمي انا رايح شوف خطيبتي بدك شي
- لا سلامتك ..غير سلملي عليها وقل لها أمي بتسلم عليك بمناسبة العيد السابع لخطوبتكم

خرج ازاد الى الشارع وإستقبلته سيارته البيجو
أخذ ازاد يتذكر تاريخ اليوم ..فسيارته تعمل مرة كل عشرة أيام ..فهي مزاجية ..ولكن ما يخسر من المحاولة ..صعد إلى السيارة وحاول تشغيلها ولكن دون جدوى ..سيضطر لأن يستقل السرفيس كالعادة .
وقف ازاد على جانب الطريق ينتظر قدوم باص النقل الداخلي كما يسمونه ..أخذ يمني نفسه بأن يحصل على مقعد فارغ ..فهو لم يحصل على مقعد فارغ في الباص منذ سنتين ..توقف الباص ..صعد ازاد وكانت المفاجأة كرسي فارغ ..أسرع ازاد نحو الكرسي وكأن هناك من يسابقه عليه ..جلس وهو غير مصدق لما حدث ..وأخيرا لن يضطر الى الوقوف كالنعامة في الباص.
إنطلق الباص ولم تكد تغادر حتى توقفت لتصعد عجوز مسنة ..كان الباص مملوء بالركاب ..وكانت العجوز واقفة بجانب ازاد..أخد الجميع يرمقون ازاد بنظراتهم الحادة " انهض خلي الحجة تقعد ..عيب عليك .. شاب طول بعرض قاعد وعجوزة واقفة " كانت هذه مغزى تلك النظرات .. إضطر ازاد لأن يعطي للحجة مكانه وان يقف هو .. وكالعادة هاهو واقف كالنعامة.. والجميع مستريحين في مقاعدهم .. هكذا هو دائما .
نزل ازاد من الباص متجها الى الحديقة التي سيلتقي فيها خطيبته ..قام بشراء كيسين من البذر كالعادة ..وإتجه نحو الحديقة ليجد خطيبته جالسة على الكرسي .

- وينك أنت؟؟ صايرلي نص ساعة مستنيتك؟
- الباص وقف كتير في الطريق .
- يا ازاد لازم تشوفلنا حل لعلاقتنا ..اليوم منخلصو بسبعة سنين خطوبة .
- الله كريم ياسلمى ..مافي مصاري .
- طيب اشتغل أفتحلك شي مشروع .
- مافي مشروع نجح معي يا سلمى ..أشتغلت على االسرفيس تسعة شهور ..حتى الصانع تبعي تزوج وأشترى بيت .. وأنا صرفت كل راتبي في تصليح الباص ومخالفات المرور.
- مشكلتي يا ازاد أني أحبك ..لكن لمتى؟ كم سنة تانيات بدي أدخل عالأربعين وأعنس وأنت حضرتك قاعد موعامل شي .
-سلومه هدي أعصابك ..تفضلي بذر بتطير الملل.
- وااااه من البذر .. سبعة سنين تأكل فيها البذر ...أشتهيت شي يوم تشتريلي كنافة أو بوظة ..بتعرفي حبيبتي لو كنا مجمعين حق البذر كنا هلة أشترينا شقة .

تواصل حديثهم على هذا النحو .. الحديث نفسه يتكرر كل يوم
عاد ازاد أدراجه بعد أن قام بتوصيل خطيبته الى بيتها .
وصل ازاد الى شارعهم ..أخذ يتمشى وهو يقذف بعلبة الكولا الملقاة في الشارع بقدمه .. حلم حياته أن يتذوقها .. ولكنه يحرم نفسه من كل شئ في سبيل توفير المال لبناء مستقبله ..
كان ازاد شاردا وهائما في أفكاره ...ليفاجيء بأحدهم وهو يقطع عليه الطريق ..

- وااااااع
- مين اكرمو ...شوي شوي خلعتلي كتفي.
- شو أخبارك ياابن العم ... شو أخر أخبار ديونك والنحس تبعك..
- خليني ساكت ياابن العم .. ما في واحد بالحارة ما يطلب مني مصاري ...بتصدق حتى البويجي ألو علي دين مية ليرة.

أطلق اكرمو ضحكة التشفي التي يطلقها بكل عفوية .. كان في قمة الإفتخار لكونه أكثر الناس حظا في هذا الكون .
- وأنت شو أخر أخبار حظك أللي يجنن يا اكرمو
- والله هالأيام مكسد الحظ شوية .. لقيت خمسميت ليرة عالكرسي في السرفيس .. وتعينت في شركة البريد مع أني مو حاطط ملفي عندون لكن فقط تشابه أسماء في إسم الأب والجد والأم و الكنية ..
او شي تاني وشي تاني .. أيــــه إيش ظبتت معي أربعة بناة في الاقتصاد والطب والعلوم والهندسة

أطلق ازاد تنهيدة حادة فإبن عمه ناجح في كل شيء "العمل والمال وحتى الحب ".. وتمنى أن يكون له 0,01 من حظ إبن عمه اكرمو .
ودع ازاد إبن عمه وتوجه الى بيته وهو في قمة الخمول والكسل .. وقبل أن يصل الى البيت مر بأفراد شارعه الملتمين على عتبة أحد البيوت وكالعادة كان محور حديثهم مغامرات ازاد المنحوسة
- ياشباب ازاد هو الاول بالعالم في النحس !!!

دخل ازاد الى البيت ..إتجه نحو غرفته .. ونام دون أن ينزع حذائه ..كان هذا اليوم يعتبر يوما جيدا بالنسبة
ل ازاد..بالفعل كان يوما جيدا بالنسبة له .

إلى اللقاء في المغامرة المقبلة ....أنتظرونا