حفر القبر لغيره ودفن فيه . . .

3 ردود [اخر رد]
مشترك منذ تاريخ: 17/08/2006

حفر القبر لغيره ودفنَ فيه
وقف على القبر وقال للحاضرين: ياجماعة هذا القبر ضيق لا يسعه، وما إن قال هذا الكلام وإذ به يقع على الأرض، وبعد ساعة مات ووضعَ في هذا القبر، كان ذلك؟
اسمع هذه القصة على لسان أحد الحاضرين لهذا المشهد العجيب وذلك في (فضائية اقرأ) وأنا انظر بذهول إلى تلك الندوة التي شارك فيها مجموعة من المفكرين والعلماء والمثقفين، إضافة إلى جمع من الحضور الذين يبدون بآرائهم حول الموت والأموات، وما جرى معهم من مواقف عجيبة، ومشاهد غريبة، يتحدثون بها إلى الحاضرين.
وهنا قام أحد المشاركين في الندوة وقال: لقد وصلنا الخبر إلى بيتنا أن صديقنا فلان فارق الحياة، وقام أهل الحي والجيران وأهل الفقيد بواجبهم نحو هذا الحدث المؤلم، فحضروا إلى بيته، وحينما تأكدوا من الخبر شارك الجميع وتعــــاونوا مع بعضهم بعضاً، فمنهم من ذهب لتجهيز القبر إلى المغسّل ثم شراء الكفن ثم لحقهم البقية إلى المقبرة بعد أن حملوا معهم الرفش والقدوم لمساعدة الذين سبقوهم.
لكنهم تأخروا في تجهيز القبر بسبب قساوة الأرض ويظهر أنها كانت كلسية صلبة.
قال الراوي: وبعد أن غسلنا الميت انتظرنا خبر الانتهاء من حفر القبر، وحينما طال انتظارنا أرسلنا أحد الحاضرين ليستكشف لنا عن القبر والانتهاء منه، وبعد ربع ساعة رجع الرجل، وقال: يجب أن تصبروا نصف ساعة أخرى، فصبرنا وبعد أن انتهت نصف الساعة وتوكلنا على الله متجهين إلى المقبرة يتقدمنا الميت الذي وضعناه في التابوت، وحمله بعض الجيران والمحبين له على أكتافهم، ونحن الآخرين نمشي من وراء الجنازة وعلينا السكينة والوقار.
وأثناء المشي خلف الجنازة كان هناك منا من يوحــــــد الله رافعا صوته وآخرين منهم يدعــــــون الله تعالــــى لـــه بالرحمـــــــة والرضوان، حتى وصلنا إلى أول المقبرة، فأدخلنا التابوت إلى المسجد الملاصق للمقبرة وصلينا على الميت صلاة الجنازة أربع تكبيرات، وبعد الانتهاء حملنا التابوت وتوجهنا إلى حيث المكان الذي حفر القبر فيه.
وحينما وصلنا إلى المقبرة، وضعنا التابوت على الأرض بعيدا عن القبر مسافة ثلاث أمتار، وهنا توجه أحد الحاضرين مستعجلاً نحو القبر كي يطلع عليه، وما إن شاهد القبر حتى نادى وقال للحاضرين: ياجماعة إن هذا القبر لا يصلح لجارنا فلان الميت، ذلك لأن القبر الذي حفر له ضيق وصغير، بينما المرحوم طوله أكثر من طول القبر، انظروا إلى تابوته كم هو طويل؟ وانظروا إلى القبر وقصره، وازنو بين هذا وذاك، أليس كذلك؟ أظنكم ستوافقون على ذلك، فلا بد من أن يصلحوا منه ويزيدوا من طوله، أو يقوم بعض الحاضرين جزاهم الله خيراً بحفر قبر آخر بجانبه وبشكل سريع.
قال بعضهم: نعم ربما ذلك.
وما إن أتم هذا الرجل كلامه هذا، لم يمر سوى ثلاث دقائق حتى وجدنا هذا الذي تحدث بهذا الكلام اختل توازنه ووقع على الأرض، حاولنا أن نقيمه لكنه لم يستطع، حركنا جسمه ونظرنا إلى وجهه الذي تغير وتنفسه الذي بدأ يضيق، عندها قام بعض الحاضرين فأسرع لجلب سيارة الإسعاف، ولكن قبل وصول السيارة إلى المستشفى فارق الحياة.
وبعد غسله وتكفينه والصلاة عليه وضع في ذلك القبر الذي حفر لغيره وقال إنه لا يصلح له، ودفن إلى جانب ذلك الميت الذي سبقه.
هذه هي الدنيا إنها غرارة غدارة، ليس فيها ضمان وأمان.
وصدق الشاعر حيث قال:
لا تأمن الموت في لحظ وفي نفس
وإن تمنعت بالحجاب والحـــــرس
واعلم بأن سهام المــــوت قـــاصدة
لكل مدرّع منهــــــا ومــــــــــترس
ترجوا النجاة ولم تسلك مسلكــــها
إن السفينة لاتجري على اليبـــــس
وأترك هذا الموقف العجيب وهذا القصة الواقعية للقارئ كي يعتبر ويتعظ.

The Sincere

الأمل ينام كالدب بين ضلوعنا منتظراً الربيع لينهض.. (إنديرا غاندي)

User offline. Last seen 12 سنة 7 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 25/01/2006

شو ها الصدفة :lol: 8O 8O 8O 8O

User offline. Last seen 8 سنة 1 يوم ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 30/01/2006

لا تأمن الموت في لحظ وفي نفس
وإن تمنعت بالحجاب والحـــــرس

سبحان الله له في كل شيء حكمة

شكرك عزيزي هنري دمت لنا

مشترك منذ تاريخ: 17/08/2006

الف شكر الكون يا شباب على هالمرور الحلوووووووو . . .

الأمل ينام كالدب بين ضلوعنا منتظراً الربيع لينهض.. (إنديرا غاندي)