أغنية من أريج

8 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 15 سنة 33 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 17/07/2006

[=blue] أغنية من أريــــــــــج !!
وحدها أغنية بصوت فيروز التي يحبها كانت تخترق تموجات دماغه قادمة مع استرسال تمايلات النسائم المسائية الباردة من جهة الشمال البعيد, كان متكئا ً بكليته إلى جذع شجرة هرمة تتالت عليها حكايات كثيرة من أعماق المجهول اللامتناهي إلى أسطح المعلوم اللا متناهي ,تلك شجرة حفرت أخاديدها في صدر الأرض مستقبلة بصدرها الغائص في الأوجاع أقاويل السماء للأرض و مكنونات قصص الأوراق في خيانة مغتفرة للأغصان في لجة فصول اصطلاء البدع و العربدة 000
رأسه المتدلي على كتفه الأيسر يوحي للناظر بمأساة مرهقة من مأساتها المفجعة , شعر مسترسل أشعث مستنجد بفوضى الرياح على إمكان نظام الأمكنة 00 و عينان ذابلتان نصف مطبقتان و مستسلمتان لدعابات أصابع الكرى , و النسيم , ودخان لفافته المشتعلة بين إصبعيه الرشيقتين 0
فقاعات ٌ00 غيوم ٌ 00 و أرواح كثيرة كانت تخرج مع كل زفرة متشحة بالاسترخاء و الذبول بين يدي الدخان الهادئ الماضي تيها
في مسافة الرئتين و الفضاء0
كان يتأمل ذلك المشهد الباعث على الملل00 حلقات من دخان تعلو ,تتسع , تعانق حلقات ٍ أخرى 00 تصبح الحلقات سرابا ً يبتلعه الفضاء الشره لوجود الممكنات الطليقة 00
وفي نفسه كانت تتخبط الأمواج , وترتطم بالصخور , يفور زبد الأمواج فوق تلك الصخور المقيدة 00
من بين استرسال أمواج الدخان الكثيفة أمام جفنيه الذابلتين لاح له طيف جميل 000 طيف أغنية قادمة مع غصن من أغصان الزيزفون و أزهار الحبق البري و البابونج المنتشر حول مضجع الشجرة الأزلي00
عدل رأسه بإعياء المترقب منذ الأزل أن يأتي إليه الأبد 00 حاملا ً له كؤوسا ً من مدامات الخيال ليروي به ظمأ شوقه المتحرر من ربقة التهذيب والأنسنة , شوقه إلى شيء ٍ غير مفهوم 00 إلى وجع ٍ يحرره من وجعه , ومن تأوهات حنينه إلى (( اللا شيء الذي وراء كل شيء ))00
أغنية قادمة إليه من خلف السراب و الألحان 00 اقتربت منه أكثر فأكثر و كلما كانت تزداد اقترابا ً , كان يشعر بصدره ينتفخ 00 يعلو 00 يقسو , حتى ليكاد يحس ّ بأكوام ٍ من الصخور تتراكم بين أضلاعه و بضربات قلبه تزداد صخبا ً , وضجيجا ً , مد ّ يده
إلى علبة السجائر , نفضها من سجائرها مكوما ً إياها فوق بعضها بين قدميه المزروعتين في الأرض كشجيرتي خرنوب 00 أخرج علبة الكبريت من جيب بنطاله القديم الذي بات مألوفا ً منظره لمرأى الأرض المريضة الشاحبة00
أشعل النار في كل اللفافات المتراكمة أمام بصره 00 تسارعت أسراب الدخان , تشابكت حلقاتها , تعانقت , تنافرت , تباطأت ,
محلقة معا ً على مرمى بصر عينيه البنيتين الواسعتين اللامعتين كحبتي ندى في كلة الغسق 00
تلك اللحظة كان ينتظرها بمد و جزر ٍ أعياهما تدفق الأحلام في أنهارها اللامرئية المزعجة 00 و ها قد حانت اللحظة فأراد الاختباء منها خلف سور ٍ من دخان , أوجدته اضطرابات العلل في صدور الفناء و العدم 00 أطبق عينيه بقوة , أطبق جفنيه على طيف تلك الأغنية : (( هكذا أفضل )) قال مسلما ً دموع انتظاره لسواد المجهول العميق الواسع ولكنه فتحهما مرغما ً بوخز همسات تلك الأغنية لغشائي أذنيه اللتين لم يستطع سدهما حتى بإصبعيه الوسطاوين يعاونهما صرير أسنانه العاجية بين شفتيه الحائرتين ,
المتنافرتين , اقتربت الأغنية أكثر , بدت ملامحها الأسطورية واضحة من خلال كآبة ذلك الدخان المنبثق من رحم التعاسة و الشقاء, أحس ّ برغبة في إمساكها بين راحتيه , وكلما اقتربت كانت قسماته أكثر جمعا ً بين دموع الحنين و ابتسامة اللقاء , استطاع أن يلمح بوضوح ذلك الدخان الأزرق في عينيها الفيروزيتين , شوق إلهي ّ حمله على جسر ٍ من أريج الزيزفون النافذ في مسامات روحه عبر دقائق العمر الزائل و أشباح الأجسام الراكضة مع أوراق الأثير وسط الأصوات الموارية لحد الأيام , والسنوات , إلى أصابعها الرقيقة تجدل ضفائر من أزهار الأقحوان والنرجس00
و حين صارت على مقربة من استيعابه للحقيقة المنسوجة بعصارة من دخان و أريج , وقف على قدميه منتصبا ً , لم يجرؤ على الاقتراب منها أكثر , هي تقدمت نحوه بخطوات مرنة , وهيام من أحزان الشمس الناعسة يلف خصرها الدقيق , مدت يدها نحو عينيه , أسبلت جفنيه بأناملها البيضاء الدافئة , دارت حوله مرة 00 واضعة يدها على إحدى كتفيه , وقفت قبالته مرة أخرى ,
و بهدوء ٍ وضعت طوقا ًمن أزهار الأقحوان و النرجس حول عنقه الأملس , أحس ّ بدف ء شفتيها النضرتين كأكمام الزهر على جبينه 00 فحرر جفنيه من ظلام المكنونات المسحورة في عمق العينين , ولكنه 00 لكنه 00 لم يرَ أحدا ً 00 !!
لا أغنية 00 لا أقحوان 00 أو نرجس حول عنقه !! لا شيء سوى شجرة هرمة , ودخان من ليالي الأحقاب الخيالية , وأغنية يتردد صداها من بعيد في مسمعه , مد ّ أصابعه المختلجة ببكاء الأحلام إلى جبينه , دف ء ٌ عميق كان لا يزال نابضا ً كروح طفل ٍ حديث الولادة تحت أصابعه الخمسة , وابتسامة شقت طريقها وسط انحدار الدموع من مقلتيه اللامعتين كحبتي ندى في كلة الغسق000000!!!؟؟[/]

User offline. Last seen 13 سنة 21 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 26/05/2006

كم تتفننين في خلق الصورة وتتحكمين بها كما تريدين ....... خيال وكأنه قد عرف العالم الأخر !...

خرج منه مجبراً !................... فأصبح مشوشاً ..عصبي المزاج .... يريد خلوة مهما كلفت ! فقد ليعيد ألوان

ذلك العالم ويرميه من فوق... عباءة قوس قزح تعطي للحياة معنىً أخر ............. تستحقه هي ونستحقه نحن..!

لكن أظن الخيبة تنتظرنا دائماً في نهاية نجاحاتنا !!

وهزائمنا في خلق وجه جديد للقمر ............ تسقط في هاوية عمياء !!

وتلك الأغنية لم تكن الا خيالاً لحلمه الذي قد أصابه بالهرم وشبهه بالدخان الغارق في الاوهام والسراب ...!

أن نصعد القمر ثم نسقط بلا مأوى ... شيء في غاية الحزن ....... ويستحق صمتاً أبدياً .........!!

كل الشكر

User offline. Last seen 13 سنة 44 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 05/07/2006

biji nalin

:D

User offline. Last seen 10 سنة 19 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 23/07/2006

شكراً وبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس :wink: :wink: :wink: :wink: :wink: :wink: :wink: :wink: :wink: :wink: :wink: :wink: :wink: :wink: :wink: :wink: :wink: :wink: :wink: :wink: :wink: :wink:

User offline. Last seen 12 سنة 3 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/04/2006

ألف شكر نالين

User offline. Last seen 10 سنة 12 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 27/03/2006

ألف شكر nalin,

User offline. Last seen 15 سنة 47 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 30/03/2008

رائعة

صورة  الساعي's
User offline. Last seen 9 سنة 38 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/01/2008

لا بل دامعة

ــــــــــ
كل شتاءٍ يُتبع بربيع

User offline. Last seen 12 سنة 50 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 25/04/2007

ترسمين صورك بالكلمات....
NALIN..شكراً لك على القصة الرائعة..