إهداء
إلى ذلك المطر الذي أنبت أرضنا العذراء تينا ً...
لوزا ً...
قمحا ً...
ياسمينا ً...
وشعراً...

الميلاد

(1)

في ميلاد كهذا
شيَدنا لهم في القلب معابداً
بروجاً وقصور...
ملكناهم أذرعا
جبيناً وعيون...
زرعنا لهم على الشفاه لوزا ً
تينا ً
زهور

(2)

في ميلاد كهذا جلسنا وجلسوا
مرة تلو مرة
ركضنا وركضوا
حتى شهقت أقدامنا
قلنا وقالوا
تعبنا وتعبوا
حتى ملّنا التعب
ولم ندر أأيقظنا كنا
أم حالمين...؟
ولم ندر كيف احترقت
شفاهنا وهج القبل

(3)

في ميلاد كهذا
اكتنزنا لهم قلوبا ً من الرياحين
وكلاما ً ليس مثله
أساطير الأولين
فغد للحب مملكة
عرشا ً وعرين...

(4)

في ذلك الميلاد
ابتهلنا على السماء
وصلّينا
علّ الزمان يوقف دورته المنظّمة
وأن نركب هودج الريح
ونسافر في موكب الليل
مثل قبائل الغجر
من سفر...
لسفر...
لسفر...

(5)

في ذلك الميلاد
أيقظنا المسيح بصمتنا
فصلى ركعته الأخيرة
ومضى وراء أصوات المدى
يبحث عن أنثاه العذراء...

(6)

في ذلك الميلاد
نام الحمام على أكتافي
يحلم بصباح جديد
وعلى شفاهي انحنت
حدائق الورد
والصنوبر...
وعلى صدري هوت الأنامل
كالشهب تبحث عن أرض
تموت فيها....

(7)

في ميلاد كهذا
كنا هناك
وكانوا...
كانت حولنا أشجار
مقاعد
أرصفة
غسلت كآبتها أمطار
شتاء باكر....

(8 )

في ميلاد كهذا
غدا للجنون ميلاد
وراح يلاحقنا مثل طفل
من جنون
لجنون
لجنون
يسافر فينا متى يشاء
يقتلنا 0000
يحيينا متى يشاء

(9)

أيها الميلاد ، وماذا بعد
سوى حديث
أخرسه ثلج الميلاد
لا أشجار هنا نعلق
عليها دموعنا الأخيرة
لا مقاعد نكتب عليها
ولا أوراق
لا زهرة هنا
ولا عطر يفوح
ولا طريق نسير فيه
ولا سماء
لا غيمة تغسل عنّا حبّنا القديم
سوى صمت
وصمت...
وصمت...

(10)

إنه الرحيل وماذا بعد
سوى نواح أنامل
ملأت نشيجها
مدنا ً منسيَة
مرايا تتكسر كلّما لاحت منها
وجوهنا المتعبة...
حبٌّ قديم يطاردنا
منذ زمن
كم أتعبنا 000 ؟
ولم يتعب 000
أهكذا تكون يا أخر الميلاد
سفراً000
جنوناً 000
حبّاً قديماً 000
تلاحقنا منذ زمن ...؟
كم أتعبتنا...
ولم تتعب...؟
كم أتعبتنا...
ولم تتعب...؟