بائع الكبريت
من دمشق إلى الإحساء
بائع الكبريت :
المكان :
القدم بضواحي دمشق في مكتب الجميل للنقل البري ...كراج يذكرك بفسحات المساجد القديمة وقد تحلقت حولها بيوت طلبة العلم تفوح من جدرانها رائحة التراث والأصالة والجمود والروتين والنمطية ..في زاوية أخرى يذكرك بمحطات القطار البخاري التي نراها في أفلام الأبيض والأسود وقد اعتلتها اللافتات المكتوبة بخط اليد والمقاعد الخشبية الطويلة يجلس عليها الناس هادئين وأحلامهم قد ضج بها المكان تتصارع حتى سادهم صمت الاستسلام والانقياد لها ....
الزمان :
منتصف تشرين الأول الساعة الثامنة صباحا حيث الصيف ما زال واضعا يده على فم الشتاء الذي تميز من الغيظ يطلق صرخة رعد هنا ولمعة برق هناك ثم تجف دموعه سريعا منتظرا أن يفعل الزمن فعله في صاحبه الذي يزداد قوة مع تقادم الزمن ليقودهما إلى الهاوية ونهاية العالم ولكنها شهوة السلطة وسحر العروش
من بين هذه الزحمة يأتي بائع الكبريت رث الثياب قد جفت الحياة حتى فيها...
وضع علب (الراحة الدرعاوية) في هدوء واحدة بعد أخرى في رتابة العجائز الذين يتعودون الترتيب من طول الفراغ والوحدة ...
(راحة درعاوية ...راحة متل العسل ..من يشتري )
ينظر في عيون المسافرين ليقرووا ماساته ويشتروا منه ...ولكنهم لخوفهم من مواجهة الحقيقة التصقت عيونهم بأقدامهم هربا من عينيه وغاص كل واحد في غمامة أفكاره ...
ظل بائع الكبريت أو الراحة يعيد دورانه بين الناس وفي كل عين يتفرسا يمر حلم جديد لم يكن يشعل أعواد ثقابه ليرى الأحلام لأنه لا يستطيع الاستغناء عنها فهي مصدر رزقه وكانت الأحلام تنطفئ مع كل وجه يتجاوزه ليس مع كل عود ينطفئ
(ربما يعرض علي هذا عملا في الخليج ...
قد يشتري من ذاك معظم كمية البضاعة ...
قد يسألني الآخر عن حالي فيجد لي عملا ذي راتب جيد ..قد ..قد ..أعواد ثقاب ..اعواد ثقاب ..راحة ..راحة ...)
يذبل الصوت ..ويذوي الرجل المسن في مقعده لينظر نظرة حزن واسى حوله ..انه لا يستطيع أن يترك نفسه كبائعة الكبريت للموت ليلتقي بالأصحاب في الجنة .. انه يحسد حتى بائعة الكبريت ..فالموت ليس خيارا له .. يستجمع قواه مرة أخرى ويعيد الكرة ولكن هذه المرة صوته يختلط فيه الحزن والاستغناء والألم ..لم يتفرس في عيون الناس هذه المرة وهو يقول راحة راحة درعاوية ..
كان ينتظر مجموعة الغد المسافرة ليجلب معه شحنة جديدة من الأحلام يستطيع بها تحمل جفاء وإهمال الناس لسويعات قليلة قبل ان تتحطم مرة أخرى على جدار الجفاء والبرود والقسوة
يتبع
خورشيد
الإحساء..في بيت صديقي ضاهر الساعة الرابعة مساء
18\10\2008
شكرا نوشين على المرور العذب
جميل جدا خورشيد
متميز كالعادة
........
ولكن أليس من الانسب أن يوضع في قسم القصة
أشكرك من جديد
..........................................jinda
شكرا جيندا
انها خاطرة مرت بخاطري وظلت تلح علي حتى كتبت نفسها
أفرح عندما أشاهد حروف قلمك الجميل المتناسق شكراً أخ خورشيد
شكرا اكرم هذا من لطفك
بائع كبريت
أم كتلة من الحزن والألم
.
.
.
شكرا khorsheed76 , لازلنا في انتظار التتمة .....
.
.
.
كم انت رائع يا صديقي .....
شكرا اخير مير دلو
والله زمان يا ابو الكيف ما سمعنا صوتك
شكرا لمرورك
واقعة دراماتيكية تلامس الألم الإنساني ...البرودة والكأبة يعانق أمله مع ضوء
الشمس الجميل ....لا شيء يرضي يأسه سوى العمل .....أصبحت أخلاقنا
تنسج على الستائر و رماد الجثة الباردة هي .....إنسانيتنا الجميلة....!!!!!
اسلوبك الجميل تداعب احاسيسنا الندية ربما هذا عالم الوحيد الذي سلم
من الفوضى......
نحن بانتظارك يا طبيبنا العزيز خورشيد