مرحباً إسطنبول

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 16 سنة 24 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/10/2007

مرحباً استنبول

موجة

موجة من ضباب الأحلام المنسوجة

لفظتني إلى هذا الشاطئ العدیم الوجدان

اوديسيوسٌ أنا

كحفنة رماد احمر

ظل قلبي في السفينة

كانت في طريقي سبع أبحر

و سبعة عشر شاطئا مزيفاً

مثل سراب الصيف

سبعون تخوماً كالخنجر

سبعمائة كهف بلا أبواب

و سبعة آلاف من الحور

من رعب الأمواج انعقد لساني

لكن الجروح أنطقتني

و بجانب كل موجة

كنت أحتسي قدحا من الخمر

كل جرعة

?انت شعلة من نار تثير حفيظة اللسان

هيا اسمع

فلساني قد هاجت قريحته

مرحبا استانبول

من أنيني يظهر إنني جريح

ومن جروحي يظهر أنني كردي

غريب ... لا اهتدي...سائر بلا جدوى

في وجهي ترعى الهموم

فمن يجمع هذه الهموم؟

من في صخب شوارعك

سيسمع أنيني؟

مرحبا استانبول

سائح أنا

قادم من بعيد

من جبال الحسرات

و من سهول الموت

احمل في جعبتي

جراحات مثل الصنوبر

وحبيبات من قلادات العرائس القتلى

و خرزات الأطفال

وصفائح الحلوى الماردينية

كجرائد ملفوفة مكتوبة عليها

أنين الحقول كالقصائد

تبغ ( موش)

و بلوط سيپان

و هدايا غسلت بدموع (خجه)

وأزهاراللعل من سهل سروج

و باقة من ضبابات فجر(آگري)

في عمق صدري

كان الفرات يبكي

مرحبا استانبول

ويحك

أبوابك من حديد.! و قلبك أيضا !؟

جدرانك من حجارة

و قلبك ايضاً ؟

اذاً فاسمعي ملحمة الاحتراق:

من حقدها تجدل الحبال

ويشنق بها الربيع

وتغرب الشمس جريحة

وتقطر...تقطر...تقطر

في تلك الأفق دماء

في كياني تجرح بساتين (كولندور)الشوكية

قصيدتي

صوتي هو أنين البنفسج

وفي عيني

مئة ألف من اشجار الجوز محترقة

وفي بلادي

يحرقون الأطفال

ويطفئون التنانير

تطوف الجبال بعينيها باحثة

عن ربيع ضائع

في وطني

تهز الأمهات المهاد عبثا

وحصان (آتيلا)

يعدو جامحاً ثانية

استانبول يا رقصة النار

ان السوسن يحترق

وباقات النرجس في يد العاشقين

تحول رماداً

مرحباً استنبول

أعمى هو من لا يرى جرحي

أخرس هو من يرى جرحي ولا يلقي بآه

اصم هو من لايسمع أنيني

مغفل هو من يؤدي رقصته البلهاء بجانبي

عجباً أ تلك هي أقدار جبالي

حتى تحمل على كتفيها تلك القرى المهدمة

مثل الحقائب الممزقة؟

أ هو قدر بلادي حتى يتعثر على تخوم و أبواب العواصم أنينها؟

مرحباً استنبول

انني آت من بعيد

فهيا أعطني حجراً

ليكن حجراً من مقابرك تلك

حتى أضع عليها هذا الرأس المنهك.

شعر :جان دوست /1995 ترجمة : سلمان حسين /