يولد الانسان و ليس لديه خيار في قدره . هل يولد مسيحياً , مسلماً , يهودياَ , أم مجوسياً ؟. لا خيار لديه ام انه يولد عربياً , كرديا ً , فارسياً , اعجميا ً أو روسياً ايضاً لا خيار لديه . أو انه يولد ذا بشرة بيضاء جميله , او سوداء ذات شعر مجعد ايضاً لا خيار لديه . اذاً ما الذي يجعله انسانأ يحمل صفات الانسانية الحقيقية أي له مشاعر راقيه , له احاسيس و افكار و عقل , يفهم , يعي و يقدر أو يبتعد عن كل لون او عرق او مذهب .لو تخيلنا هرمأ عاليأ  و لتكن قاعدة الهرم هي الانسانية التي تضم البشر جميعهم بكل اطيافهم و اديانهم و حضاراتهم . الانسانية التي تعبر عن كل ما هو جميل بين البشر , الانسانية التي استمدت اسمها من انفاس الطفل الاولى عندما يولد و يفتح عينه على هذا العالم . يولد كائنا بشريا لا يعرف الضغائن , لا يعرف الحقد و القتل وليست لديه اية لغة معينة خاصة به و بعد ذلك تبدا هذه الكلمه بالصغر فيبدأ ابواه يعلمناه الدين فاما ان يكون مسلما , او يعمدانه ليصبح مسيحيأ او يجعلانه يهوديأ , ثم بعد ذلك يتعلم طريقة الصلاة لهذه الصيغة التي اكتسبها و يعلمناه اللغة الخاصة بهم فيكون عربيا ,كردياً, فارسياً الخ , فيظهر تشدده لهذه ايضاً فيبدأ بالتعصب و الشوفينية بكل هذه الصفات الى ان يبتعد عن مفهومه الحقيقي و هو الانسان بكل  ما فيه من مشاعر حب و تآخي و ترابط  و قبوله للأخرين . و هنا تكون الكارثة حيث نصل الى قمة الهرم , بقدر ما دمرنا من بشر , و ما هدرنا من حضارات . ناسين او متناسين القاعدة الاساسية للهرم و التي تجعله قويأ صامدا في وجه كل التيارات التي تبعدنا عن آدميتنا , فلكل انسان مذهب و لكل له شريعته و لغة يعتز بها و لو نو عادات و تقاليد يحبها و يحترمها . فلما هذا الصراع ؟ و  لما هذا الدمار؟ , لماذا الحقد على بعضنا البعض ؟ ألا نستطيع ان نعيش معأ جنبأ الى جنب , الكردي  بجانب العربي و الفارسي و التركي و الروسي متعايشن , متاحبين ,  متعاونين , نحترم بعضنا بعضأ.  حتى لو ان دينك ليس مثل ديني  فانا احترمك و أقدر فكرك و حتى و لو لم يكن لسانك مثل لساني  افنا احترمك ايضأ و احترم هذا التنوع بين البشر لانها هبة من الله و كرم منه  تعالى  مثلها مثل لون الازهار المتعبدة تعطي الأرض بهجة وجمالأ .كفانا قتالاً و تشريدأ لبعضنا البعض , كفانا دمارأ لهذه الارض التي نلوثها يومأ بعد يوم بالغازات السامة و نبيد بعضنا بعضأ و لنحافظ على ذاتٍ واحدةٍ فقط , ألا يكفي ذلك !!اتساءل يا ترى ألا نستطيع ان نتعايش معأ و نحترم خصوصيات بعضنا البعض , فالله وحده هو الحاكم الذي يحكم بين البشر فيدخل من يشاء جهنم او الجنة كل ٍ حسب عمله , فلنترك الحكم لله وحده ولا نتدخل به فلا نكفر بعضنا بعضأ  و لا نستبيح دماء بعضنا البعض . ألا يكفي هذ ا !!متى سنعود الى اساسنا القوي ؟ متى سنعود الى انسانيتنا , الى آدميتنا ؟ متى ..؟؟     بقلم سينم مير