عطر و رؤى

خائفة لكني لا أستطيع الصراخ، كي لا أوقظ من حولي فهم مازالوا نيام بعد ليلة البارحة..........
ألتفت حولي لأرى نحلة تحوم ...... ما العمل ؟
لا أعرف كيف أدافع عن نفسي وهل هناك أمل........!
سأحارب بكل أسلحتي ............... سأقاتل.
وأخسر المعركة.....
فأقرر الاستسلام ...... ولكن أتذكر من أنا .......!
أضحك من كل قلبي ويضحك معي عصفوري الذي نام بجانبي.....
فأنا الوردة رغم كل شيء.............
صحيح هذه أنا ومازالت صديقاتي، ينمنى على أعناق بعض .....
يا له من منظر يدعوني لأتحمل تلك النحلة من أجلهم.
نسمة خفيفة مسحت على رأسي فتطاير عطري على كل المكان....
لألاحظ أنه يريد اقتلاعي من أسرتي..... يريد أن يحطمني.... يحاول سحقي بيديه....... وأخيراً يخرجني من أصيص الزهر.....
ممزقة الأوراق...
ملطخة بالدماء.
ينظرن نحوي أخوتي وأصدقائي..... يشعرون بالأسى تجاهي....
يتناثر الندى...... على رحيلي...
يتطاير العطر.... حزناً لفراقي.....
يصدح عصفوري يغرد مودعاً لصديقة .......
يوماً كانت صديقة.
أرى الحزن على وجوههم والدموع في أعينهم لكني فرحة.
لأنه عندما اقتلعني شاهدني كل أصيص الزهر وعرفوني عندما طرت فوقهم بيديه محمولة محضونة.
تطاير عطري فوق رفاقي مزيجاً رائعاً يشعر المرء بالدفء.
كنت أحلم بهذا اليوم لا أعرف لماذا.....
كنا نبكي طوال اليوم عندما تغادرنا زهرة والآن أنا فرحة.
توقفت عن التفكير .... عندما احتضنني وقربني من شفتاه وقبلني قبلة أذابت وجودي أحسست بالدفء رغم برودة الجو...
ليقذفني وحيدة في الهواء فطار معي عصفوري بجانبي ...
ضاحكاً .... خائفاً ..... قلقاً..... سعيداً..... حزيناً
لا أكترث ..... لكنه بجانبي رغم كل شيء ..... لأسقط على شرفة بعيدة.
رغم كل الورود لكنها حزينة ليست دافئة .... مثل أصيص الزهر الذي نبتت فيه.
لتلتقطني يدٌ ... بتولٌ .... ناعمة .... دافئة ترتعش من الخوف لدرجة أنها احتضنتني بين يديها.... لتدخلني تلك الغرفة الباردة.
لأسقط على صورة حبيبها..... لأنشر الدفء على كل المكان