كان وقت المغيب
وسر اللقلق الحزين
دفين
في اعماق بحر بدأ يركد
ويلهث انفاسه بصعوبة
يريد ان يرتخي
وطيور النورس تحلق
في افق بات لونه شديد الاحمرار
تود ان تؤدي رقصتها
الاخيرة ولكأنها على علم برحيل اليوم
رحيل بلا عودة
فتحاول اقصى ما فيها
ليكون الوداع مختلفا
وداع الموت
موت اليوم فينا
وتصهل بالحرية
وتنشد اغنية الوداع
وقطرات من اللؤلؤ تتساقط
من عين اللقلق الحزين
وكأنه الوحيد الذي خسر اليوم
بل لربما الوحيد الذي فهم معنى الخسارة ها هنا
فتضرب اموج البحر الشط
بكسلالة وخمول
وتهمس لها بسر البحر العميق
وما التهمت في غموض
فتتناثر قطرات الرمل مبتعدة
وكأنها تريد النوم
ولا شيء سوى النوم
في حين تنطفئ اخر شعلة من نور الشمس لهذا اليوم
وتعلن ولادة الليل فينا
ولادة جديدة لليل
فيفتح الغراب جناحيه
وينطلق
مدركا ان الساحة باتت له الان
له فقط
وما من احد غيره يحلق هاهناك
بين ظلمات من خيوط الليل الكئيب
الذي يحفظ له سره المرير
فتتثاقب نظراته لليل معلنا معها الاتحاد
والوفاء لعهدهما
في حين ينسى الجميع
ان اشعة الشمس لهذا اليوم ماتت
وقد باتت في الاعماق
اعماق من الغموض
داخل البحر الكبير
وقد التهمتها هناك خفافيش لليل
ليل محا اثر النهار
واخفى ما كان هناك من اشعة النور.