عروسة كردستان وبطلتها الخالدة ليلى قاسم

لا يوجد ردود
صورة  ramiosman's
User offline. Last seen 12 سنة 13 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 06/11/2008

ولدت بطلتنا الخالدة في مدينة خانقين في 27 من كانون الأول (ديسمبر) 1952،(البعض يذكر1950) *. لأسرة كردية (فيلية) ، كان والدها عاملاً في مصفى نفط خانقين.

التحقت بالمدرسة في عام 1958، فدخلت ابتدائية خانقين. واستمرت في دراسة في مسقط رأسها لحين انتهائها من المرحلة المتوسطة. حيث أحيل والدها على التقاعد ، فقرر الرحيل إلى بغداد.

رغم حالة العوز التي كانت تعيشها العائلة إلا أنها اهتمت كثيراً بتعليم أبنائها، فكانوا مجتهدين ومتفوقين في دراستهم.

امتازت الشهيدة بذكائها الحاد وشعور عالي بالوطنية. وكان لحالة الفقر التي عاشتها تأثيره الكبير في تطوير تفكيرها ونمو وعيها القومي والطبقي مبكراً، وكانت تحلم بتأمين الحقوق القومية لشعبها وتثابر من اجل ذلك. لذا لم يكن غريباً أن تجد في انتماءها إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني الملاذ في تحقيق تلك الأحلام وخاصة والحزب كان يقود النضال التحرري للكرد بقيادة الخالد مصطفى البارزاني.

تعرفت إلى الحزب عبر شقيقها الأكبر الشهيد سام، فكسبت عضوية الحزب بسرعة لنشاطها وكفاءتها وتفانيها الواضح. جمعت بين نضالها من اجل حقوق الكرد، ونضال المرأة من أجل حقوقها، وكانت ترى أن المرأة يمكن أن تكون نداً ورفيقاً للرجل وخاصة في سوح النضال. وكانت من أنشط الوجوه الطلابية.

ابتدأت دراستها الجامعية في كلية الآداب بجامعة بغداد في قسم الاجتماع عام 1971.

جمعها النضال الطلابي مع رفيق دربها وخطيبها الشهيد جواد الهماوندي، فبرغم من أنه كان عاملا بسيطاً، إلا أنها اختارته دون الآخرين لكونه كان يتسم بنفس سجاياها وخصالها، وله ذات التوق لتحقيق حلمها في تحرير كردستان. وكان ذلك رباطاً أبدياً حتى استشهادهما معاً.

في بداية عام 1974 فكرت في إنشاء صحيفة ولكنها أخفقت في حصول على إجازة رسمية بذلك. ومع اشتداد الحملة ضد الكرد بعد فشل اتفاقية آذار، ولإيمانهما أن العمل النضالي يجب أن يصل إلى عقر دار السلطة في بغداد، وبالرغم تعارض ذلك مع توجيهات حزبهما، ابتدئا أعمالهما البطولية مع مجموعة من صحبهم. ولكن وللأسف، وقعوا في أسر السلطة مبكراً. ففي 29 نيسان 1974 القي القبض عليها وخطيبها ورفاقهما ناريمان فؤاد مستي و آزاد سليمان و حمه ره ش، وتم عرضهم على شاشات التلفاز، وقد بدت صلدة في موقفها، وحوكمت ورفاقها في محكمة صورية، وكان الحكم معد سلفاً وهو الإعدام. ولكنها كانت تقول إني اشعر بسعادة لأن موتي سيفتح وعي آلاف ليسلكوا نفس الطريق وسينال شعبنا حريته.

اعتلت أرجوحة الأبطال هي ورفاقها في 12 من أيار سنة 1974 أي بعد اقل من أسبوعين على اعتقالهم. وبذلك تحولت إلى رمز وأسطورة.

ويذكر الكتاب أن في تلك السنة أطلق أسمها على معظم الولادات من البنات في كردستان ، تيمناً بالشهيدة الخالدة، ولعل بعض الأمهات حلمت ربما وليدتها ستحمل شيئاً من صفات شهيدتنا.

مع انتشار خبر إعدامها ورفاقها ، اجتاحت شوارع كثير من المدن الأوربية التظاهرات استنكاراً لتلك العملية البشعة، حيث كانت أول عملية إعدام لامرأة في الشرق وعلى أسس سياسية وتحولت شهيدتنا إلى رمز خالد خلود كردستان.

من يترك نفسه اسير الماضي يفقد المستقبل