الفنان (شفان برور) في بيروت وهموم الفضائيات الكردية

2007-08-08

سيامند إبراهيم سنة  1998، أسرعنا الخطا ونحن نبغي بيروت لمشاهدة الحفل الفني الذي سيغني فيه الفنان المبدع (شفان برور), وعندما وصلنا إلى بيروت كان الجو حاراً والرطوبة عالية, ورغم هذا الجو الخانق حضرنا الحفلة الرائعة التي أنستنا همومنا ومشقة سفرنا الممتد نحو مئات الكيلومترات وعبور الحدود وحضرنا الحفلة التي امتدت لساعات وساعات تألق فيها هذا الفنان العبقري بصوته الساحر وألحانه الرائعة وامتدت الحفلة إلى منتصف الليلوبعد يومين ألتقيت مع الفنان شفان ووجدته جاداً في حياته وحديثه الممتع, وثقته بنفسه كفنان كردي يريد العيش بشكل مستقل بعيداً عن الحزبية الكوردية بكل التزاماتها وضيق أفقها بكافة جوانبها.أستعيد هذه الذكريات الرائعة ونحن نرى الفنانون الأكراد وهم يتجهون نحو فضائية (فين) الكوردية الجديدة في اطلاقتها, والشعور النفسي لأولئك الفنانون الذين يتألقون على شاشة هذه المحطة, ويقدمون أجمل أغانيهم, ويمنون النفس في الظهور بشكل مستمر وإطلاق أغانيهم على مدار الساعات  بث الفضائية, ومن المؤكد أن هذه الفضائية ستهتم بالفنانين الشباب, وترعى أصحاب هذه المواهب, ومن المؤكد أنها ستحتكر أغانيهم التي ستخرجها في أسطوانات مدمجة, ومن المؤكد أنها ستجد طريقها للبيع في أسواق أوروبا وكردستان العراق, وتركيا, بالإضافة إلى حقوق بيعها للمحطات الكوردية التي تزداد يوم بعد يوم, وهي بحاجة إلى الكثير من الأغاني الجيدة, والرائعة في جذب المشاهدين إلى شاشتها الملونة, ومشاهدة الدعايات التجارية التي ستبث بين فترة بث هذه الأغاني, وإذا نظرنا من ناحية إلى أن هذه الخطوة الجيدة ترفد الفنان مادياً وتجعله يعيش بكرامة على فنه, وتبعده عن العوز والحاجة التي تدعه إلى بيع كاسيتاته بيديه بين الشخصيات الميسورة, أو تقوم بعض المؤسسات باستغلاله, وهضم حقه المادي.     هذا وإن المتأمل للقنوات الفضائية الأخرى فهي لاتعمل وفق سلوك مهني وشفاف في إعداد المواد الثقافية والفنية, فتلعب مزاجية البعض من معدي هذه البرامج في تقديم وجبات إعلامية سمجة, وتجري حوارات مع أناس لا علاقة لهم بالثقافة والأدب, وتستهلك الساعات الطويلة المملة, وتقوم هذه الفضائيات الكوردية  بعرض وبث أغاني الفنانين الكورد بدون إذن منهم, وكأننا نعيش في عصر آخر من الكون, حيث لا توجد حقوق النشر, وحتى لا تقوم بدعوة الفنان إلى زيارة كوردستان العراق, وتكريم المتميزين منهم إلى  المحطة, وإعطائه حقه في ثمن بث أغانيه, وثمة محطة تتقصد بعدم بث أغاني فنان عبقري مثل (شفان) الذي يملك الملايين من المعجبين الذين يتابعون أغانيه,  وتقوم هذه المحطة بالتعتيم على حفلات هذا الفنان وعدم بث أغانيه ؟!إذاً نستنتج أن رسالة الاعلام رسالة مهمة خطيرة في حياة المجتمعات, وهي شكل من أشكال المعرفة والتسلية والذوق الفني الرفيع إن هي أدت رسالتها بشكل مسئول وهي التي تستقطب ملايين المشاهدين, وتفعل أشياء مؤثرة في قلوبهم ووجدانهم.Siyamend02@yahoo.com

MAS


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.