بالخط العريض .. التعليم العالي بين القبول وفرص العمل!

2007-08-03

محي الدين المحمد التزمت وزارة التعليم العالي بوعدها وأعلنت مفاضلة القبول الجامعي وحددت الشرائح المطلوبة من الدرجة لكل اختصاص من الاختصاصات، بعد ان قامت الوزارة بافتتاح 58 مركزا موزعة على جميع محافظات القطر لاستلام الطلباتلكن ما يميز هذا العام عن الاعوام السابقة الارتفاع المطرد لأعداد الناجحين في الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي وكذلك في الثانويات الشرعية والفنية ما يشكل ضغطا كبيرا على الكليات في جميع الجامعات السورية التابعة للدولة. ‏ لقد كان عدد الناجحين في الثانوية العامة لايتجاوز الـ71 ألف طالب في عام 1999 بينما وصل عدد الناجحين في العام الماضي الى 144124 طالبا وطالبة اي ان الرقم تضاعف وبنسبة مئة بالمئة في غضون سبع سنوات فقط، بينما وصل في العام الحالي الى 168508 طلاب وطالبات منهم 59584 في الفرع العلمي و108924 في الفرع الأدبي اضافة الى اعداد اخرى من طلاب الثانويات الشرعية والتجارية والصناعية والزراعية وغيرها. ‏ وهؤلاء جميعا يحتاجون الى مقاعد اضافية في الكليات الجامعية والمعاهد المتوسطة. ‏ ولم يقتصر الموضوع على ارتفاع عدد الطلاب فقط وانما الى تحسين اضافي على مجاميع الدرجات الذي يأتي في اطار تطور طبيعي لرقي المستوى الثقافي والمعاشي والتعليمي في سورية، ومع انني لا أستطيع ان ارصد بدقة هذا التطور التحصيلي لأنني حتى الآن لم احصل على الجدول التراكمي للدرجات الذي يبين عدد الطلاب الحاصلين على كل درجة من الدرجات، الا ان متابعتي لتلك الشرائح وعبر عقد ونصف من الزمن يتيح لي مثل هذا التنبؤ.. لكن ارتفاع شرائح الدرجات قد لا يؤثر على ارتفاع معدلات القبول في الجامعات قياسا بالعام الماضي بعد ان تسربت معلومات تفيد بأن عدد المقبولين في الجامعات والمعاهد او بالأحرى عدد الذين سيتم استيعابهم في التعليم العالي سيرتفع بنسبة 20% وهي نسبة قادرة على امتصاص الارتفاع المتوقع لعدد الناجحين في كل شريحة من الشرائح خاصة اذا كانت نسبة الـ20% ستوزع بعدالة على كافة الجامعات والكليات والتخصصات الطبية والصيدلانية والعلوم والآداب وعلى الكليات النظرية. ‏ كما ان احداث العديد من الجامعات والكليات الجديدة «الرسمية» يمكن ان يساعد وزارة التعليم العالي على استيعاب المزيد من اعداد الطلاب. ‏ اما الجامعات الخاصة، ومع تزايد اعدادها وتنوع كلياتها وتوزع أماكنها على المدن والمناطق فإن استيعابها يبقى محدودا ولم ترتفع اعداد طلابها من ثمانية الى عشرة آلاف طالب قد يضاف اليهم مابين 3 الى5 آلاف طالب هذا العام كحد اقصى، بمعنى آخر فإن التعليم العالي الرسمي والمجاني لايزال يستوعب مايزيد على95% من الطلاب فيما لايزال التعليم الخاص يقتصر على استيعاب 5% فقط وهذا يتطلب مجموعة من الاجراءات العاجلة من قبل وزارة التعليم العالي، ومن الحكومة ككل ومنها: ‏ أولا: ضرورة احداث جامعة ثانية في العاصمة، وفي حلب وبكليات وابنية تستوعب ضعف عدد الطلاب المستوعبين الآن في هاتين الجامعتين، لأن ابنية جامعة دمشق وكذلك جامعة حلب، تحمل اكثر من ثلاثة اضعاف قدرتها على الاستيعاب من الطلاب . ‏ ثانيا: متابعة احداث التخصصات العلمية الجديدة، وإعادة النظر بالتخصصات القديمة «مع الاشارة الى ان الوزارة قطعت اشواطا جيدة على هذا الصعيد». ‏ ثالثا: خلق فرص عمل حقيقية تستوعب الاعداد المتزايدة من خريجي جامعاتنا «وهذه مسؤولية الحكومة» لأن البطالة التي يعاني منها خريجو جامعاتنا يجب ألا تستمر، كما ان استيعاب هذه الاعداد الهائلة من الطلاب في الجامعات الحكومية «رغم اهميته ومدلولاته» يتحول الى مشكلة حقيقية اذا لم يظفر الخريج الجامعي بفرصة عمل تعود عليه وعلى الوطن بالفائدة.‏



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.