rojava writes, "الكاشيون أقوام جائو من جبال زاكروس وظهرت أسماؤهم أول الأمر في نصوص غرب بابل في منطقة نهر الفرات ، إذ يذكر إنهم أسسوا دولة في مكان ما على حدود بابل ، وذلك في فترة حكم سمسو ايلونا ، ويعتقد إن دولتهم قامت في مملكة هانا في الفرات الأوسط أو حولها.حيث كانت تحمل إسم الكشي كاشتيلياشو.في هذه الأثناء تدهورت سلطة بابل الأمورية وفي زمن اّبي ايشو الذي فشل في فرض سيطرته على الجنوب المتمرد ، واستمر الحال في بابل على تضائل حدود مملكة بابل حتى جائت الضرب القاضية من الحيثين الذين انسحبوا من "بابل بعد أخذ الغنائم ومنها ألهة بابل ، تلاهم في السيطرة على بابل ملوك من القطر البحري ( وهم من بقايا السومريون في الجنوب ) والذين استمروا فترة بعدها جاء الكاشيين للحكم إلى بابل.ربما كان أول ملك كاشي حكم بابل هو اّكوم الثاني (كاكريمة )والذي يعتقد أنه الملك التاسع في سلالته ويقال إن اّكوم أعاد تمثالي الإله مردوخ وزوجته بعد 24 عاماً من الأسر (حوالي عام 1570ق.م)وتروي النقوش أنه رمم معبد مردوخ ، وكيف أعد ملابس جديدة للتمثال مع حلية ذهبية.وكان لهذا العمل الأثر في نفوس البابلين مما حبب إليهم السلالات الكاشية.رغم أن الملوك لم يكونوا من أصل البلاد وكانوا يتكلمون لغتا تختلف عنهم.إستولى الكاشيين على بلاد القطر البحري حوالي عام (1460ق.م.).وأصبحت بلاد بابل كلها وحدة سياية واحدة.رغم النجاح الواسع للكاشيين في السياسة الداخلية والتي احتاجت من الوقت والجهد الكثير،كانت التحول في السياسة الخارجية من لغة القوة إلى لغة الحوار والمبادرات فكانت للدولة الكاشية علاقات مع الحوريون الأكراد أيضاً ومع الحيثيين أكراد ولكن غير متأكد من ذلك بعد،والفراعنة،وغيرهم.رغم عدم ورود مصادر معاصرة عن الملوك الأوائل بسبب إهمال تحرير الألواح والرقم الطينية لكن الملك كراينداش (حوالي 1415ق.م )وجدت عنه ليس كتابات ملكية فحسب بل أيضاً مصادر تأريخية تتمثل في رسائل العمرنة .وهي وثائق مسمارية دونت باللغة البابلية والكاشية عثرت عليها عام 1887 م فلاحة كانت تحفر باحثة عن سماد في خرائب عاصمة الفرعون أخناتون ،التي هي الأن موقع تل العمرنة في مصر.وقد عثر السكان المحليون على أكثر من 350 لوحاً ،بيعت بعد ذلك إلى عدد من المتاحف وأصحاب المجموعات الأثرية الخاصة .إن موضوع هذه الوثائق التي شكلت جزءاً من محفوظات اخناتون الرسمية هو الدبلوماسية الدولية وتلقي ضوءاً فريداً وساطعاً على التاريخ السياسي لما يعرف غالباً لهذا السبب بعصر العمرنة.وقد عثر منذ ذلك الحين على وثائق مشابهة لها في فلسطين والأناضول وبلاد أشور.هذه المراسلات بدأت منذ عام (1450ق.م)وتمتد حتى عام (1347ق.م).ومن الملوك الكاشيين في هذا العصر فيتمثلون بـ كدشمان انليل الأول (1370 ق.م.) وبرنابرياش الثاني (1350 ق.م.) .لم يفرض الكورد الكاشيين معتقداتهم على البابلين الأوائل من باب إحترامهم لحرية المعتقد ليس هذا فحسب بل رمموا لهم معابدهم وبنوا أخر جديدة لهم ولكي يفصلوا معتقداتهم عن معتقد البلاد قاموا ببناء معابد خاصة لهم ومنها ما بني في عاصمتهم دور كوريكلزو من معبد وزقورة والتي لها سمات فريدة لا يمكن إلا أن تكون كاشية.كما كان لهم معبد كَولا الذي كشف عنه مؤخراً في أيسن ،والتي أخذت بعض السمات المعمارية البابلية والخصوصية الكاشية .وقد ورد في أحد النصوص إن إلهي الخلق عند الكاشيين هما شوقامونا وشيماليا .أهمل العلماء الاّثاريين هذه الحقبة من الزمن والتي امتدت قرابة الخمسة قرون حيث لم تترجم من الألواح الكاشية سوى 900 لوحة رغم أن المكتشف منها بالاّلاف والسبب واضح وهو محاولة تهميش هذه الحقبة من الزمن من قبل الفاشيين لكون هذه السلالة غير سامية بل وتدل المصادر على أنهم أكراد ويحاولون تجاهل الفترة الطويلة لحكمهم ويقولون عنها بالغير مهمة رغم أنها امتدت من بلاد أشور إلى الخليج وكانت فترة حكمهم مستقرة وهو الأمر الذي عجز عنه أبناء الأرض الأصليين من السومريين والأكديين ، مما يترك بلا شك كون الإهمال متعمداً لدثر هذه الحضارة الكبيرة.ولمعرفة سر النجاح الكبير الذي أحرزه هؤلاء الكورد .إرتبطت العائلتان المالكتان المصرية والكوردية بالزواج وأصبح الملوك يخاطب أحدهم الأخر بكلمة ((اخي))وهي تحية تنطوي على التكافؤ في المركز مما يرد على من أراد من أشباه العلماء تهميش هذه الفترة من التاريخ.(أبلغ نابخوروريا (اخناتون)الملك العظيم ملك مصر ما يلي :ان أخاك برنابرياش الملك العظيم ملك كاردونياش يبعث الرسالة التالية :...............) وهذا جزء من نص رسالة (العمرنة 7).في القرن الحادي عشر بدأ الضعف يدب إلى أوصال الدولة الكاشية،وبدأ التدخل الخارجي في شؤون الحكم يتجاوز المقبول مما أدى إلى تفكك المملكة بعد وفات الملك مردوك ابلا ادن(1171ق.م. -1159ق.م.). عانت الدولة الكاشية من هجمات شنها الأشوريين بقيادة اّشور دان الأول ملك أشور ثم هجمة العيلاميين بقيادة شوترك ناخنتي حيث خلع الملك الضعيف عن العرش ولا تروي المصادر لنا سوى القليل عن هذه المعارك.وهكذا انتهت سلالة الملوك الكورد الكاشيين بعد أن حكموا فترة 576عام 9أشهر أي لفترة لم يسبق لها مثيل.