الفنانة زويا ياسمينة الفن الكُردي

2007-06-23

إِذا أشتهرت فنّانة فهذا لايعني إِنها تحميلُ صفات الفّنانة الناجحة ؟ وإِذا لم تشتهر فنّانة فهذا لايعني إِنها لاتحمل صفات الفّنانة الناجحة ؟ , الفّنانة الناجحة هيّ التجربة الناجحة , التجربة التي تبقى صداها تدوي رغم مرور الأزمان , الفنّانة الناجحة هيّ مَن تترك خلفها فنّاً ناجحاً وترفع من رايةُ الفّن , وتكونُ المثل في ساحة الفّنُ الأصيل كلّ فنّانة تسلك طريق الفّنُ الأصيل سيكونُ لها جزء كبير في ذاكرة الجماهير إِلى مالانهاية كلمّا زاد إبداعها الفّني كلمّا تغلغلت في أعماق الناس وتركت أثراً يدومُ طويلاً طويلاً . وكلمّا زاد إبداعها يزدادُ حبُ الجماهير لها .لم يكّن قط حال الأغنية الكُرديّة أفضل من حال الشِعر الكُردي على مرّ سنواتٌ طويلّة حيثُ التكرار المّمل الذي لازمها , تكرار الفكّرة و الموضوع والأسلوب واللحن الخ, إِلاّ في السنوات الأخيرة حيثُ بدأ الجيلُ المعاصر بتغير هذهِ  المعادلة , بإسلاك السبيلُ الذي سيأتي للأغنية الكُرديّة بمستقبل واعد ومشرق , وهو الأبتعاد عن التكرار في الأسلوب والموضوع والفكرة والقصيدة والاداء والتقليد الواضح , فنّانة من طراز خاص , صاحبةُ حنجرة ذهبية , من ألمع النجمات الكُرديات على الساحة الكُردية الغنائية الآن , بِرغم تجربتها القصيرة في عوالم الأغنية والغِناء , إلاّ إِنَّها أثبتت وجودها على ساحةُ الأغنية الكُردية , رغم الغياب والإهمالُ الإعلامي الذي يحظى به الكثير من الفنّانيين الكُرد الذين حتى أقلُ مستوى فنياً ولغوياً وأدائاً ولحناً وموسيقياً , إلاّ أنهَّا أثبت وجودها فالفنّانُ الذي يحملُ صفات الفنّان الحقيقي ويملك صوت قوي وتكونُ أغانيه جميلّة ورائعة تكونُ أغانيه وعالمه الموسيقي جديد الجديد الذي يستحق الإستماع الإصغاء بِكلّ أطرافه العذبة , يشتهر ويتعرفُ النّاسُ عليه حتى ولو كانَ بعيداً عن الإعلام , فلّم تشتهر مريم خان وحسن زيرك ومحمّد شيخو وطاهر توفيق وغيرهم من عباقرةُ الفّنُ الكُردي عن طريق الإعلام ! بل عن طريق فنهُم الأصيل الراقي فهو الذي يترك أثراً وصدىً عميق في النفوس , ويتأثر به الكُردي أينما كانَ سواءٍ بيَنَ أحضان قامشلو أو تحت سّماء مهاباد أو تحت أجنحة ليالي دياربكر أو قرَّب حدائق وبساتين هولير . الفنَّانيين المبدعين لايبحثون عن الشهرة " فالشهرة تبحثُ عن المبدعيين " والفَّنُ كما تقول في حوار اجراه معها الأستاذ فائق اليزيدي , ( الفّنُ  رسالة أوصلها للجيل القادم كما أوصلها إيانا أجدادنا من فلكلور عظيم )في التاريخ الكُردي الغنائي النِسائي , ثمةُ أسماء كبيرة وبارزة ملتصقة بِجدار ذاكرة الفنُ الكُردي الأصيل , رغم مرور سنوات طويلّة على رحيل البعض منهن , إلاّ إن لايزال أغانيهن خالدة لاتزال تنبض آرواحنا آلحانهن وتفرشُ الأمل والأبتسامات والدموع الرقراقة على أيامنا وليالينا ,  أمثال مريم خان عشيشان كُلبهار مرزية فريقي كُليستان ألخ , حفروا أسمائهن بحبر سّرمدي في قلوب عشاق الطرب والفنُ الأصيل ولاتزالُ لإغانيهن صدى ذاكَ الصدى الأولي , ذاكَ الصدى القّوي , ذاكَ الصدى الذي يسرقُنا إِلى عوالم الكلمة الطيبة واللحن العذب والصوتُ المخملي والمشاعر والأحاسيس الدافئة وكلّ هذا الخلود في الذاكرة يبقى , لأن الفَّنُ الأصيل والإبداع الذي تركوه خلفهنّ ذات قيمة سامية للغاية , فهُن أعطوا للجمهور أغاني لاتنسى والجمهور أعطاهن أمكنة في القلب والذاكرة لاتنسى ولاتعرفُ النسيان ! ومن منطلق أعطي الفن الخالد ليبقى خالداً تنطلق فنانتنا الجميلة مشوارها في ساحة الفّن .الفنّانة الكُرديّة السّورية زويا  تتواجد فيها كلّ صِفات الفنّانة الناجحة , إِنها بعيدة عن التقليد والتشبه تتميز بصوتٌ مخملي عذب صوتٌ يحملُ جزءً منه بواخر الحزن والشجن والجزءُ الآخر يحمِلُ قوافل الأمل والفرح , فنّانة متميزة لها مستقبل واعد ومشرق , بلبلة تشدو في سماء الأغنية الكُرديّة بإسلوب رائع حيثُ " الكمال الموسيقي " لحن قوي وجميل للغاية , كلِماتٌ عميقة بِمعانيها الرائعة  العذبة , شخصية قوية , اداء مميز , صوتٌ قادم بِقّوة , سيكون مستقبل الغِناءَ الكُردي بخير مادامَ ثمة " شموس تبزغ في سّماءَ الأغنية الكُرديّة في كل وقت وحين , صدر لها  آلبوم وحيد حتى الآن واشتهرت به " معنون بـ" Çavên te  ( عيناكَ  )يحملُ الآلبوم الكثير من الأغاني الجميلّة والرائعة , مثل أغنية  Çavên te  ( عيناكَ  )وMin ji te hez kir ( أحببتُكَ ) ولها أغنية جميلة آخرى تحميلُ أسم شيخ الشُعراء الكُرد " أحمدي خاني " صاحب ملحمة مَــمُ وزَيـــــْن الكُرديّة الشهيرة , وأغاني رائعة آخرى "  مثل  Evîn الحب . و Esmerê السّمراء , و  Nema zanim لاأعد أعرف . وأغاني جميلة آخرى , الكلامُ والكتابة عن أغانيها ونقلّ جمال كلماتها  وعذوبةُ انغام أغانيها وسحرُ عالمها الخاص المتميّز والرائع على الورق صعب للغاية , فليسَ مثل سماعها وبلغتها الأصلية والدخول إلى عوالمها المتفردة بظلالها " فالروحُ الجميلّة النقّية هيّ في لغتها الأصليّة " لِذا لايمكّنني أن أنقل صورة أغانيها بنفس الصورة الملتقطة بلغتها الأم , فمّن يعشق الفّن الأصيل بلمسات معاصرة ونغمات كلاسيكية وإبداع وتميز في الآداء , فـليستمع لصوت زويا المخملي الرخيم العذب . سيكتشف إن هُناك عالماً من الموسيقى بنكهة متفردة ورائعة يستحق الإصغاء الأبدي له ! .للفّنانة زويا مستقبل واعد ومشرق وكبير , ولفّنها سيكون آثراً مديداً في النفس ِ , وفي الذاكرة ستكونُ لها مكّانة خاصة مثل كلّ الفنّانات والفّنانيين الكِبار الذين لايفارقون الذاكرة أبداً مهما مضى من أعوام مديدة , قال عنها مؤخراً في حِوار أجري معَ الفنّان الكُردي المعروف مصطفى خالد , إِن الفنّانة زويا تمتلك صوتٌ رومانسي دافق جديد على الساحة وأعتقد أن مستقبلاً زاهراً بانتظارها حيث أنها تجد التشجيع الكامل ، على جميع الأصعدة والإمكانيات.على الإعلام الكُردي عدم تجاهل المبدعين الكُرد , وأستخدام سياسةُ التفضيل , بعيداً عن الإبداع ومقاييس الإبداع والفن السّامي , فأمثالُ الفّنانة زويا وليلوز والكثيرات من أمثالهن لايزلن غائبات بعيدات في عوالم النسيان المرّ لايظهرن أو بالآحرى لايوجه لهن دعوى ليظهرن على الشاشة أو تجرى حوارت معهن ليظهرن على الشاشة لينلن حقهن من النقد والأستماع فثمةُ جمهور واسع لايعرفهن بسبب الإهمال الإعلامي تجاههن , وهذهِ أحدى معضلات الإعلامُ الكُردي وهو إهمالُ المبدع , تقول الفّنانة زويا في نهاية الحوار الذي أجراه معها  الأستاذ فائق اليزيدي , إن شعبنا العريق لا يقل وعياً و حنكة و سمعة عن باقي الشعوب الآخرى . بل على العكس يفوقهم في ذلك ,  و أعدهم بأن أقدم كل ما هو أجمل على مر الأيام القّادمة .زويا صوتٌ مخملي قادم بقّوة . لترفع رايةُ الأغنية الكُرديّة نحو العلو السمو , وأجملُ الأغاني هيّ التي لم تغنيها بعد هكذا يبدو تقول لنّا فنانتنا الرائعة  !! غنت أجمل الأغاني ولكن الآتي أجمل وأحلى , هذا مانتمناه لأن هذا مايرفع من راية الفنِ الأصيل وصداه البعيد البعيد وهذا مايترك أسم الفنان يلمع في كلّ الأزمان الآتية ويجعل صورته ناصعة كالثلج مهما مرّ من سنوات طويلّة .ديرام شماس



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.