سوبرستار و ستارأكاديمي

2007-01-06

كلما كانت في الأفق أزمة سياسية تفتك بأمتنا ظهر برنامج جديد أو حلقة جديدة من أمثال ستار أكاديمي أو سوبر ستار , هذه البرامج التي شدت انتباه الكثيرين و صار حديث الشعب خاصة في حلقاته الأخيرة , و لتكتمل المهزلة لا ينجح صاحب الكفاءة و الموهبة بل ينجح صاحب الدعم و السلطة و المال كما اعتدنا في مجتمعاتنا .إذا سمعنا عن تكاليف تلك البرامج و الميزانيات الضخمة التي تهدر عليها و التكاليف التي يتكلفها المصوتون لهذا الهاوي أو ذاك لأصابتنا الدهشة , مبالغ يمكن أن تزوج عشرات الآلاف من الشباب و أن تطعم عشرات الآلاف من العائلات في أوقات تعاني فيها معظم شعوبنا من الفقر و الجهل .يتحدثون عن ذلك أنه من أسباب التطور و أن هذا الذي يسمونه فنا و ثقافة سيعرف العالم بنا و يوصل ثقافتنا إلى الآخرين , و لكن يا ترى هل يبدأ التطور و التقدم من الغناء؟ هل هذه المصاريف و الاهتمامات أهم من دعم برامج التعليم و المستشفيات و البيئة و الاسكان؟ كم من فرص العمل يمكن أن ننتج من هذه الأموال و كم من المشاريع المفيدة؟وإذا سألت المراهقين و المراهقات و أحيانا الكبار عن اهتماماته أو عن قدوته لقال لك المطرب الفلاني أو الممثلة الفلانية , و هو لا يعلم مستوى هذا الفنان الأخلاقي و ما هو هدفه من خلال ما يقدمه مما يسمى فنا . و تجده يلبس كلباسه و يقلده في كل شيء حتى أصبح للمطربين دور في المجتمع لا يمكن أن يصل إليه عالم و لا سياسي و لا أي مخلص لهذا المجتمع .هل ينبه الآباء أبناءهم على هذه الأمور؟ أم يترك المراهقون يبنون شخصيتهم و حياتهم على هذه الأمثلة من الفنانين الذين اعتبروهم قدوة؟ في بداية كل عام نطلع على قائمة ثروات المطربين (المعلنة فقط) لنجدها بعشرات أو مئات الملايين , و لكننا أيضا لم نطلع عن مصدر هذه الثروات و أيضا لا نطلع عن أماكن صرفها و استخدامها . معظمها قد جاء من حفلات السهر و المجون التي يصرف روادها الأموال بينما يئن معظم الناس تحت وطأة الفقر و الحاجة . المضحك أننا في برنامج ستار أكاديمي نتابع حياة شخص بتفاصيلها حتى عندما يكون نائما و كأننا قد وصلنا إلى قمة السعادة و التطور و الرقي و لم يبق لنا إلا نتابع كيف نام ذاك المخنث و كيف أكل و لبس و و و .إننا سائرون خلف حضارة الغرب و لكن لم ندخل معهم إلا من أبواب الجهل و تركنا كل الأبواب الأخرى يقلم: زاهر سحلول

MAS


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.