صحيفة: وساطة مصرية بين سوريا الديمقراطية ونظام الأسد لمواجهة التهديدات التركية

2018-12-26

أفادت مسؤولة في "قوات سوريا الديمقراطية" أن وفداً من المخابرات العامة المصرية سيتوجه قريبا إلى دمشق، لبحث فرص الحل السياسي والمساهمة في وقف التصعيد العسكري في منطقة شرق سوريا، في ظل تلويح تركيا بعملية عسكرية تستهدف الميليشيات الكردية هناك.

وأوضحت إلهام أحمد الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لـ"مجلس سوريا الديمقراطية"، في تصريحات لصحيفة "العرب (link is external)"، أن هناك اتصالات جرت الأيام القليلة الماضية بين قيادات كردية ومسؤولين مصريين، لتتدخل القاهرة في مسألة التوسط بين نظام بشار الأسد و"قوات سوريا الديمقراطية" التي تعوّل كثيرا على مساهمة مصر في تحريك هذه المسألة.

وأكدت، المسؤولة للصحيفة أن "قوات سوريا الديمقراطية" (تشكل وحدات الحماية الكردية عمودها الفقري) "لديها قنوات اتصال قوية مع مسؤولين مصريين"، وتأمل في التحرّك بشكل فوري لوقف التصعيد في شمال سوريا، والتوسط لدى حكومة النظام ورعاية اتفاق مع الميليشيات الكردية.

وحول موقف "سوريا الديمقراطية" من مطالبة نظام الأسد بتسليم الميليشيات الكردية للمدن التي يسيطرون عليها على الحدود مع تركيا لقواته، رفضت إلهام أحمد الأمر وطالبت "بتسوية سياسية".

ولفتت الصحيفة إلى أن الإعلان عن زيارة رئيس مكتب الأمن الوطني في حكومة النظام اللواء علي المملوك إلى القاهرة، واللقاء مع الوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، السبت الماضي، جاء ضمن مشاورات مكثّفة تجري منذ مطلع العام الجاري بين القاهرة وحكومة النظام، لبحث خطط وقف الحرب وتركيز الجهود على مكافحة الإرهاب وإعادة إعمار المدن المدمرة، وتمهيد الطريق لمصر لتلعب دورا وازنا مع قوى إقليمية أخرى، في إشارة إلى كل من إيران وتركيا.

"تحركات مكثفة"

وكشفت الصحيفة نقلاً عن "مصدر سوري مطلع" على سير التحركات (لم تسمه) أن "واشنطن والدول الضامنة لاتفاق أستانا وعدد من دول الجوار وشخصيات سورية معارضة، يقودون تحركات مكثّفة منذ أسابيع لإيجاد تسوية لمعضلة شرق الفرت".

وبحسب المصدر، "ترتكز خطة وقف التصعيد في شرق سوريا على إعادة تموضع الميليشيات الكردية، ومحاولة خلق نوع من التوازن بالدفع بقوات من العشائر العربية على طول الحدود المشتركة مع تركيا، ووضع استراتيجية واضحة للقضاء على الجماعات المتطرفة، والبدء في إعادة إعمار المدن المحررة في تلك المناطق، وفتح المعابر المشتركة مع تركيا، ووضع جدول زمني لعودة اللاجئين السوريين".

وأوضح المصدر للصحيفة أن "إعلان الولايات المتحدة الانسحاب من الأراضي السورية جاء ضمن صفقة كبرى يتم وضع الرتوش النهائية على بنودها للبدء في تفعيلها، وتحديد مهام النظام في تلك المناطق وخطة أنقرة لمكافحة تنظيم داعش وتجنّب التصعيد العسكري مع القوات الكردية، والدفع بمكوّنات عربية ترفض مشروع الفيدرالية التي تروّج لها الميليشيات الكردية لطمأنة أنقرة".

"وساطة" أحمد الجربا

وكشفت إلهام أحمد عن وساطة يقوم بها رئيس "تيار الغد السوري" أحمد الجربا بين أنقرة و"قوات سوريا الديمقراطية"، لمنع حدوث صدام في شرق سوريا.

ويتواصل الجربا مع عدد من القيادات العسكرية للميليشيات الكردية لبحث فرص نزع فتيل الأزمة.

ويمكث الجربا في أنقرة منذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ويقوم بدور يتعلق بالمساهمة في ملف التهدئة بتلك المنطقة والاستعانة بقوات "النخبة" التي يدعمها (الجربا) في محاربة "تنظيم الدولة" وضبط الحدود مع تركيا.

وتتواصل التعزيزات العسكرية التركية إلى الحدود مع سوريا وسط استعدادات متواصلة من الجيش الوطني السوري التابعة للمعارضة، لبدء معركة مرتقبة شرق الفرات.

وقالت تركيا هذا الشهر إنها ستشن عمية عسكرية في المنطقة. وفي الأسبوع الماضي أعلنت الولايات المتحدة سحب كل قواتها من شمال سوريا الأمر الذي دفع أنقرة لتأجيل خططها.